-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عندما تضحك “المذبوحة” على “المسلوخة”!

عندما تضحك “المذبوحة” على “المسلوخة”!

السيد عبد العزيز بلخادم، انتقد تصريحات سلال، واعتبر زلاته الكثيرة، غير مقبولة، بالرغم من أن زلاته هو، منذ أن فُرض “بالقوة” على الجزائريين بين مقصودة وغير مقصودة، أكثر من عدد شعرات لحيته. والرئيس السابق اليمين زروال، اعتبر تمديد العهدة الرئاسية، عرقلة للديموقراطية، بالرغم من أن التاريخ يشهد أيضا، أن الرئيس السابق كان مفروضا على الشعب، وكما كانت الديموقراطية موءودة منذ الاستقلال ومازالت إلى حد الآن، كانت أيضا في عهدته القصيرة. والسيد علي بن فليس حذّر من عدم احترام الشعب، بالرغم من أن الشعب لا أحد احترمه منذ أول حكومة جزائرية، إلى مشارف حكومة سلال، ومرورا بحكومة السيد علي بن فليس. والرئيس بوتفليقة أيضا كان ينتقد نظام الشاذلي بن جديد، بالرغم من أن الرئيس الراحل ولد من رحم نفس النظام الذي أعطانا محمد الصالح يحياوي والشاذلي بن جديد وبوتفليقة.

والمصيبة عندما ينتقد أحد الذين وضعوا الأساس، وبنوا هذا النظام الكاتم لأنفاس الجزائريين، نفس النظام، الذي هو منه، ضمن حلقة فارغة يصبح فيها ما يقال من حق، إنما يراد به باطل، أو على الأقل لا يُراد به حق. أما المصيبة الكبرى فهي أن النظام استنسخ شبيها له في الشعب نفسه، الذي صار انتقاده يتوقف على من لا تلتقي مصالحه معه، فيتحوّل الذي حرق المراحل المادية والاجتماعية بالزور والبهتان إلى مصلح اجتماعي أو داعية أو وطني بعد أن يصل إلى مبتغاه، وتذوب في مثل هاته الممارسات، الديموقراطية، التي يطلبها بعض الجزائريين بأساليب غير ديموقراطية، إما جهلا لحقيقة الديموقراطية أو تكريسا لممارسات ورَمِية صارت جزءا من بدن الأمة.

لا جدال في أن السيد بلخادم قال كلمة حق، عندما اعتبر أخطاء صديقه في النظام سلال، غير مقبولة، ولكن بلخادم حكم لمدة عقدين، ولم يقل أبدا إن إمبراطوريات الفساد التي علّت من بنيانها، وناطحت السحاب بأنها مرفوضة، ففي زمنه بنى الخليفة إمبراطوريته، وفي زمنه انطلق شكيب خليل، ليفضحنا في كل بلاد العالم.

ولا جدال في أن السيد اليمين زروال قال كلمة حق، عندما اعتبر تمديد العهد الرئاسية أمرا غير ديموقراطي، بالرغم من أن التمديد حدث منذ ست سنوات، وليس يوم الأربعاء تاريخ رسالته إلى الجزائريين، ولكنه هو أيضا ترك كرسي الرئاسة كما كان لغزا، أو صناعة لا أحد عرف المخابر التي تنجز فيها، أي أن الدستور الذي ساهم في كتابته عام 1996 لا معنى له، لأنه اختصر عمر الرئيس الواحد في عهدتين، ولكنه أمدّ في عمر النظام إلى ما لا نهاية، وحتى حركات الاحتجاج والمسيرات التي صارت تشهدها البلاد، تكاد تكون نسخا طبق الأصل لمسيرات وحركات شهدتها البلاد منذ عشرين عاما، تطالب بالديموقراطية، وهو ما يجعلنا نخشى أن نعود إلى البداية، بالرغم من أنه لا أحد ضد قناعة أننا مازلنا فعلا في البداية.

أحد المعلقين على انتقاد زروال للعهدة الرابعة، وانتقاد بلخادم لسلال، استخرج مثلا شعبيا يقول: “ضحكت المذبوحة على المسلوخة ماتت المقدّدة بالضحك” لكنه ربما نسي أن المذبوح والمسلوخ والمهضوم أيضا، هو الشعب والديموقراطية… وليس هؤلاء؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • عبد الحي

    تحليل منطقي جدا . شكرا لكم . ولكن البشر ليسوا ملائكة . ولكن محبذ جدا قبول النصح الخالص وتصحيح الأفعال . والغبن الكبير بالنسبة للشعوب في الدول المنضوية تحت لواء المؤتمر الاسلامي ولاسيما شعوب الدول العربية أنّ القوة تحوزها وتملكها الدول الكبرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية . هذه الدول وكمثال فقط تقيم في كل وقت الدنيا ولا تقعدها من أجل الاسرائليين . في حين لا تحرك ساكنا بل تغض طرفها على عمليات الابادة التي تقودها اسرائيل ضد شعب فلسطين مثل صبرا وشاتيلا وحصار غزة ةقنبلتها وقتل مسلمي بورما و...

  • zeineb

    thats right

  • مرزوق

    و الله يا استاذ تحليلك منطقي و لكن من يقرأ مقالك يصاب بمرض اليأس و فقدان الأمل و ما كتبته حقيقة للاسف مرة نظام الامس هو نفسه نظام اليوم دائما يستخف و يستحقر الشعب و ان كان الامر كدلك فلا مفر الا الرجوع الى انفسنا و نحاول ان نغير منها ما استطعنا للاحسن و الله يحفظ البلاد من زلات السفهاء

  • نورالدين الجزائري

    طبلا و مزمارا لتمرير عهدتهم 4 بشق الأنفس و بالشهدات الطبية الواهية و عدم الصدق في الكلام !! حتى لا يصبح مصير العهدة كمصير الرابعة العدوية ، أما أنها عقدة في رقابنا فهذا لا يهم ! إن الباطل له نفس طويل و لكن في النهاية ينقلب على نفسه، فسحرة فرعون بعد أن تلاشي الباطل و أبلج الحق كشفوا على أنفسهم مَن هم ؟! فهذا الشتم و التنابز و الزلات في الكلمات و تزكية النفس ... ماهي إلا أن تسونامي الحق هز عرشها أصبحت تلفظ هنا و هناك . فالمنخنقة و المتردية و النطيحة إذا حكمت الشعب أفسدته و إذا أكِلَت أفسدت الدين!

  • علي

    كلنا نعرف هذا ولكن ما العمل؟

  • khayreddinho

    barakAllahou fik si abdennacer; une excellente analyse