فتاوى للاقتتال
-
-
1050
-
0
لم يكتف النظام السعودي بالهرولة، منذ الوهلة الأولى، إلى التنديد بالمقاومة اللبنانية على عملية أسر الجنديين الإسرائيليين من أجل تحرير مئات الأسرى اللبنانيين القابعين في السجون الإسرائيلية، ولم يكتف بمباركة العدوان الاسرائيلي على لبنان الذي يودي يوميا بحياة المئات وتشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب اللبناني ولم يستيقظ فيه ضمير تجاه مسؤوليته الكبيرة في هذه الجرائم والمجازر، بل إنه انتقل إلى مرحلة أخطر وأكثر جرأة وتكالبا على الأمة العربية والإسلامية، إذ عمد إلى تحريش “علمائه”، كما تحرش الكلاب، على الأمة الإسلامية جمعاء وعلى الدين كله بما لا يجلب سوى الفتنة والحروب الأهلية والاقتتال بين المسلمين من خلال ما يصدرونه هذه الأيام من فتاوى كاذبة تؤلب السنة على الشيعة وتحرم دعم بقية المسلمين لحزب الله والمقاومة اللبنانية، وهذه دعوة صريحة إلى شريحة من المسلمين للدخول في حرب صريحة ضد فئة أخرى من أكثر المسلمين حيوية ونشاطا وغيرة على الإسلام ومصالح المسلمين، لأنهم يشكلون رأس حربة في الذود عن هذه المصالح.
ولابد أن النظام السعودي و”زعماءه” قد استعاروا هذه السياسة الدنيئة من أسيادهم اليهود والأمريكان بعد بوادر نجاحها على أرض العراق حيث عندما تحاول قوات الاحتلال والسلطة الأهلية العميلة نزع القيمة عن العمليات الفدائية أو تريد إعطاء تفسيرات مغرضة لبعض العمليات الإنتحارية والأعمال المشبوهة تقول إنها من نتاج مناهضة الشيعة للسنة أو العكس أو مناهضة مجموعات الزرقاوي السني لمجموعات الإمام مقتدى الصدر الشيعي.
السعوديون نظاما و”علماء” يتحججون في تكالبهم على حزب الله والمقاومة اللبنانية والفلسطينية بحجة مبادرة هذه المقاومة بالاعتداء على اسرائيل من خلال العمليات التي أدت إلى أسر جنود اسرائيليين دون الإشارة إلى ما تفعله اسرائيل في هذا المجال منذ 60 عاما وما تعج به سجونها من آلاف الأسرى المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين.
ولذلك، فإن أجمل ما في المشروع الامريكي المتعلق بـ “الشرق الأوسط الجديد” المنشورة خرائطه الجغرافية والحدودية مؤخرا على موقع الجيش الأمريكي هو إقامة دولة أو سلطة خاصة بتسيير بقاع المسلمين المقدسة في السعودية خارج سلطة النظام السعودي، لأن ذلك أفضل للمسلمين والإسلام من رعاية هذا النظام لهذه البقاع بهذا التدنيس وهذه الإهانة لمشاعر المسلمين أجمعين.
وفي انتظار الفرج يبقى من واجب المسلمين التوقف عن تمويل حرب اليهود على اللبنانيين والتآمر على الأمة الإسلامية عبر أموال الحج والعمرة التي تذهب في ظل مواقف وتصرفات النظام السعودي إلى المساهمة في تسليح الجيش الإسرائيلي بطريقة أو بأخرى بأفتك الأسلحة الموجهة ضد الأمة العربية والإسلامية.
