-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

فقاعة الباك.. تفقع

عمار يزلي
  • 1283
  • 3
فقاعة الباك.. تفقع

ليس عندنا ما يؤكد أو ما ينفي النسبة المضخمة لنتائج الباك لهذه السنة، لكن “العام يبان من خريفه”: ثلاثة أشهر بلا دراسة، مع التضييق على الغش، وبدون عتبة معلنة، من شأن هذا أن يعطينا نتائج ضعيفة جدا، لكن العكس حصل، حتى ولو أن نسبة النجاح هذه السنة منخفضة بـ0.20 في المائة قياسا بالنسبة الماضية.
13 سنة، من الإصلاحات أو أكثر لم تتطور فيها نسبة النجاح، بل على العكس بقيت تراوح مكانها إن لم تنخفض أحيانا، رفع النسبة يبدو أنه كان مبرمجا بعدم احتساب أسئلة، بدعوى أنها صعبة، أو اعتبار أجوبة صحيحة رغم أنها نصف خاطئة خاصة في المواد العلمية، إذ كيف يُعقل أن تُقبل أسئلة الباك وتُختار من بين عدة نماذج وتُقيَّم وتُغربل ويراجعها أساتذة كبار وقدماء وذوو خبرة لسنوات، ثم نأتي قبيل الباك لنكتشف أخطاء في الأسئلة أو كونها صعبة لم يدرسها التلاميذ بسبب الإضرابات؟! إنه تسقيف وعتبة غير مباشرة، إذا ما حدث هذا، فإن ما ذهبت إليه “الكلا” بأن النتائج لن تتعدى 21.18 في المائة، فإن هذا، كما أشرنا إلى ذلك سابقا في مقال سابق، يعدُّ تضخيما للنتائج كما تُضخم نسب المشاركة في الانتخابات منذ أجيال، نحن نريد أن تقفز النتيجة إلى 55.88 في المائة.. لكن ليس عن طريق “السوسيال”، تصوّروا أن نحو 350 ألف، سيلتحقون بالسنة أولى جامعي.. بمستوى هزيل، ماذا يمكن أن ننتظر منهم بعد 3 سنوات في الجامعة؟ تماما مثل ما انتظرنا منهم بعد 3 سنوات في التعليم الثانوي: الكل ينجح والكل يخرج… حتى أقول “يتخرّج”، وعليه، الكارثة ستعمم لأن الرداءة والضعف سيكون قد انتشر: الغش، عدم حضور المحاضرات، حضور الأعمال الموجَّهة والتطبيقية فقط وبغيابات كبيرة يُضرب عليها النح من طرف الأستاذ المطبِّق أحيانا، مبررة بشهادة مرضية لها أسابيع أو مستخرَجة بالمعريفة.. لضرب المعرفة والعلم، وأحيانا بتغاضي الإدارة والأستاذ، في الأخير يخرج التلميذ.. طالبا.. مبلّع كل الموديلات.. مبلّع.. مبوشي، علميا ومعرفيا.. ثم يلفظ الشارع هؤلاء المتخرجين من أمعاء دقيقة وغليظة ومستقيم.. وأنثى عشر.. لا قدرة لهم على إيجاد عمل للمستوى الضعيف تكوينيا وميدانيا، كما يتطلبه نظام الأ لام ده.. ميدانيا ولا نظريا، لأنه لا أحد يدرس.. ولا أحد يحضر المحاضرات، فمن أين التحصيل؟ من الغش الذي صار هو السائد في المدرجات أيام الامتحانات؟ كل هذا بسبب التسيّب في التعليم وسياسة السوسيال في الباك بعد سنوات من إصلاحات أفضت إلى كارثة.. بيئية، لا ننتج بعدها إلا بيروقراطياً أو مخربا فاسدا.
تصوروا طالباً في السنة الثالثة علم اجتماع، يكتب في عرض حول زيارة كارل ماركس للجزائر سنة 1882، وعن الشخصيات التي التقى بها (رغم أنه لم يلتق إلا باثنين أو ثلاثة من الشخصيات الفرنسية لأنه جاء سائحا شتويا)، يقول فيها هذا الطالب، الذي لا أحد يعرف من أين استقى هذا “العلم” وهذه المعلومة، والتي قالتها لي أستاذة التطبيق وهي أستاذة محترمة وكبيرة، الأستاذة بقيت تبحث عني لمدة لتخبرني بالنكتة، ماذا يقول الطالب في عرضه هذا الذي قدمه علنا أمام زملائه الطلبة؟ يقول إن كارل ماركس التقى بعدة شخصيات جزائرية من بينها.. عمار يزلي!
تصوَّرا النكتة. قلت للأستاذة مازحا: والله كنتُ صغيرا وقتها.. ولا أتذكر كثيرا.. هذا اللقاء.. للعلم كان هذا سنة 1882؟!
هؤلاء هم من نحضِّرهم اليوم ضمن 55.88 إنها قصة الضفضعة التي تنفخ نفسها للتمثل بالفيل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الناقد

    و في النهاية، تجد شاب يحمل الدكتوراه يعمل AGENT DE SECURITE أو يبيع الكاوكاو في الشارع !

  • محمد

    أين هو المشكل لو تكون نسبة النجاح ٣٠ أو ٤٠ بالمئة على الأكثر ، وترجع لإمتحان الباكالوريا هيبته، وترجع الجامعة فقط لمن هو في المستوى..تنخفض التكلفة في الخدمات الجامعية ، ولاتجد الكثير من التسيب والإهمال من الطلبة. فالزبدة فقط هي من تدرس هناك، ولكثرة المتفوقين، فإن المستوى سيرتفع ويخرج من الجامعة مهندسون وأطباء ومعلمون وإداريون في المستوى.
    بينما من يعيد له فرص الإعادة والإلتحاق بالمتفوقين.عام أو عامين لايهم، أو يلتحق بالتكوين، أو يقوم بالعمل الحر، أو يلتحق بمناصب لاتتطلب إلا مستوى الثالثة ثانوي، لماذا تضخم الشركات مطالب المؤهل؟..والله كنت بالجامعة والكثير ينام طوال العام ويتسكع ومع ذلك يمر.

  • bamour baaziz

    سيدي / هذا بكاء على الأطلال ، نحن أعلم بحالنا من غيرنا و نريد الحل من خلالكم أنتم من مواقعكم بتواصلكم مع معارفكم المفكرين و المثقفين لتجدوا لنا حلا ، فهم ماضون فيما هم فيه ، أليس الأجدر بكم أن تنزلوا من صياصيكم و تفعلوا أكثر مما تقولوا ... تولانا الله برحمته .