-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قابيل‭ ‬وهابيل‭ ‬في‭ ‬ضيافتنا

الشروق أونلاين
  • 8754
  • 28
قابيل‭ ‬وهابيل‭ ‬في‭ ‬ضيافتنا

شيخ في السبعين أطلق النار على شقيقه الشيخ فأرداه قتيلا في مرعى غنم بسوق اهراس، وقاصر حوّل أخاه ليُصَلّى عليه صلاة الجنازة بعد أن كان متجها إلى صلاة التراويح في سكيكدة، وشاب قتل شقيقه من أجل مشاهدة التلفزيون في سهرة رمضانية في سطيف ومراهقة ذبحت والدها على مائدة الإفطار بباتنة..

  • هاته المآسي وغيرها التي ميزت النصف الأول من شهر السلام والحياة تفرض علينا سؤالا أدخل الداعية الباكستاني الراحل أبو الأعلى المودودي السجن عندما طرحه في كتاب مثير وهو هل نحن مسلمون؟ وهل نحن صائمون؟ وتفرض علينا جوابا قد يحرّرنا من قيود الكذب‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بأننا‭ ‬فعلا‭ ‬مازلنا‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬الإسلام‭ ‬التي‭ ‬تجعلنا‭ ‬نصوم‭ ‬إيمانا‭ ‬واحتسابا‭ ‬ونطمع‭ ‬أن‭ ‬يغفر‭ ‬الله‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬ذنبنا‭.. ‬بل‭ ‬من‭ ‬ذنوبنا‭.‬
  • مصادر أمنية قالت إن عدد جرائم القتل التي تُسجل في شهر رمضان هي أربعة أضعاف ما يُسجل في أي شهر آخر من شهور السنة، وقالت إن عدد جرائم القتل ما بين الأصول لا تكاد تقع أبدا في الجزائر إلا في شهر الصيام، وعندما يقتل شيخ في السبعين وهو راعي أغنام شقيقه، ويحرم قاصر شقيقه من التراويح مدى الحياة، ويحوّل شاب سهرة رمضانية إلى مأتم عائلي وتنحر صبية والدها، فمعنى ذلك أن صيام النهار لم يكن سببا مادامت غالبية الجرائم تكون بعد الإفطار وعندما تشبع البطن ويغني الشيطان نشيد الموت.
  • إذا كان الرفث والفسوق وعدم كظم الغيظ في نهار الشهر الفضيل مُحرّما وإذا كان العبوس في وجه عامة الناس مكروها، فكيف وصل بنا الحال أن أصبحت جرائم قتل الأخ لأخيه والزوج لزوجه أقرب إلى الأخبار السريعة العادية التي ما عادت تهتم بها حتى الصحف بسبب كثرتها وتكرارها، ونجد أحيانا كصحافيين صعوبة في تقديم في نفس الصفحة الرمضانية خبرين على النقيض، أحدهما عن اعتناق استرالي أو برازيلية للدين الإسلامي بسبب تأثره بالروح الأخوية التي تملأ قلوب الجزائريين، والثاني عن اغتصاب جماعي لصبية أو جريمة قتل يذبح فيها الصائم أخاه، في مشهد‭ ‬مدّ‭ ‬وجزر‭ ‬بين‭ ‬داخلين‭ ‬في‭ ‬دين‭ ‬الله‭ ‬أفواجا‭ ‬وخارجين‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬أفواجا‭.‬
  • كل الجامعات والمراكز الجامعية في الجزائر، التي جاوز عددها الستين، بها كليات علم الاجتماع وعلم النفس، وعدد المساجد فاق الخمسة عشر ألفا، وفي مستهل جلسات رمضان التي جمعت رئيس الجمهورية بالطاقم الأمني تم التركيز على ظاهرة الجريمة بكل أنواعها التي صارت من يوميات‭ ‬الجزائريين،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تتغلب‭ ‬الجريمة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدروع‭ ‬الأمنية‭ ‬والدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والعلمية‭ ‬كما‭ ‬تتغلب‭ ‬الأورام‭ ‬الخبيثة‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬مراحل‭ ‬السرطان‭ ‬على‭ ‬البدن‭ ‬الضعيف‭.‬
  • صحيح أن هذه الجرائم المهولة في حق الأصول هي استثناء ورقم صغير في مجتمع ثلاثة أرباعه يقومون الليل في المساجد، وصحيح أن ما حدث بين الإخوة هو لحظة غضب وزلّة يد وقتل يتبعه ندم، وصحيح أن أرقام التضامن والخير لا عدّ لها ولا حصر… لكن الصحيح أيضا أن حادثة إبني آدم‭ ‬عندما‭ ‬طوّعت‭ ‬لأحدهما‭ ‬نفسه‭ ‬قتل‭ ‬أخيه‭ ‬فقتله‭ ‬فأصبح‭ ‬من‭ ‬الخاسرين‭ ‬كانت‭ ‬حجر‭ ‬أساس‭ ‬لعالم‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭ ‬بدأ‭ ‬ولم‭ ‬ينته‭.  ‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
28
  • razika

    بسم اله الرحمن الرحيم ستعودون كما خلقناكم اول مرة فلا تعجبوا فهده علامات الساعة الصغرى قد انجلت تطاول البنيان و كثرة الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الموت المفاجيء .
    فليس العيب في زماننا و انما العيب فينا فعلى سبيل المثال بات اختيار شركاء الحياة على معايير خاطىءة لا تمت للا سلام بصلة فكثرت اللامبالات من الطرفين فازداد عدم الأهتمام بتربية الأولاد فكل يقول نفسي نفسي فراح هؤلاء ضحايا واصبحوا آلات للقتل بدون شعور فيا ايها الأولياء حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا غيركم

  • Aek

    هذه نتيجة غياب العلماء في البلاد وانتشار المهرجنات في كل مكان واهتمام الا بالكرة و االعب. يجب اهتمام بالعلم و العلماء و تدعيم المتفوقين للخروج من الفوضى

  • مصباح

    والله لو تصدر الدولة قانونا يلزم على كل من يريد الزواج أن يقوم بمسابقة كتابية في تربية النشئ دينيا وأخلاقيا فلن ينجح أي جزائري ولن يتزوج أحد .

  • بدون اسم

    لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

  • mouloud

    إقرؤوا الأيات 13 ,14 ,15 إلى الآية 20 من سورة السجدة من فضلكم ستجدون الدواء الشافي إن شاء الله لهذه المعضلة.

  • Abdelkader

    C'est quoi ce peuple de barbares

  • احمد

    احمد من ادرار:
    لاحول ولا قوة الا بالله هذ مـــن علامــات الساعة الصغرى والكبرى

  • faiz zebiri

    الى الرقم 2 وهل انت لست جزائري عندما تقول نحن همجيون . سبحان الله قل خيرا او اصمت .يا خي حالة

  • الأغواطي

    لا حول ولا قوة إلا بالله.
    حوادث القتل بصفة عامة في إنتشار مخيف، لكن من المسؤول؟
    المسؤولية مشتركة بالإضافة إلى مسؤولية الأسرة والمدرسة والمسجد لكن المسؤولية الكبرى يتحملها ثلاثة أطراف:
    - الصحف المعربة وخاصة الشروق والنهار التي تطالعنا في كل يوم بأخبار القتل والإغتصاب والشذوذ وكل الموبقات التي كانت في نظر الشعب الجزائري من الجرائم الكبرى حتى عند أكبر المجرمين. لكن نشر هذه الأخبار في الصحف أدى إلى إستصغارها و أصبحت عادية.
    - التلفزيون الذي أصبح مدرسة لتقنيات العنف.
    - العدالة التي لا تردع الجناة.

  • mouloud

    إقرؤوا الأيات 13 ,14 ,15 إلى الآية 20 من سورة السجدة من فضلكم ستجدون الدواء الشافي إن شاء الله لهذه المعضلة.

  • عبدالنور زرفة

    ربي يهدي ما خلق

  • عبد الله

    اللهم لا تؤاخذ نا بما فعل السفهاء منا

  • بدون اسم

    حسبي الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوة الا بالله ,,,,,عندك حق نحن مسلمون بالوراثة فقط يارب نجنا

  • فيدا

    اللهم اهدينا و رحمنا و اغفر لنا سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله الواحد الاحد انا لله وانا اليه راجعون استر يا رب بلدنا امين

  • كره الرداءة

    السبب يا ناس المخدرات.و كفى

  • ahmed

    للاسف الشديد تبدل حالنا من حال الى حال ويحن قلبي الى ايام ابائنا واجدادنا حين كانوا يعيشون تلك النيات الكبيرة والعظيمة كانت العائلة الكبيرة تعيش مع بعضها بل تجد 4 او5 عائلات تعيش مع بعضها وينفق عليها احد فقط وله الامر والنهي ولا يحرك غير ساكنا ليس خوفا وانما احتراما لاخيهم الاكبر اولعمه ونحن الان درسنا وتعلمنا مبادئ الاسلام بل تجده يقدم الدروس ويصلي ويقوم الليل ...اللخ من العبادات لكن للاسف باب الشيطان مفتوح على مصراعيه والتناحر بين الاقارب قائم والله المستعان
    b-kacem1@hotmail.fr

  • العندليب

    الشاد يخفظ ولا يقاس عليه,و جهنم تقول هل من مزيد؟ ووقودها الناس و الحجارة أعدت للكافرين,و المسلم ليس كالكافر و الله المستعان على ما تصفون,

  • زوزو

    السلام عليكم عوض هدا الشهر شهر خير و رحمة بين الناس نتاسف لسماعنا هده الاخبار الموجعة فندعو الله ان يغفر لنا جهلنا امين زوزو الجزائر

  • joujou mimi

    ان الى الله و ان اليه راجعون

  • ana howa

    لا حول ولا ثوة الا بالله

  • karima

    اللهم عفوك و سترك

  • رياض

    في الحقيقة نحن مسلمون بالوراثة فقط، وإن المسلم بلا اخلاق كالريح في الأبواق

  • بدون اسم

    لاحولا ولا قوةالا بالله العلي العظيم

  • رياض

    نحن دائماً نتكلم بإسم . الدين الإسلامي . مستغربين و متسائلين ماذا يحدث و لماذا كل هذه الجرائم و الحوادث الدموية المؤلمة التي لا يطيقها من يعيش أحداثها و من يراها و من يسمع عنها و عن تفاصيلها في هذا الشهر المبارك الذي أنزل فيه القرآن على الرسول .. صلى الله عليه و سلم لهذا أنا أعتقد بكل تواضع أنه السبب الوحيد في كل هذا الحزن المظلم هو الجهل و سبب الجهل هو الفقر المعنوي و المادي و سبب هذاالفقر بطبيعة الحال هو الجهل الجاهل و تجاهل العالم عن الجاهل الذي هو أمامه بسبب الأنانية و حب النفس قال تعالى **** اقرأ باسم ربك الذى خلق(1) خلق الإنسان من علق(2) إقرأ وربك الأكرم(3) الذى علم بالقلم(4) علم الإنسان ما لم يعلم(5) كلا إن الإنسان ليطغى(6) إن رءاه أستغنى(7) إن إلى ربك الرجعى(8) أرأيت الذي ينهى(9) عبدا إذا صلى(10) أرءيت إن كان على الهدى(11) أو أمر بالتقوى(12) أرءيت إن كذب وتولى (13) ألم يعلم بأن الله يرى(14) كلا لإن لم ينته لنسفعا بالناصية(15) ناصيه كاذبة خاطئة(16) فليدع نادية(17) سندع الزبانية(18) كلا لا تطعه واسجد واقترب(19) }} .

  • عبد الحق

    ادا دهبت اخلاقهم دهبوا

  • بدون اسم

    حسبي الله ونعم الوكيل

  • محمد رمضان الجزائري

    بارك الله فيك, موضوع قيم بأسلوب بليغ. الصوم بطبيعته يجعل الانسان هادئا و يعلمه الرزانة ويؤدي الى التقوى.
    الجزائريين بصفة عامة معروفين بالهمجية والتهور والانفعال, وهي صفات ذميمة,
    دوائها الكتاب, القراءة والمطالعة تبعدك عن هذا, أول كلمة في القران هي {اقرأ} وهي مفتاح كل خير وأصل كل فضيلة.

  • mouad ghostan

    حينما نرى الوالدين يأتون بالابناء ثم يتركون الشارع ليربيهم سنرى هاته الاشياء و ما أكثر من ذلك كاننا نلحظ استقالة الوالدين من مهمتهما الرئيسية و هي انشاء أسرة سلمية و بتالي مجتمع سليم فهم يتحملون قدر من المسؤولية بالمقابل الدولة بمختلف اداراتها و مسؤوليها تتحمل المسؤولية الاكبر لأن هاته هي استراتجية "جوع كلبك يتبعك" فأصبح المواطن لا يهتم بتربية أبناءه بقدر اهتمامه بتوفير لقمة العيش لهم فحسبي الله و نعم الوكيل في هاته الرؤية التي يتمتع بها أصحاب المعالي والسمو !!