-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

قدر الصحراء أن تمد الإنسان بطاقة الحاضر والمستقبل

د. نوار ثابت
  • 1288
  • 0
قدر الصحراء أن تمد الإنسان بطاقة الحاضر والمستقبل

صممت أول خلية شمسية من مادة السيليكون، سنة 1954، في مختبرات بيل لاب سميت في البداية الطارية الشمسية. وبذلك، أصبح ممكنا لأول مرة تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء. والملفت في الأمر، أن مادة السيليكون تستخرج من الرمل. فكتبت حينها صحيفة نيويورك تايمز على صفحتها الرئيسية: “طاقة هائلة من الشمس تلتقط باستخدام مكونات الرمل”.

وكأن قدر الصحراء أن تمد الإنسان بمختلف أشكال الطاقة التي يحتاج إليها في الحاضر والمستقبل.

لكن استخدام الكهرباء الشمسية في العالم بقي محدودا بسبب علو كلفتها، لأن تحويل الرمل إلى سيليكون نقي خال من الشوائب عملية مكلفة. غير أن أهل الصناعة والعلماء في المختبرات لم يتوقفوا عن البحث عن سبل التقليل من كلفة الخلايا الشمسية. ونجحوا في ذلك، وتسارع تقلص كلفة الطاقة الشمسية خلال العقد الماضي بصفة مدهشة نتيجة الاستثمار الضخم للصين في صناعة السيليكون والألواح الشمسية. فشجع ذلك كثيرا من الدول على تطوير مشاريع لإنتاج الطاقة الشمسية. ومن أكبرها، مشروع محمد بن راشد آل مكتوم بدبي، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية خمسة آلاف ميجاواط عند اكتماله سنة 2030. وأصبحت الطاقة الشمسية منذ 2020 الطاقة الأقل تكلفة في التاريخ.

لم يمنع هذا الإنجاز العلماء من مواصلة البحث عن مواد تمكن من تحقيق المزيد. وفي سنة 2009، ظهرت مواد البيروفسكايت، كبديل واعد لمادة السيليكون لصناعة الخلايا الشمسية. هي مواد سهلة التحضير مقارنة بمادة السيليكون، فلا تستوجب استخدام الغرف النظيفة ولا الأجهزة المكلفة.

لكن خلايا البيروفسكايت ضعيفة الاستقرار، وتتأثر سريعا بالرطوبة وحرارة الجو المحيط بها ولا تقوى على المحافظة على كفاءتها الأولى في إنتاج الطاقة الكهربائية. ولذلك، تتنافس مراكز البحوث العالمية من أجل تحسين كفاءة هذا النوع الجديد من الخلايا وتعزيز مقاومتها للمحيط.

هو مجال حديث، يمكن للباحثين في جامعاتنا ومراكز البحوث أن يبدعوا فيه. التحكم في صناعة الخلايا مهم، لأن الخلية الشمسية بالنسبة إلى صناعة الطاقة الشمسية هي بمثابة المفاعل النووي بالنسبة إلى إنتاج الطاقة النووية.. ولكنها تكنولوجيا في متناولنا، علما بأن هناك باحثين داخل الوطن لهم خبرة كبيرة في تصميم وتصنيع الخلايا الشمسية، بدءا من رقاقة السيليكون، إلى الخلية الكاملة. يكفي أن توفر لهم البيئة المناسبة التي تشجع على الإبداع.

بناء قدراتنا في مجال البحث والتطوير، ضرورة لتعزيز القدرة التنافسية لصناعة الطاقة الشمسية الناشئة في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!