-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحلقة الثانية عشر: الإبدال (5)

قراءات مع الدكتور فاضل السامرّائي

قراءات مع الدكتور فاضل السامرّائي

ومن ذلك قوله تعالى: ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)) (النساء: 82)، وقوله: ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)) (محمد: 24)).. في حين قال: ((أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ)) (المؤمنون: 68).

فقال في الآيتين الأوليين: (يتدبّرون) وقال في الآية الأخرى: (يدّبرون) ذلك أن المقام في الآيتين الأوليين يحتاج إلى طول التّدبر والتأمل، وأن المقام في الآية الأخرى يحتاج إلى عمق في التّدبر ومبالغة فيه.

وأعني بطول التدبر والتأمل: التدبّر العقلي الطويل الذي يؤدي إلى القناعة العقلية عن طريق النظر في الحجج والاستدلال العقلي.. وأعني بعمق التدبّر والمبالغة فيه: التّدبر القلبي الذي يحمل الإنسان على الانتفاض للعمل بمقتضى ما يؤمن به العقل ويسلم بصحّته، فهو هِزّةٌ إيمانية عنيفة تنبعث من الأعماق تصحّح ما ينبغي تصحيحه من اعتقاد أو سلوك.

وإليك إيضاح ذلك:

قال تعالى في آية النساء: ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا))، فالنظر في القرآن وتخريج ما يبدو مختلفا لأول وهلة يحتاج إلى طول تدبّر وتأمل. فطول التأمّل والنظر هاهنا متأتّ من ناحيتين:

1 ـ من ناحية أن النظر شامل للقرآن كلّه على وجه العموم، وليس في قسم منه: (أفلا يتدبّرون القرآن).

2 ـ من ناحية النظر في عدم الاختلاف بين آياته وتخريج ما يبدو مختلفا.

فجاء لذلك بلفظ (يتدبّر). فهذا يراد به التّدبر العقلي والنظر الاستدلالي، والله أعلم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!