-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أشاد بالتضامن الاجتماعي في تجاوز المحنة

كتاب يصور معاناة الجزائريين خلال فترة كورونا والحجر الصحي

وهيبة. س
  • 453
  • 0
كتاب يصور معاناة الجزائريين خلال فترة كورونا والحجر الصحي
ح.م

أصدر المركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية كتابا بعنوان “المجتمع والجائحة”، وهو خلاصة لوقائع مؤتمر افتراضي دولي كان يومي 3 و4 جوان 2020، تحت إشراف هذا المركز، ومراكز فاعلين للبحث في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية والإنسانية، حيث يعتبر مؤلف جماعي يثمن التداول العلمي حول جائحة كورونا وتأثيراتها المختلفة على الجزائر والعالم.
وبناء على ذلك جمع المؤلف الجماعي، جملة من الأوراق البحثية التي عرضت ونوقشت في الملتقى الدولي حول” المجتمع والجائحة”، حيث كان الهدف مقاربة هذه الأزمة الصحية من منظور العلوم الاجتماعية والوقوف عند رهانات المجتمعية والآثار التي نجمت عن الجائحة في مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطن الجزائري.
وقد أشرف الباحث الأنتروبولوجي جيلالي المستاري ووزيرة الثقافة صورية مولوجي، على إصدار هذا المؤلف الذي أوضح أنه على غرار بلدان العالم التي مسها وباء كورونا، نزحت الجزائر منذ شهر مارس 2020 نحو خيار الحجر الصحي الذي تراوح بين الحجر الجزئي والكلي، وشمل أغلب مناطق التراب الوطني، نظرا لتفشي الوباء وارتفاع عدد الإصابات والضحايا على نحو كبير.

الجائحة تجمد الحياة اليومية للجزائريين
ولم يقتصر تأثير الجائحة، حسب الكتاب، على الجانب الصحي بل مس في العمق جوانب من حياة الجزائريين، سواء الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية والسياسية، وهو ما يبرر ضرورة إشراك العلوم الاجتماعية إلى جانب علوم الصحة في الدراسات الموجهة نحو معاينة وتحليل الظاهرة المعقدة.
ولم يدخر الباحثون في علوم الإنسان والمجتمع جهدا في دراسة التفاعلات المجتمعية وتحليلها وذلك توازيا مع تسارع الأبحاث الطبية لإيجاد علاج فعال للفيروس، حيث تم استنطاق سلبيات الوباء والحجر الصحي والتي مست الأفراد والجماعات على حد سواء.
كما يعتبر الكتاب دراسة ميدانية مقربة تكيفت مع الإجراءات المعمول بها لتسيير الأزمة، إلى جانب التركيز على أشكال العلاقات الجديدة التي نشأت في سياق مستأنف تمخض عنه بروز أشكال العلاقات الجديدة في مختلف الحقول البحثية في العلوم الاجتماعية.
ويتعلق الأمر، في الكتاب، بمختلف الموضوعات المرتبطة بالجانب الاجتماعي خلال فترة الحجر الصحي أي كل الأنظمة الصحية والاقتصادية والإجراءات القانونية والخطابات الدينية والحركية والتنقل قي المدن، وكذا تسيير الحيز الجغرافي بالإضافة إلى رهانات الرقمنة، وتطرق كتاب” المجتمع والجائحة”، إلى التحولات التي طرأت على بعض مؤسسات التنشئة والتكوين مثل الأسرة والمدرسة والجامعة والاستهلاك الثقافي والمكانة التي شغلها الوباء في المتخيل الشعبي وحتى الكتابة الروائية على المستوى المحلي والدولي.
واظهر الكتاب مسألة اللامساواة التي تفاقمت بسبب أزمة كورونا، وتتعلق باللامساواة الاجتماعية والاقتصادية، وأضرارها وأثارها في المجتمع حيث أن أخطار العدوى والإجراءات المتخذة للوقاية من انتشارها، عرقلة أشكال استمرار مختلف النشاطات الاجتماعية والمهنية، كما تم كشف محدودية أنظمة الضمان الاجتماعي، أمام وضع تغيرت فيه النشاطات المهنية بشكل تام في القطاعات الاقتصادية، والتي يحتل العمل الموازي أو النشاط الفوضوي غير رسمية جانبا كبيرا .

تثمين التضامن الاجتماعي للجزائريين في أثناء المحنة الصحية
وأظهرت الأبحاث التي يضمها الكتاب، أشكال التضامن الاجتماعي في الفترة الأولى لجائحة كورونا وآليات المنعة والمقاومة المجتمعية.
وأكد الكتاب، أن الخطاب الديني وصف في البداية الوباء بأنه لعنة، وعقاب إلاهي، لكن بعد ذلك تبنت الهيئات الدينية الرسمية خطابا مغايرا من خلال إصدار عدد من الفتاوى في شكل بيانات تؤيد الخطابات الطبي وتدابير الحجر الصحية التي فرضتها السلطات العمومية، خاصة ما تعلق بغلق المساجد ومنع الصلوات الجماعية.
واستفاد الكتاب من أوراق الباحثين في لبنان والعراق واليمن واسبانيا حيث أعطى فرصة للمقاربة بين ردود أفعال المجتمعات المختلفة في سياق الأزمة خلال الفترة الأولى من جائحة كورونا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!