-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كرة القدم..رمضان ومخاوف فرنسية

كرة القدم..رمضان ومخاوف فرنسية

الفرحة العارمة التي عمّت المدن الفرنسية، على غرار ما حدث في المدن الجزائرية، إثر انتزاع ورقة تأهل الفريق الوطني إلى الدور الثاني من كأس العالم، تُبين بما لا يدع مجالا للشك محدودية وعقم الإجراءات المتشددة التي حاولت الحكومة الفرنسية من خلالها قطع الصلة بين الجالية الجزائرية ووطنها الأم من خلال ما يعرف بسياسات الإدماج، وأكدت أن الإدماج الحقيقي لا يتم بإجراءات قسرية تمنع الخمار أو النقاب أو مظاهر التدين في رمضان، إنما باحترام أكثر لمشاعر الآخرين وبالاعتراف لهم بهويتهم الثقافية في مجتمع يفترض أنه ديمقراطيا ويقبل بالتعددية في جميع المستويات.

ابتهاج الجزائريين في فرنسا بالتحديد، وبتلك الكيفية البارزة للعيان، رغم ما فيه من تجاوزات على النظام العام من قبل قلة لا يمكن أن نعتبرها ممثلة للجالية الجزائرية، وعلينا أن نستنكر سلوكها، فيه دلالة عميقة على قوة ومتانة الروابط الشعورية بين المهاجرين ووطنهم الأم، وفيه إشارات أكيدة أن الذين يغادرون بلدهم لسبب أو لآخر إنما يغادرونها وفي قلبهم حسرة على هذه المغادرة القسرية في غالب الأحيان، وهم مستعدون لحمل الجزائر في قلوبهم إلى حين عودة ثانية إلى البلد الأم.

غير صحيح أنهم كفروا ببلدهم وشعبهم، أو أنهم بلا وطنية، وبلا أمل في العودة، أو أنهم لم يخلقوا إلا للتخريب والتحطيم، وليطمئن السيد François d’Orcival  الذي كتب مقالا يتخوف فيه من تزامن قدوم شهر رمضان الكريم مع انتصار الجزائريين في كرة القدم، في valeurs actuelles حيث تحدث عن تجاوزات في 10 مدن فرنسية بعد الهزيمة أمام بلجيكا، وفي 20 مدينة بعد الانتصار على كوريا، بما في ذلك استبدال العلم الفرنسي بالعلم الجزائري في بعض المباني… وليطمئن كل أولئك الذين يرفعون أيديهم اليوم، ابتهالا للألمان لإراحتهم من كابوس فرحة قادمة للجزائريين في الدور الثاني، وليلوم الفرنسيون سياساتهم تجاه الهجرة قبل أن يلوموا الجزائريين وغيرهم، ليلوموا تلك الإجراءات الاستفزازية والشكلية تجاه الجالية المسلمة بشكل عام والعربية بشكل خاص التي اعتقدوا خطأ أنها ستحقق الإدماج وتحافظ على لائكية الدولة… فإذا كان الجزائريون اليوم قد خرجوا ابتهاجا بانتصار فريقهم فذلك من حقهم، أما إذا قامت فئة قليلة منهم بأعمال تخريب أو إخلال بالنظام العام ، نكرر استنكارنا ورفضنا لها، فذاك ليس سوى نتيجة خطأ في فرضية تبني عليها الحكومة الفرنسية سياستها تجاه الهجرة: أنه يمكن أن يتحول الجزائريون إلى فرنسيين بفرنسا وهم الذين لم يتحولوا وهي بالجزائر لأكثر من 130 سنة…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • Nouri

    لا ننسى أن العدو يبقى عدو (ورقم1 الذي قال أغلبنا يمثل مزبلة،حشاك، أو نسيت أن فرنسا العدوة ، مكثت 130 سنة ، دمرت وخربت وقتلت وكل أنواع الهمجية سلطتها على الشعب الجزائري وهي التي أخرتناعن ركب الحضارة 130 سنة, إذا نسيت فإن الملايين من أحرار الجزائر لن تنسى,
    ومع ذلك نطلب من الشباب الجزائري الذي قام بأفعال طائشة أن يكون متحضرا إستجابة لدينه الاسلام دين الحضارة والتسامح والرقي

  • Slim

    Occupez-vous des Algériens en Algérie et laissez les Algériens de France tranquilles. Les voyous restent des voyous et n'honorent pas l'Algérie ni la France non plus. La majorité écrasante des Algériens en France n'onr aucun problème avec les autorités françaises. Le racisme français et du miel par rapport au racisme et la haine qui existent entre nous.

  • المزغنّاوي

    عجيب أمر بعض المعلقين إذا اعتقلت فرنسا بعض الشباب الطائش نظرا لفشل سياسةالإدماج رأوا ذلك أمرا عاديا بل ضروريا وإذا اعتقلت الأجهزة الأمنية بعض الشباب المخرّبين اعتبروا ذلك خوفا من الرّبيع المشؤوم وقمعا إلى غير ذلك
    الكاتب يتكلم على تشبت المهاجرين بوطنهم حتى الجيل الرّابع منهم والقلّة الطائشة نتيجة السياسة العنصرية لفرنسا
    العنف و التخريب ليس متجذرا فينا بل هما ردود أفعال فقط إنّي أشك في جزائرية بعض المعلّقين

  • الارامي

    ليكن استاذ الكريم على حقيقة أمره فهو هنا يرتدي قناع السياسة الممزوجة بسخرية و لهو اصحابها بأناس لا يعرفون مطالبهم .. فهل فرنسا حاقدة على من اعتقلت .. ام ان الامر بات به طيش و تخريب .. و هذا امر شاهدناه .. و لامسناه عن كثب .. فلا تكن عنصري اكثر من غيرك ..و أنتم لا تمارسون حرية رأي و اتزان في النقد بل يمسحون على جوادكم الهائم بكم الى قفار انت تعرفها ... فاكتب فيما هو جدي .. و اترك عنك صخب الاطفال فما ذاك الا ذر لرماد بعيون اصيبت بالرمد و نحن واثقون أن كرم القدم باتت حصان كل متهافت لا يحسن شيئا

  • L`Observateur

    يا سيدي كتبت الموضوع بصياغة متحررة تحت حجاب سياسي واضح، و قد يختلف معك القارئ في حكمك للتصرفات الطائشة لجالياتنا في الخارج، و بحكم تجربتي في أوروبا و فرنسا خاصة، أقول ان أغلبنا يمثل مزبلة الجزائر من الانحطاط الأخلاقي و غياب السلوك الحضاري، و الطيش و الفساد و عفوية التخريب المتجذرة في دمنا... لو تعلق الأمر بفوز تونس أو المغرب لكانت الفرحة فرحة فقط.