-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“كليمة”.. دي فرانس..

عمار يزلي
  • 1215
  • 1
“كليمة”.. دي فرانس..

ما إن تقترب نهاية كل سنة حتى يهبّ الجميع كامرأة واحدة للهث وراء احتفالات بابا نويل.. والاحتفال بنهاية عام وبداية عام وكأن العام القادم سيكون أحسن مما مضى وكأن العام الماضي كان أحسن.. جريٌ وراء السراب والهرب نحو الهروب، على ومضات الغرب والشرق، ثم يأتي محرم، ولا أحد يعلم إن كان أكلة شعبية، أم أغنية لنانسي عجرم؟
الإعلام التجاري يبيع الوهم، خاصة مع انحسار القدرة الشرائية والتخوف العام من الاستثمار والشروع في تكديس الأموال في البيت بعد تحويلها إلى دوفيز أملا في تهريبها نحو فضاء أسلم من الفضاء الطارد للمال والناس. فقط الشيطان الوسواس الخناس الذي لم يطارده ولم يطرده أحد.. إذ لا يزال يقول: ألا تخشون اللهَ وأنا الذي أخشاه ولا أعترف له بخشيتي له؟..
تمرُّ سنة 2018، ولم تنته، بعدد كوارثها التي بدأت قبل سنوات في بلادنا وبلاد المغرب والمشرق.. لا بل في الغرب والشرق.. حتى إننا بدأنا نصدّق الكذب والدجل الذي يدجّل به علينا المشعوذون والشوافات والمنجمون الكذبة.. وكلنا خوف من المستقبل وكأن الحاضر في أمان الله.
نمت على هذه الأحلام الكوابيس المتبصرة الفاقدة للبصر، لأجد نفسي واليا على إحدى الولايات “غير المتحدة”، وهي ولاية عكة والمدينة.. التحالف العربي في اليمن لم يتمكن بعد أربع سنوات من قتال كمشة من الحوثيين المتمردين ولم تشفع لهم قوتهم المدعمة أمريكيا وأوروبيا حتى بعد مقتل خاشقجي.. والحوثيون لم يأبهوا.. وقصفوا بالمنجنيق قبائل حمير وثعلبة وبني قينقاع والنظير وعنزة وكلاب.. قبل أن يقصفوا بيت الله بالمنجنيق كما فعل الحجاج ابن يوسف الثقفي أيام خلافة يزيد بن معاوية على إثر ثورة عبد الله بن الزبير!
بربر الشمال الإفريقي الإسلامي من كل القبائل البترية والبرنسية وهوارة، شكَّلوا قوة ناعمة وفتحوا أوروبا ليس بالعنف ولا بالإرهاب ولا بالتخوين والتكفير والتحقير والتصغير، بل بالعلم والانتخابات النظيفة!
عُيِّن الخليفة وكان جزائريا: الشيخ حداد.. يا للفرحة! الجزائر صارت قوة اقتصادية عالمية وإسلامية.. الخليفة منا! فمنا الوزراء ومنا أيضا الأمراء ولا عندنا مرضى ولا فقراء. داعش قد تم تطهير الأرض منها، وبات الجزائريون والعرب في الشام والعراق وأرض الكنانة واليمامة، ينعمون برغد العيش.. نسافر إلى فرنسا بدون أن نُشنق “شنقا” بدون يمين متطرف ولا صرف متحرف ولا سترات صفراء تطالب ولا بماكرون يناور ويماطل. اليورو صار يباع بثمن بخس مقابل دينار كان قد انهار، وصار الدينار بين ليل ونهار.. أغلى من الدولار والينّ والروبل المغوار! صعد الدينار الجزائري بفعل قوة اقتصاد الجزائر الذي نما في ظل “الحوكمة” الناجعة الفعَّالة في ظل الحكم الرشيد ونظام الحزب العتيد.. الذي خلفه خلفٌ أتموا العهد والعهدة على كل صعيد.. من أجل الوصول بالجزائر إلى حد القارة الإفريقية بلا حدود ولا حديد!
بالمقابل، كثر القيل والقال، والكلام والمقال بأن فرنسا على الأبواب، طماعة في ما شربناه من أكواب، وما لبسناه من أثواب، فانتشر الهول والقول، وقررنا الهجرة الجماعية إليها، إمّا الهجران وقبل الإنزال أو حرب قد تفرض علينا الكر والنزال..
وما هي إلا أسابيع، شراء وبيع، حتى كنا نحرر فرنسا من نير الاستعمار، ونبني دولة ديمقراطية شعبية جزائرية عاصمتها مرسيليا.
وأفيق على كابوس.. ونضت نتييييري.. وأنادي كالمهبول: ولد عباس بن ميركل، في ساحة كليما دي فرانس..
والواقع أن البنوّات كانت تشتعل هناك.. بمناسبة العام الجديد احتجاجا على تقشفٍ جديد..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الطيب

    هذا راه منام واعر ...راك كثرت الكرنطيطة في المدينة الجديدة يا سي عمار ..