-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لغة الأنانيش

عمار يزلي
  • 4311
  • 0
لغة الأنانيش

عندما أقدم الرئيس السابق اليامين زروال، على التحضير لتمرير قانون التعريب، وكان يعمل دوما في هذا الاتجاه، جنبا إلى جنب مع مقاومة الإرهاب والعنف بالعنف، ولكن أيضا بالحوار ولو كان محدودا، كنا نأمل أن تكمل البلاد مسارها نحو تحقيق الهوية العربية الأمازيغية، ولكن ليس العربية الفرنسية! أشياء كثيرة حدثت بعد زوال سياسة زروال، وعادت الفرنسية من الباب الواسع مع أول عهدة للرئيس بوتفليقة، عملا منه على ربح ود الفرنسيين وفرنسا المتورطة في العنف في الجزائر، لشراء مواقف، غير المواقف التي كنّا فيها في أتم الحاجة إلى وقفة كبيرة تجاة المسخ الهوياتي، الذي يتجذر يوما بعد يوم، حتى أني أخشى على الجيل المقبل أن يتحول إلى جيل “أنانيش”.

عادت الفرنسية وبقوة، في الشارع والإدارة، وصارت لغة “الغاء”، لغة المرور ولغة الضاد هي لغة المحڤور.

اللغة الفرنسية عادت هي لغة التعامل والتظاهر وحتى النصب والاحتيال، حتى أنك تجبر على تغيير جنسيتك بمجرد الدخول إلى إحدى المؤسسات الإدارية أو الاقتصادية، أو حتى وأنت تمشي في الشارع أو تدخل فندقا أو متجرا “لاكلاص”.

اللغة الفرنسية تحولت إلى عنوان للتقدم والتحضّر والتعلّم، حتى ولو كان المتحدث بها يكسرها “تكسيرة” ويخبزها “خبيزة”.

أعرف طبيبا بإحدى مدن الجنوب، جاءه مريض (أستاذ علوم في المتوسط!)، مستواه في الفرنسية كمستوى جدتي. الطبيب وصف له “قائمة حرة” (لا تقوم له بعدها قائمة)، تترأس القائمة سيدة يقال لها “شمعة” (سيبوزيطوار). الطبيب أفهم الرجل بالعربية: “عندك شمعة واحدة في الليل”، لكن أستاذ العلوم، ولكي يفهم الطبيب أنه يعرف الفرنسية، وأنه يفقه في لغة الأطباء والأدوية وبالفرنسية، راح يسأله: “دكتور، قلت لي بللي هذا “ليبوجي”، ندير وحدة منهم برك؟؟”. (حسب روحه موبيلات).

آخر، جاء إلى نفس الطبيب وقد أصيب بألم في الرقبة نتيجة سوء نوم (تورتيكولي، بالفرنسية)، ليقول له: “يا دكتور، عنقي راه يوجعني. البارح في الليل درت “فوص كوش”. رجل آخر راح يضع إصبعه على مكان الألم: “لا لا، هنا دكتور، في هذا البلاص، هنا، “جيست” فوق Les ovaires .”، آخر جاء لطبيب وقال له: “عندي الغاز في ليسطوما، “وl_eau” في les poumons!..ما كان على الطبيب إلا أن قال له: يخصك غير تريسيتي وتوللي appartement!.

حكايات كثيرة من هذا القبيل، فقط ليقال عناّ أننا نعرف الفرنسية، لأنه من لا عرف الفرنسية أو يكسرها ولا يتقنها ليس جزائريا!

 

أرشم! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!