-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا لا نرى الجانب الجميل فينا؟

لماذا لا نرى الجانب الجميل فينا؟

لا أتكلم عن التاريخ، عن الماضي، عن البطولات، عن الأمجاد التي صنعها الشعب الجزائري واعترف بها كل العالم عبر القرون الماضية منذ أن بدأ تاريخ هذه الأرض الطيِّبة يُكتَب… لا أتكلم عن هذا إنما أتكلم عن اليوم، حيث معظمنا لا يرى في بلده سوى ذلك الجانب السيئ الذي كثيرا ما رمز إليه السياسيون غير النزهاء، ورجال المال الفاسد وبعض من والاهم أو تشكَّل على شاكلتهم أو وضع نفسه في خدمتهم… في حين أننا لسنا كذلك في نظر العالم، رغم كل العيوب التي نصف بها مواطنينا وبلدنا وأحيانا أنفسنا حتى.. أليس في ذلك مبالغة مِنَّا في جلد الذات وفي الامتناع عن النظر إلى الجزء المملوء من الكأس؟ إلى ذلك الجانب الجميل فينا؟ أليس في ذلك الكثيرُ من الغلو وعلينا أن نَحُدَّ منه للنظر إلى أنفسنا ومن حولنا نظرة اعتدال وتوازن؟

لماذا يعتبر الساسة الغربيون أن الجزائر شريكٌ مهمّ لبلدانهم كما قالت ذلك سفيرة البرلمان البلجيكي الشرفية ذات يوم؟ لماذا يصف بعض السفراء بلدنا بأنه سيعرف تقدما كبيرا في السنوات القادمة مثلما تحدّث بذلك سفير المملكة المتحدة؟ بل لماذا تعتبر دول كبرى مثل الولايات المتحدة بلدنا رقما مهمّا في مجال مكافحة الإرهاب؟ وقس على ذلك البقية…

 وفي جانب آخر، لماذا تَسحر طبيعتُنا في الشمال كل من رآها رأي العين ولا نرى نحن إلا القمامة على قارعة الطريق؟ ولماذا يعتبر كل العالم أنه لا يوجد أجمل من مناظر صحرائنا الشاسعة ونحن ندير لها الظهر ولا نتحدث إلا عن غازها وبترولها؟

بل لماذا ينبهر عشاقُ كرة القدم بجمهورنا الرياضي في كل مرة سمعوا أهازيجه ورأوه يناصر فرقه، ولا نرى فيه سوى جانب الفوضى والتخريب؟

ولماذا يُصرِّح كاتبٌ كبير كأدونيس بأن “التاريخ النضالي الوحيد عند العرب هو التاريخ الجزائري” ولا نرى نحن في تاريخنا سوى المؤامرات والاغتيالات والدسائس… ونسعد بالحديث عن ذلك أحيانا؟

هل كل الدبلوماسيين يجاملوننا، وكل رجال الأعمال ينافقوننا، وكل الأجانب يبالغون في وصف بلدنا بالجميلة، وكل المعلقين الرياضيين يكذبون على شبابنا، وكل الأدباء والشعراء يقولون ما لا يعتقدون عنا؟

يبدو أن لدينا مبالغة بعض الشيء في الحكم على أنفسنا وفي تقييم حالنا، وأنّ علينا أن نكون أكثر اعتدالا وواقعية في ذلك.. صحيح أن بلادنا ليست نظيفة كما كثير من البلدان المتقدمة، وليست سائرة في طريق النمو كما الكثير من البلاد الصاعدة، وليس كل جمهورها الرياضي يتصرف بروح رياضية، وليس كل تاريخها هو مثاليات وسموّ… ولكن صحيحاً أيضا أن ليس كل ما فيها قبيحاً… فلننظر أحيانا إلى هذا الجانب الجميل فينا… ألسنا بحاجة إلى بعض الأمل أحيانا؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • نور ايبك

    دائما وكما كل مرة باسلوب بسيط وسهل الفهم ها انت تكتب استاذنا سليم قلالة فيما يبدو انه مربط الفرس كما قيل قديما حيث ان هذا الموضوع ( جلد الذات) هو من اخطر الامور حيث يصبح المرىء حبيس اما التخريب او السب والشتم او النقد السلبي لكل ماهو موجود ....ولا يهم ان كان المنتقد...شخص ...سلطة...ادارة...اجراء...انجاز ....المهم ان كل الامور تبدو كانها لا شيئ وتقارن بماهو عند الغرب عموما دون اعطاء اي قيمة للجهد اي كان.......الاستاذ المحترم ما ارجوه هو تقديم في مقال لاحق حلول عملية...................شكرا

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ..
    .. معظمنا لا يرى في بلده سوى ذلك الجانب السيء "
    ... هاذ النظرة السلبية هي من انتاجنا، أي صنعت بأيدينا، ولا نلوم إلا أنفسنا
    ولا مخرج لنا سوى التأمل ولو قليلا الى طبايعنا وتصرفاتنا وبناء أفكار جديدة ايجابية،
    وانشاء الله نوصلوا للأفضل،
    وشكرا

  • Karim

    الله جميل و يحب الجمال
    و حب الجمال عند البشر ثقافة تكتسب
    و للأسف بلادنا ليس لها سياسة لغرس حب الجمال في نفوس المواطنين
    و من لا يتذوق الجمال لا يتذوق حلاوة الإيمان
    و الرفق من الجمال و الردائة و البشاعة و القبح و العنف و الجلافة لا تقرب من الله
    سبحان الله حتى بيوت الله حولها القائمون عليها إلى مصدر إزعاج بالإستعمال المفرط لمكبرات الصوة و تحول النداء إلى صراخ عوض أن يسبغ على النفس الأمان و السكينة.