-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قال إن الغش والتحايل شوه سمعتها.. الباحث عمر صافي لـ"الشروق":

لهذه الأسباب تخلفت الجامعة الجزائرية عن نظيرتها الفرنسية والأوروبية

صالح سعودي
  • 2179
  • 9
لهذه الأسباب تخلفت الجامعة الجزائرية عن نظيرتها الفرنسية والأوروبية
أرشيف

أكد الباحث الجزائري عمر صافي الذي يشتغل في جامعة مرسيليا 3 (بول سيزان) بفرنسا، أنه لا مجال للمقارنة بين الجامعة الفرنسية ونظيرتها الجزائرية، مشيرا إلى أن الحقبة التاريخية الماضية وتداعياتها كان لها نصيب كبير في التأسيس لهذه الحقيقة، وقال إن أي متابع للتطور العلمي يلاحظ أنّ الإنتاج الأكاديمي الجزائري ظل ومنذ سنين يراوح مكانه، ولم يرقَ إلى مستوى الحركية العلمية والأدبية العالمية.

أوضح الدكتور عمر صافي لـ”الشروق” أن البحث العلمي في الجزائر بقى عقيماً مقارنة مع الإنتاج الأوروبي، رغم أنّ هذا الأخير حسب عمر صافي يبقى بعيدا عن نظيره في الولايات المتحدة الأمريكية، مرجعا ذلك إلى تفكك الذهنية العلمية في الجزائر واكتفائها بتحقيق القليل، في ظلّ سيطرة ثقافة التواكل داخل المجتمع، ما تسبب حسب قوله في تحطيم الإرادات والكفاءات، وعطلت الاجتهاد في تقديم البرامج والمشاريع المستقبلية وما لها من رؤى استراتيجية بناءة.

وقال الباحث عمر صافي لـ”الشروق”: “هناك غياب ثقافة البناء الجاد الهادف بعد أن حلّت مكانها ثقافة النهب والسلب، حيث هُمّش الباحث والأستاذ ليبقى دوره محصوراً في محاضرات لا يتعدى أثرها أسوار مدرجات الجامعة”، مؤكدا على إشكالية انخفاض الدعم المادي المقدم للبحث العلمي من طرف الحكومات المتعاقبة، فالبحث العلمي حسب قوله يظل أمرا ثانويا في المنظومة التربوية والقانونية والعلمية في الجزائر، بدليل عدم توفر أغلب المخابر الجامعية العلمية على الشروط الحقيقية المتوفرة في أوروبا وأمريكا، وكذا افتقاد الساحة الجامعية الجزائرية مؤتمرات علمية دولية تُعرض فيها زبدة الأبحاث العلمية التي تُقدّم فيها توصيات لتُطبّق ولو في حدّها الأدنى.

وانتقد ابن عنابة اعتماد سياسة الحكومات الجزائرية المتعاقبة على الكمّ على حساب الكيف، من خلال فتح الجامعة على مصراعيها لعدد كبير من الطلبة الذين لا تتوفر فيهم معايير المنظومة التربوية الحقيقية، وضعف البرنامج العلمي الوطني مقارنة بنظيره الأوروبي، وهذا بعد أن همشت الإطارات الحقيقية المتخصصة بإسناد المسؤوليات العلمية لطبقة من المرتشين والميكيافيليين والمصلحيين المرتبطين بأجندة سياسوية حزبية، فسادت حسب محدثنا الرداءة وقلّ الإنتاج، ما أدى إلى انكماش البحث العلمي وتقوقعه في درجة متأخرة من سُلم العالم. وأوضح الباحث عمر صافي لـ”الشروق” أن الجامعة الأوروبية عموما والفرنسية خصوصاً لا تزال تؤكد على النوعية، وكمثالٍ على ذلك، ظلت السنة التحضيرية في كليات الطب والصيدلة شرطا أساسيا للالتحاق بمدرجاتها، بل وللمشاركة في مسابقة الدخول إليها، حيث يتم انتقاء 10 بالمائة فقط من مجموع الطلبة الذين زاولوا السنة التحضيرية، يحدث ذلك حسب ابن عنابة رغم أنّ أغلب الدول الأوروبية ومنها فرنسا في حاجة ماسة إلى أطباء وصيادلة، وهذا لتفضيلهم النوعية على الكمّ.

ولم يخف الدكتور عمر صافي تأسفه بسبب تدني مستوى شهادة البكالوريا الجزائرية مقارنة بغيرها من البكالوريات الأوروبية، خصوصا أن البكالوريا الجزائرية كانت حسب قوله من أحسن البكالوريات في العالم، وهذا بشهادة منظمة اليونيسكو، مؤكدا أن الغش والتحايل أصبح أسلوبا ممتهنا ومعيشا خلال امتحان البكالوريا الحالي، دون أن ننسى- يضيف الباحث عمر صافي- غياب الإطار الأجنبي الكفء عن الجامعة الجزائرية، معتبرا أن مرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات كانت من أخصب المراحل بوجود المتعاون الأجنبي الذي أضاف لبنة أساسية للجامعة الجزائرية، وهذا بوجود الأمريكيين في بومرداس والفرنسيين في قسنطينة ووهران والعاصمة دون أن ننسى الإطار الروسي أو السوفياتي سابقا في معاهد عنابة المختلفة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • الطيب

    جامعة الزمن الجميل كانت لها هيبة و كان مستواها عال جدًا ..كان الكثير من أساتذتها في مقام العلماء عندما يتكلم أحدهم ينصت الجميع ......إييييه يا زمن !

  • الموسطاش

    في زمن الستينات السبعينات والثمانينات كان النظام المطبق هو نظام الوحدات systeme modulaire أي يشترط على الطالب الحصول على 10/20 أي المعدل في كل وحدة يدرسها
    أما حاليا نتبع نظام السنة systeme anuel أي حصول الطالب على معدل سنوي ولا يهم معدل كل وحدة! مثلا لوحصل في وحدة على 15/20 وفي وحدة أخرى على 5/20 المعدل إذن = 10/20 ! لكن في هل نستطيع أن نقول أن الطالب قد استوعب جيدا في المادة التي تحصل فيها على 5/20 ؟؟؟
    كنا ننطلق في الدراسة 1 أكتوبر وننتهي في 15 جوان أي 220 يوم دراسة إذا نزعنا 4 أسابيع عطلة 15 جانفي - 10 فيفري. وكان مستوى الباكالوريا عاليا .

  • نورالدين

    كل شيء في بلادنا وهمي

  • الموسطاش

    إضيف أيضا أن الجامعة الجزائرية منقسمة إلى جناحين:
    جناح معرب في( العلوم الانسانية والاجتماعية) هذه الجامعة أصبحت متقوقعة غير متفتحة! طلبتها لا يدرسون بشتى اللعات الأجنبية و باحثوها و أساتذتها لا ينشرون في المجلات الأوروبية العالمية ولا في الملتقيات الكبرى باختصار متقوقعون وطنيا والكل يعلم المستوى العلمي الوطني
    جناح مفرنس في العلوم والتكنولوجيا والطب و طلبة هذا التخصص لا يمارسون التطبيق ولا الأعمال التطبيقية TP و مكتباتها خالية من الكتب العالمية التي تصدر بالانجليزية إلا بعض الكتب الفرنسية المتخلفة والباحثون يعانون من الامكانيات المخبرية بالتالي طلقوا البحث العلمي

  • الجيلالي بوراس

    يا سيدي الكريم تخلفت او التحقت فجامعاتنا لا تصلح لا للعادة و لا للعبادة اصبحت اوكار للانحلال الخلقي

  • الوطني

    فيمرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات كانت من أخصب المراحل بوجود المتعاون الأجنبي الذي أضاف لبنة أساسية للجامعة الجزائري......هذه الفترة التي كان فيها المدرسين من العراق وسوريا ومصر وفلسطين اما اليوم المدرسة يحكمها ويسيرها منفصمي الشخصية لا هم جزائريين ولا هم فرنسيين بل هم يضنون ان الفرنسية ستقدم الجامعة الى الامام بينما الفرنسية وجامعاتها لا ترتيب لها امام الجامعات البريطانية والامريكية اول من تم ترتيبه من فرنسا هي المدرسة الوطنية للتقنيات بفرنسا الرتبة 43 اما الجامعة الاولى فكانت رقم 100 ... اما مدرسة اولاد فرنسا في الجزائر بقيادة الغبارطة والمنفصمين ستيقى هي الاخيرة حتى بالنسبة للعرب.

  • ابن الجبل

    يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاو !! . لم تتخلف الجامعة الجزائرية عن الجامعات الفرنسية والأوربية فقط ، بل تخلفت عن الجامعات العربية والافريقة ، التي كنا نتصدق عليها !!!!!!! .

  • سالمي الطيب

    الجامعة الجزائرية حولها الانتهازيون الى معلف كبير وزردات لا تنقطع ولا تتللاشى والويل لك ان لم تحضر هذه الزردات فستكون من المغضوب عليهم:الماجستير والدكتورة تسرق وتقرصن ورسائل المشارقة والمغاربة يعاد تلميعها وتناقش والكذب والدجل وشهادة الزور والمجالس الغلمية(نسبة الى الغنم) كل عملها تدمير الجادين والنزهاء. لجان مناقشة الدكتورة مخيطة على المقاس. المقالات يكتبها اناس وتحرر باسم اخرين. الترقية في الاستاذية برضا انتهازيين من وزارة التعليم العالي. المجلات العريقة تحذف ويحل محلها مجلات تحبو بها عشرات المقالات المسروقة. توزيع التربصات حسب منطق القبيلة والجزيرة والدوار. رؤساء جامعات همهم زرع الفتن.

  • Amine

    ابدا فالغش موجود في كل الدول، فالذي لا يصلح هي المؤسسة التربوية بكل اطيافها اطلاقا من الوزيرة و مرورا بالاكاديمية و المديرية التربوية و وصولا إلى المدرسة