-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليس كل الحنظل شرا

صالح عوض
  • 718
  • 4
ليس كل الحنظل شرا

العدوان الغربي وبطبعته الأخيرة على بلداننا في مرحلة ما يسمى بالربيع العربي كشف إلى أي حد تمتلك أمتنا مقومات الصمود والثبات والاستعصاء على الذوبان والانتهاء.. فبرغم الأموال الطائلة والتكنولوجيا الحربية ونشطات اجهزة الأمن الفتاكة لم تتبخر سورية ولم يسحب النيل السودان إلى البحر ولم تتشظّ سورية، بل خرجنا من كل تلك المعارك نضع حدا لانهيارات كادت تودي بالأمة كلها.
فلئن أرادوا كسر العراق سيف العرب وعقلهم، وبعثرة الشام سُرَّة بلاد العرب وبركتهم، وتقسيم السودان سلتهم الغذائية وموقعهم الجيو استراتيجي الحساس.. فإن للأمة سيوفاً ماضية ومواقعَ باركها الدم الطاهر الشريف وأراض يمكنها ان تكون اضافة نهضة.. وفي كل ذلك يتحرك الجسم العربي بديناميكية فذة؛ فلئن حاصروه في مكان ينبعث في مكان آخر ويعود اليهم فتيا نشطا في مكان ظنوه هو المحرقة..
الكلام هنا ليس أمنيات ولا توقعات أو استشرافاً انما هو في عين الواقع وملء السمع والبصر فها هي امريكا تناشد الحكومة السودانية ان تستلم ملف الجنوب المنفصل الذي أرهقته تجربته طغيانا وقتلا وتشتتا.. وها هم الجنوبيون الذين خُدعوا بمقولات الانفصاليين وبدعم الكيان الصهيوني يجدون انفسهم قد أوغلت بهم سبل التيه والضياع.. واكتشفوا ان العَلم والنشيد الوطني ووزارات الحكم لا تصنع وطنا ولا تشكل حماية فهُرِعوا من فورهم بملايينهم نحو الشمال ينعمون بأمنه وبركته وسعة صدره، تاركين للحروب أهلها وفتنها التي اصبحت تهدد المصير الآدمي في الجنوب المنكوب.
وفي العراق، ظن الساسة الجدد أنهم يستطيعون ان يتجاوزوا مكونات الشعب وثقافته وانتماءَه العربي الإسلامي الحضاري فساروا في ركاب التطهير الطائفي وأزاحوا من المواقع الحساسة على حسب التبعية المذهبية كل من وجدوا انه ذو قدرة وخبرة.. وانشأوا بما فعلوه المناخ والحاضنة لاندلاق السم الزعاف في تكتلات التكفير والقتل الجنوني الذي وجد دعما كبيرا له من قبل الأمريكان والغربيين.. فشلُ الساسة الجدد بعد ان أعمت اعينهم كنوز الذهب التي خبأوه في حساباتهم متوزعين ثروة بلد هو الأغنى في بلاد العرب والمسلمين.. فشلوا وسقطوا وهاه و شعب العراق ينتفض في كل مكان من البصرة إلى اربيل ضد عملاء الأمريكان الذين وطّأوا للعدوان الغربي.
وفي سورية ها هو مصير المرتزقة والمجانين القتلة بعد هزيمتهم وسقوط معاقلهم يفروا إما إلى احضان العصابات الصهيونية، جارِّين على أهلهم وذويهم عارا وشنارا وملحقين الأذى ببلد التجانس والكرامة.. او إلى محتشد ادلب، حيث سيكونون مادة مساومة إقليمية ودولية كأي سلعة او حظيرة حيوانات.
سقط المشروع الاستعماري الأمريكي في إحدى اخطر جولاته.. وها هو العراق في طريق التعافي، وها هو السودان يلملم همته ويتجاوز محنته ويسوده الأمن والاستقرار، وها هي سورية تستجمع اطرافها وتطهِّر الأرض المباركة من الغلو والجريمة.
الدرس الكبير مما حصل أن لا مستقبل للانفصاليين في بلداننا، وان الأمريكان والغربيين لن يعيدوا الكرَّة بالطريقة نفسها، وكما تجرع الانفصاليون الأكراد والجنوبيون غصص الفشل وخيبة الآمال، تجرع الطائفيون غصص العار..
تكون الأمة تزودت بمناعة ذاتية رغم مرارة الحنظل.. تولانا الله برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • محمد

    تعليق ٣ : الكثير ممن تظنهم أمازيغ يعود أصلهم للعرب حتى قبل الفتح الإسلامي.
    أولا الفينيقيون إستقروا في الجزائر على السواحل خاصة مناطق بجاية جيجل شرشال ومناطق أخرى ..الفينيقون أصولهم من كنعان ، وكنعان عرب .
    ثانيا ، من هاجروا من اليمن إلى الجزائر كذلك .
    الأمازيغ أو البربر يعودون إلى نفس العائلة السامية التي ينتمي إليها العرب.
    واليوم بما أننا إخوة في الإسلام ، فذلك الفرق لايقول به إلا جاهل ، لأن الإسلام أسقط القبلية والعصبية والتعصب والعنصرية .

  • ساسي جاري

    نحن الجزائريون انتمائنا امازيغي بربري اوروبي -نحن اقرب الي اوروبا منه الي المشرق العربي البائس المليء بالمشاكل-
    الجزائر ستنضم قريبا الي حلف الناتو عسكريا حماية لامننا القومي الامازيغي والانضمام الي اوروبا اقتصاديا وسياسيا -تاريخيا نحن جزء من اوروبا -

  • ابو اسامة

    ما حكم الشرع في من يستعين بالملاحدة الروس الكفار لقتل اطفال ونساء وشيوخ المسلمين

  • علي البربهاري

    الامة التي لا تستفيد من تاريخ اجدادها لتستثمر جزءا منه في واقعها المعاصر تجني على نفسها ويلات الاستدمار المتجدد في شتى مناحي الحياة ان الغرب استاذي الكريم مستمرا في مشروعه لتقسيم الدول العربي
    وقد وجد الارضية الخصبة من شعوب الا يفقهون الوطنية جرتهم افكار بعيدة عن دينهم ومعتقدهم لتدمير اوطانهم لابد على كل مواطن عربي مسلم ان يجعل حب وطنه والحفاظ عليه اولوية في حياته لكي نصل الى هذا لابد الاستثمار في المواطن كي يحافظ بنفسه على ارضه