-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما لا يقال

ليلة تحرير عروس البحر

ليلة تحرير عروس البحر

وضعت الثورة الليبية حدّا نهائيا لكل التكهنات وبدّد الثوار مخاوف التقسيم والحرب الأهلية وساعة الصفر لعملية “فجر عروس البحر” كانت منتصف ليلة الجمعة 19 أوت 2011، والإنتصار تحقق يوم السبت أو يوم الحسم.

  • واستقبلت طرابلس الثوار في ساحة الشهداء التي كانت تحمل اسم الساحة الخضراء، وأكملوا التحرير بالدخول إلى مغارة القذافي بباب العزيزية وعلقوا على الحرية فوق ما كان يسمى بـ”بيت الصمود” ودّع القذافي كتائبه بثلاثة نداءات في أقل من 24 ساعة، بعد ما يقرب من سبعة أشهر من “الإسهال الخطابي” فأين اختفى القذافي وأبناؤه؟
  • الإشاعات التي قضت على أصحابها
  • إن كانت الثورة التونسية قد توجت انتصارها بـ”جمعة هروب زين العابدين بن علي” والثورة المصرية حققت “جمعة استقالة حسني مبارك”، فإن الثورة الليبية اختارت ساعة الصفر لانطلاق “فجر عروس البحر” وهي طرابلس في منتصف ليلة الجمعة التي اختفى فيها القذافي، وجاء الحسم يوم السبت 20 أوت 2011 ربما ليتقاطع مع عملية “الناتو” التي أطلقت عليها اسم “الأوديسا”.
  • الثورتان التونسية والمصرية كانتا سلميتين وعرفت كل منهما حالة فوضى أثناء سقوط النظامين، أما الثورة الليبية فكانت مسلحة وحاول أبناء القذافي أن يسرقوا “اللحظة التاريخية لانتصار الثوار عبر إشاعات سوّقوها إعلاميا عبر الفضائيات الأوروبية والعربية ولكن المجلس الوطني هو الذي جنى ثمارها. فما هي قصة هذه الإشاعات منذ انطلاق ثورة 17 فيفري الليبية وأبناء القذافي يمارسون “سياسة الاختفاء والظهور”، وشراء ذمم الصحافيين والتسلل إلى كواليس الحصص التلفزيونية لنقل صور للمعارضة الليبية بهدف تشويههم في الفضائيات الليبية ( الهداية، الشبابية، الجماهيرية)، بحيث تحصلوا على تسجيل مصور لرئيس المجلس الانتقالي الليبي وهو في غرفة »الماكياج« وحاولوا تسويقه مثلما سوقوا تسجيلا آخر للمفكر عزمي بشارة. وتمكن سيف الإسلام من شراء فضاءات في قنوات دولية في شكل حوار معه بهدف تشويه صورة الثوار الليبيين والحق يقال إنهم قادوا حملة إعلامية على قطر والجزيرة وقام سفراؤهم في معظم الدول العربية بممارسة ضغوط على وسائل الإعلام العربية وخاصة التابعة للأنظمة الموالية للقذافي وكادوا أن يحققوا اختراقا إعلاميا لمجلس الثورة الليبية بعد اغتيال عبد الفتاح يونس قائد جيش الثوار.
  • وعندما أدرك سيف الإسلام واخوانه أن الثورة على مشارف طرابلس افتعلوا سيناريوهات جديدة على ثلاثة مستويات:
  • أ ـ مستوى النّيل من مصداقية المجلس الانتقالي شعبيا ودوليا.
  • ب ـ النيل من مصداقية الثوار ونبل قضيتهم لشق صفوفهم.
  • جـ ـ التشكيك في مصداقية القنوات العربية المساندة لثورات الشعوب وخاصة قناة الجزيرة.
  • واتبع الأخوان محمد القذافي وسيف الإسلام خطة متكاملة، فسيف الإسلام سرّب معلومات لأعضاء في المجلس الوطني عبر قنوات الثوار تفيد أنه معتقل لدى الثوار، وتسريب أخبار إلى المحكمة الدولية بأنه رهن التوقيف وذلك بهدف ضمان أمنه على مستوى الثوار، وسعيا إلى توريط المجلس الانتقالي في التسويق لأكذوبة الاغتيال، فقام صبيحة تحرير طرابلس بـ” الظهور المسرحي، على حد تعبير محمود جبريل، محاولا سرقة انتصار الثوار بمعركة طرابلس”.
  • وبمجرد ما نشرت وسائل الإعلام خبر إلقاء القبض على سيف الإسلام، والبعض قالت إنه استسلم للثوار، تهاطلت الاعترافات الدولية بالمجلس الانتقالي واستسلم الكثير من قادة الكتاب، مما جعل المجلس الانتقالي لا يكذب الإشاعة التي سوقها سيف الإسلام لنفسه وكذبها بنفسه، ظنا منه أن ذلك سيكون “ثغرة” في الثورة وانتصاراتها.
  • وإذا كان سيف الإسلام تمكن من تسريب الإشاعة إلى محمود جبريل عبر أحد قيادات الثورة، لكن المجلس لم يتأكد منها، لأن من قام بالعملية اختفى.
  • وبحسب جبريل رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الانتقالي، فإن مردود الإشاعة كان في صالح الثوار.
  • أما الإشاعة الثانية فكانت على المباشر، حيث قام محمد القذافي بالإدلاء بحوار للجزيرة محاولات الحصول على الضمانات على المباشر للطعن في مصداقية أعضاء المجلس وإثارة الفتنة بين من منحوه الضمان وبين زملائهم، وافتعل سيناريو إطلاق الرصاص على المباشر، زاعما أن الرصاص في بيته، ولكن أدرك أن المجلس الوطني اكتشف الحقيقة اختفى، تاركا إشاعة تقول إن كتائب القذافي هم الذين اختطفوه، والرسالة الموجهة للشعب الليبي هي عجز الثوار عن حمايتهم، وضمان الأمن لمن يلتحق بهم.
  • ومثل هذه السلوكات لأبناء القذافي تكشف أنهم نسخة طبق الأصل من والدهم لا يُؤتمنون على شيء.
  • ولا يستبعد العارفون بالشأن الليبي أن يواجه القذافي وأبناءه مشكلة بينهم، ويؤدي ذلك إلى تصفيات بعضهم البعض.
  • إن السهولة التي مكنت الثوار من دخول طرابلس واسترجاع باب العزيزية، ووضع العلم على “بيت الصمود” الذي كان القذافي يخاطب الليبيين منه، وتحويل “باب العزيز” إلى مزار للشعب الليبي، سيحول القذافي وأبناءه إلى “جرذان” – على تعبيد القذافي نفسه – لن يجدوا من يحميهم أو يأويهم.
  • إن تحرير الثوار لطرابلس عروس البحر ومطاردة فلول الكتائب في بعض الجيوب الخلفية، استدعى المجلس الانتقالي إلى وضع خطة لتسيير المرحلة الانتقالية بالعمل على صعيد بناء جهاز أمني مداوم لحماية المواطنين، وإقامة نواة لجيش محترف، وإقامة العدل، على أن يدعو إلى مؤتمر وطني لمناقشة مستقبل ليبيا، وإنشاء تأسيس لمشروع دستور وحكومة انتقالية وظيفتها تصريف الأعمال الإدارية وإجراء الانتخابات البرلمانية التي سيكلف رئيس البرلمان فيها بإجراء انتخابات رئاسية.
  • وأعتقد أن هذه الفترة الانتقالية تمكن الشعب الليبي من استرجاع حضوره العربي والدولي، وبناء دولة ذات أسس ديمقراطية تكون قدوة لدول المغرب العربي، لسبب واحد لأنها ستولد من رحم اللاّنظام، وكل فئات المجتمع الليبي تشارك فيها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!