-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لِنَرفَع معنويات الناس

لِنَرفَع معنويات الناس
ح.م

دائما أؤمن بأن الجزائر لن تتأخر في أن تَسلُك طريق التقدم رغم المؤشرات الكثيرة الدالة عكس ذلك، ورغم عدم ثقة الناس في أن الرموز السياسية القائمة اليوم على الشأن العام قادرة على ذلك بعد كل الوقت والمال الذي أضاعته دون إحداث تلك الوثبة المنتظرة التي كثيرا ما كان يذكرها الرئيس السابق ليامين زروال ونحن في أصعب مرحلة مرت بها البلاد خلال العشرية السوداء. ومازلتُ إلى اليوم أؤمن بأن الجزائر التي أنجبت الشهداء وكبار السياسيين النزهاء الذين صنعوا أمجاد الحركة الوطنية وتمكنوا من الانتصار على أعتى استعمار عرفته المنطقة، بإمكانها في أي لحظة من لحظات القدر أن تُنجب مَن يُصحِّحون مسارها ويعيدونه إلى الطريق الصحيح. أكاد أكون مقتنعا بأنه لن يتأخر ليبرز في هذه البلاد من بين أبنائها مَن يُمكِّنها من أن تكون في مستوى تضحيات شهدائها الأبرار ونحن نحيي هذه الأيام ذكرى ثورة نوفمبر المجيدة..
وليس هذا أبدا من قبيل الحلم الذي يُراود أحد الواثقين في مستقبل بلده فحسب، إنما هو من قبيل القراءة الإيجابية لحقائق الواقع الذي نعيشه بمختلف مكوناته. ألسنا جميعا اليوم على دراية تامة بحقيقة المرض الذي نعانيه؟ ألسنا جميعا اليوم نعرف طبيعة المشكلات التي نعيش؟ ألسنا جميعا اليوم نتطلع إلى التحسين والتطوير وأن يكون بلدنا أفضل مما هو عليه في كافة القطاعات؟ أليس هذا هو طموح الشباب والكهول والرجال والنساء وحتى الأطفال؟ ألا يعني هذا أننا نعيش حالة وعي “ثورية” نوفمبرية من نوع آخر تتمثل في الاستعداد التام لتحقيق الوثبة الحلم التي كان يتطلع إليها كثير من الرجال المخلصين في هذا البلد؟
لماذا نستهين بهذا الوعي وقد صنعته سنوات من معايشة الأمر الواقع وتقييم السياسات والرجال؟ ولماذا لا نعتبره قاعدة حقيقية للانطلاق نحو بناء المستقبل؟ ما الذي يمنع من الاستثمار فيه والرفع من معنويات الناس لترقية كافة المجالات؟
يبدو لي أن مشكلتنا تبدو بالأساس هي في هذا المستوى، في قلة المستثمرين في هذا الوعي المتزايد من الوطنيين المخلصين، في ضعف الثقة في قدرة واستعداد الناس على بناء بلدهم وليس أكثر من ذلك. وعلينا أن نُصحح ذلك سياسيا قبل كل شيء.
إن الحل في بلدنا لن يأتي من خلال مزيد من “تسويد” الأوضاع، أو شحن “العواطف” أو الاستثمار في “المآسي” والأمراض” و”المهازل”، ولا في نسب النمو الضعيفة والأرقام المهولة من المال الفاسد، ولا حتى في تذمُّر الناس أو سخطهم على الأوضاع مهما كانت، إنما في الرفع من معنوياتهم، وإبراز قدراتهم، بأنهم يستطيعون بناء بلدهم بصورة أفضل، بأن غالبيتهم الساحقة صالحة وليست فاسدة، بأنهم يستطيعون اللِّحاق بركب التقدم والوفاء لتضحيات الشهداء.. لم يفت الأوان بعد.. فقط علينا قراءة الواقع اليوم قراءة نوفمبرية جديدة بعيدا عن كل تشاؤم أو تَيئيس أو نسيان للاستثمار في الوعي والمعنويات قبل أي استثمار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • م/ أولاد براهيم.يتبع

    الاماني ؛ والرغبة في تحقيقها ؛ واذا كانت على شكل اهداف من حاكم عادل .سواء أكانت آنية؛ أو بعيدة .قالبة للتحقيق؛ والتطبيق؛ فهي أستشراف للمستقبل. والاستشراف ماهو الا نية مستقبلة مبنية على توقعات غيبةقد تكون خاطئة؛ وقد لاتحقق المرجو منها ؛ وقد تنحرف عما خطط لها . لكن النية الصادقة .اذا لم تحقق شيئا لاتضر. ونية الزعيم هواري بومدين رحمه الله كانت صادقة لاشك في ذلك ؛ ولاريب؟؟ انطلاقا من عدة مؤشرات منها وطنيته ؛أقواله ؛ افعاله ؛ مساره ؛ ورغم ذلك انه انسان يخطئ؛ ويصيب؛ كانت نيته أن تصبح الجزائر يابان أ فريقيا. جزائر بدون فوارق؛ ويتعايش فيها الجميع جنبا الىجنب.. الكفاءة هي الفيصل..

  • الطيب

    نعم أستاذ سليم أشاركك الرأي الجزائر من خلال تاريخها الشريف و المجيد ..الجزائر أرض الشهداء ..الجزائر بطينتها البشرية الطيبة ..الجزائر القارة بزرعها و ضرعها و زيتها و تمرها و عسلها ...الجزائر بخيراتها كلها ...الجزائر الغالية مستواها أعلى بكثير من الواقع المر الذي تعيشه ...الجزائر تعيش وضعًا غير وضعها الطبيعي ...لهذا نقول اليوم أو غدًا أو بعد غد دوام الحال من المحال لسبب يفهمه اللبيب و هو أنّ حال الجزائر غير هذا الذي نراه و نعيشه ...

  • ابن الشهيد

    شكرا جزيلا على تفاؤلك وثقتك في هدا الباب لكن لست مع ما تقول لأبسط الأسباب ،المثل الشعبي :لخروف الجيد في الربق يبان " من صغره في الخيط المربوط به أوالجهة المعزول بها يعطي الأنطباع على أنه يصبح كبش وفحل ويخرج لنا شتلة "مارينوس" ببساطة النائب في البرلمان ونائب الرئيس مهنته سائق "دامبير" في شركة يقفل على سيدو من حارب فرنسا وفي آخر عمره بالسلسة والكادنة باب مكتبه بيده ،ويحمل أويحي على كتفيه ،والمجلس الديتورى ولا الأمن ولا العدالة تدخلت .شأن داخلي في البرلمان تنتظر من هؤلاء كلهم أن تقلع الجزائر أنت غالط يادكتور كل بلدان العالم يحكموها مثقفون وعلماء باستثناء الجزائر " مكاس،تاجر سائق دمبير و و

  • RG

    هذا موضوع عالمي فكل البلدان التي تعد من الدول العالم الثالث كان بإمكانها أن تكون بلدان متقدمة كغيرها من البلدان الأخرى ، ولم تكن لها فرصة حقيقية أو لم تعطى لها بداية حقيقية نحوى التقدم ، وإنما العكس تماما بسبب مخطط عالمي غربي كان لبد منه من باب المنطق لأن الأولوية كانت فعلا لصالح الغرب بحكم ستعدادهم لبذل مجهودات في كل الميادين ، كانت لهم كفائات واعدة لا يمكن تجاهلها ، عكس دول العالم الثالث لم تكن مستعدة للإنطلاق نحوى هذا الإتجاه ، وإنما العكس كانت متأثرة بالدين و التقاليد أكثر من اليوم وعقليات فعلا متخففة ، فالغرب لم يجد لغة أخرى يتعامل بها غير القوة و المراوغة من أجل مصالحه

  • محمد

    هذا الكلام مع صدقه لا يحمل سوى الأمنيات البعيدة عن الواقع المعاش ، لست متشائما و إنما هو إقرار بحقيقة الأمر ، الانطلاق نحو المستقبل له محددات : *إرادة سياسية صادقة ، *وثروة بشرية واعية ، *وإنسجام بين مكونات المجتمع ، *وديقراطية في المجال السياسي تقوم على أساس الاختيار الحر و التداول السلمي على الحكم ، إذا فقد أحدها سيبقى هذا الكلام مجرد أمنيات وأحلام أتمى من كل قلبي أن تتحقق عل أرض الواقع .

  • صنهاجي قويدر

    قال الفاروق عمر -رضي الله عنه - ( كنا أذلاء فاعزنا الله بالإسلام ، فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ) ، خلاصة القول دون لف وذوران

  • م/ أولاد براهيم.

    أولا ياأستاذ.والشعب الجزائري مقبل على الاحتفال بالذكرى 64 لانلاع الثورة التحريرية المجيدة. التي بها انتصرنا ؛ وحققنا المنى. أتقدم بتهانية النوفمبرية للشعب الجزائري؛ والشهداء الابرار. ومجاهدي جيش جبهة التحرير A.L.N. ومنهم والدي رحم الله الجميع.ولك شخصيا ومن خلالك الاسرة الثورية الحقيقية؛ وأسرة الشرون online التي فتحت لنا هذا الفضاء للتواصل؛ والتعبير عن خواطرنا؛ والتعليق عن مشاعرنا.وانشغلاتنا؛ والرأى.والرأي الاآخر حول المقالات المنشورة.وبهذه المناسبة النوفمبرية .التهنئة موصولة الى السادة الاساتذة الكرام؛ والاخوة المعلقين دون اقصاء.حتى ولو اختلفنا وطاقم الشروق؛ وعلى رأسهم السيد المدير العام.

  • hakim

    المستقبل لا يبنى على الاماني و الرجاء , و الواقع المعاش هو الذي يحدد المستقبل و ما نعيش فيه اليوم لا ينبئ بخير , بل يوحي بكوارث تهز الوطن و الله اعلم , و قد خانك التفكير في هذا رغما انك متخصص في الدراسات الاستشرافية .