-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا يريد الغرب من القرآن؟

ماذا يريد الغرب من القرآن؟
ح.م

 هذا السؤال المباشر طرحه الدكتور عبد الراضي محمد عبد المحسن، أحد الأساتذة بجامعة القاهرة، وجعله عنوانا لكتاب له، يتألف من 224 صفحة أجاب فيها -في رأيه- عن السؤال الذي عنون به كتابه.

قسّم المؤلف كتابه إلى فصلين، وقسّم كل فصل إلى مباحث، وكل مبحث إلى مطالب.

تناول في الفصل الأول مراحل تطوّر ترجمة معاني القرآن الكريم من قبل الغربيين، وأهدافهم من تلك الترجمات. وتناول في الفصل الثاني الدراسات القرآنية في الغرب. والكثير من هذه الترجمات والدراسات أشرفت عليها هيئات كنسية أو مؤسسات تابعة للدول الغربية. وبالتالي فأكثر هذه الترجمات والدراسات ليست موضوعية، وتفتقر إلى الحيادية والعلمية.. ويؤكد ذلك انتقادها من الغربيين أنفسهم.. وأهم ما أزعج الغربيين هو مصدر القرآن الكريم، حيث أجهدوا أنفسهم لجعله من تأليف بشر!! والهدف الأكبر من هذه الترجمات والدراسات هو “محاكمة القرآن الكريم”. (ص 204).

إن أول هجوم للغربيين على القرآن الكريم جاء من البيزنطيين، لأنهم أول من احتكوا بالمسلمين من الغربيين، حيث اقتطع المسلمون مناطق كانت تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية من منطقة الشام إلى مصر إلى شمال إفريقيا… ولهذا كان أول ما كتب في هذا الموضوع كتاب “نقد الأكاذيب الموجودة في كتاب العرب المحمديين”، وكتاب “ضد تمجيد الملة المحمدية” و”ضد الصلوات والتراتيل المحمدية”، والكتاب الأول للمسمى نيكتياس البيزنطي، والكتابان الآخران للإمبراطور البيزنطي جان كونتا كوزين.

لقد أسس الغربيون من أجل تحقيق أهدافهم في “محاكمة القرآن” والقضاء عليه، ما سموه “علما”، وهو الاستشراق، وقد بدأ هذا الاستشراق كنسيّا، حيث كان المشرفون عليه هم القسيسون والرهبان، ولما وقع الصراع العنيف بين الكنيسة والدول الغربية تلقفت هذه الدول هذا الاستشراق وصارت هي المشرفة على أكثر المراكز الاستشراقية. ولكن هدف الغربيين – دينيين ولائكيين – لم يتغير بالنسبة إلى القرآن الكريم، وهو هدف الكفار والمشركين منذ عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو – كما جاء في القرآن نفسه- : “لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون” والنّأي عنه والنّهي عنه.

وقد فضح نصراني التوجه غير العلمي وغير الموضوعي لهذه المؤسسة الكبيرة المسماة “الاستشراق”، فكتب كتابه الذي أقلق الغربيين وتوابعهم في العالم، فالكتاب هو “الاستشراق” والكاتب النصراني الذي كشف أهداف الاستشراق والمستشرقين هو الكاتب الفلسطيني إدوارد سعيد، الذي كاد الغربيون أن يقيموا له “محاكم تفتيش”.. وكان ممن أيد هؤلاء المستشرقين الغربيين في هجومهم على إدوارد سعيد المسمى “محمد” أركون.. حيث كان ملكيا أكثر من الملك كما يقال.

إنه يمكن توسيع معنى “الغرب” الجغرافي النصراني، إلى كل من ليس مسلما، أو مسلما بالجغرافيا، غربيا بالأيديولوجيا، فالتتار والهندوس ليسوا “غربيين” جغرافيا، ولكنهم أرادوا بالقرآن ما أراده الغربيون.

وأعتقد أن السؤال المعنون به هذا الكتاب: “ماذا يريد الغرب من القرآن؟” قد أجاب عنه الذي يعلم ما تكن الصدور، في قوله تعالى: “يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون”. ولكن المشكلة هي فينا، نحن المسلمين، الذين لا نتدبر القرآن، ولا نعقله، ولا نقيّمه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • merghenis

    (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ....................) - سورة التوبة 9 ، الآية 32
    (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)- سورة الصف 61 الآية 8

    عن هذا الموضوع أنظر الشروق ليوم 4/5/2018 ـــ محمد الهادي الحسني

  • شلفي جزائري

    الحملة الالحادية اليوم المتسترة برداء العلمانية و الديموقراطية أخطر بكثير من الحملات النصرانية التي وردت في المقال .
    ذلك لأمور :
    - نتاج الحملة الصليبية كتب ألفها المستشرقون و تأثير الكتب قليل على شعوب لا تقرأ حتى كتب دينها بخلاف الحملة الالحادية اليوم فهي مبثوثة في سائر وسائل الاعلام (أفلام،رسوم متحركة، أشرطة "علمية")
    - كتب الاستشراق عادة ما تقارن بين الاسلام و النصرانية و طرق الالحاد الحديث تُحاكم الاسلام إلى نُظم مستحدثة كالديموقراطية و اللائيكية و هته النظم على الرغم من فسادها إلا أنها تم تلقفها على أنها مثالية خاصة من بعض النخب المنتسبة إلى الإسلام .

  • merghenis

    •جان كونتا كوزين : Jean VI Cantacuzène -كتب كتبه ضد الإسلام بعد ما ترك الإمبراطورية
    •نيكتياس البيزنطي :Nicétas de Byzance ,القرن التاسع.

  • صلاح الدين العيد

    بارك الله فيك استادنا

  • obtimiste

    الحق يعلى ولا يعلا عله . و في كتابه العزيز يقول إنا نحن نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ صدق الله العظيم.

  • جزائري حر

    الغرب فاهم القرأان خير منكم وهو اليوم يهدي فيكم لقرأانكم

  • كمال

    لكن المصيبة الكبري ان الغرب الصهيوني الصليبي قد استعمل مليشيات وهابية سلفية تدعي الاسلام تقتل باسم الاسلام العرب المسلمين بلا رحمة ولا انسانية بسوريا والعراق وليبيا وتونس ومن قبل بالجزائر -الجماعات الوهابية السلفية التي تمولها عائلة ال سعود وال نهيان وال خليفة وال الصباح بباموال النفط والحج والعمرة داعش جبهة النصرة جييش خالد وغيرهم -
    بدون ان ننسي ما ففعلته اسرة ال سعود الماسزونية السلفية باليمن وخاصة بالمعارض جمال خاشقجي الشهيد رحمة الله عليه

  • merghenis

    السطر الثالث قبل الأخير:«يريدون لِيُطْفِئُوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون» 61/8

  • علال

    لقد اعلن الحاكم الفرنسي في الجزائر ذات مرة ان القران اقوى من فرنسا وان فرنسا لن تتمكن من السيطرة على الجزائريين ماداموا يقرؤون القران ويتكلمون العربية.
    وعليه فان الغرب لايريد شيئا من القران لانه يعرف بان القران قوة لاتقهر . وانما يريد منا نحن ان لانستفيد من قوة القران ففرض على مسعولينا المعوقين فكرا وسياسة وو..فرض عليهم تجديد الخطاب الديني والمنظومة التربوية وذلك بتحريف نصوص القران خاصة التي تتحدث عن اهل الكتاب وتصفهم بصفات تليق بهم وتلقين ابنائنا قرانا ملؤه (الحرية والمساواة والتسامح) يعني قران يشبه دستور فرنسا

  • benchikh

    وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) سورة الزخرف .فماذا ننتظر من الشيطان واتباعه المحبة ????

  • خالد

    نضرية المؤامرة أو بالأحرى مرضية المؤامرة.

  • كريم

    اللهم انصر الاسلام والمسليمين وجعل القرآن قرة عيوننا