-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما لحقناش.. اليوم ما تفراش!

جمال لعلامي
  • 816
  • 2
ما لحقناش.. اليوم ما تفراش!

عندما يقرّ ويعترف رؤساء مصالح التوليد، ويقولون بالفمّ المليان: “ما لحقناش”، فهذا دليل آخر على المأساة التي تواجه النساء الحوامل، وأزواجهم، وعائلاتهم، ومرافقيهم من الأهل والجيران، ولا داعي لذكر الأمثلة، واستبيان الصور والفيديوهات، من أجل إظهار حقيقة الكوارث التي تغرق فيها مستشفياتنا، منذ عدّة سنوات، وللأسف، فإنه في كثير من الأحيان، فإن المتورّط إمّا طبيب أو طبيبة، أو ممرّض أو ممرّضة، أو قابلة، أو حتى “عسّاس”!
إن ما يحدث في أغلب المستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات، من خروقات وتجاوزات واعتداءات على الإنسانية وكرامة المرضى ومرافقيهم، ليست سوى الوجه الشاحب لمنظومة صحية، تبقى المسؤولية فيها تشاركية وموزعة بين عدّة أطراف، لكن لا ينبغي بأيّ حال من الأحوال تبرئة العاملين في هذا القطاع، من “حقهم” فيما يحدث!
الحادثة الأليمة التي كان والي بلعباس شاهد عيان عليها، بعد ما “أمسك” قابلة تهين حاملا، ثم “زهرت” في وجه المسؤول، لأنها لم تعرفه، وقد نالت جزاءها، ولا داعي هنا للوقوف كثيرا عند تفاصيل القضية، ولكن ما حدث هو صورة أخرى للتراجيديا التي يصنعها “بسطاء” في المستشفيات، ضدّ إخوانهم البسطاء ممّن لجأوا إليهم طالبين النجدة!
سواء تعلق الأمر بقابلة أو ممرّض أو طبيب أو بروفيسور أو رئيس مصلحة أو مدير مستشفى أو وزير القطاع، لا يختلف اثنان ولن تتناطح عنزتان ولا “عتروسان”، بأن ما يجري على أيدي “ملائكة الرحمة”، يجب أن يتوقف فورا وبلا شروط، وهذا لا يعني طبعا بأن بعض المرضى وبعض العائلات لا يتحملون جزءا من الوزر!
المشكلة أن القلوب ماتت، والضمائر انتحرت، فتغيّرت المفاهيم، وأصبح الطبيب في نظر “الضحايا” مجرّد موظف لا يهمه سوى عدّ أجرته آخر كلّ شهر، ولذلك غاب الاحترام، ولم تعد مهنة الطبّ في نظر الكثير من الراغبين فيها وحملة البكالوريا، سوى وظيفة للفخفخة والبريستيج!
الجزائريون ينتظرون الكثير من التعييرات على مستوى المصحات، العامة والخاصة، والقضية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقليات، ولا داعي لإخفاء تورط بعض العاملين في المستشفيات العمومية في “تهريب” مرضى إلى عيادات خاصة، مثلما يتورط بعض الأطباء في “توجيه” المرضى إلى صيدليات بعينها من أجل اقتناء الأدوية!
فعلا، الإشكالية عميقة ومعقدة قولا وعملا، وإذا رغبنا في حلها وتفكيك شفراتها، فلا يجب تغطية الشمس بالغربال، طالما أن الأمر يتعلق بحياة الناس والصحة العمومية، والحق في العلاج الذي غابت عنه المجانية وبقيت منه الإهانات، لكن الحمد لله أن هناك أطباء وممرّضين وإداريين يستحقون كلّ العرفان والتقدير والاحترام!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    و الله يا سيدي يوجد اشكال واحد فقط لا داعي للذهاب بعيدا في تحليلاتكم التي تريدون إلقاءها على الدولة و هنا لا اقصد الأشخاص بقدر ما اقصد الدولة الحنونة على شعبها و لا توجد مثيلتها في العالم... نبقى في منظومة الصحة (اللهم إلا بعض المدن ذات الكثافة السكانية فهناك بعض الخلل ..)
    - الناس تروح تخدم باش تريح في الخدمة مشي تخدم ( الممرض يصبح طبيب و الأخير قاعد في الغرفة تاع الرقاد يغطي عمله الممرض ..
    - حين قدوم شخصية إلى الاستعجالات الكل يرحب و هنا تجد جميع التحاليل موجودة و و
    - حين قدوم الزوالي إلى الاستعجالات الكل يدور راسو و هنا كل الأشعة غير موجود تسمع إلا اذهب الى فلان اعمل اشعة و ممبعد وو

  • محمد

    مادام التوظيف لايتم على أساس العلم والكفاءة وحتى الأخلاق ، لاتتوقع أي صلاح لهذا المجتمع ولهذا البلد. من شروط موظفي الصحة، أطباء وممرضين وقابلات وحتى مسؤولي القطاع والإداريين، الرحمة والتضامن والحلم والإيثار والإحساس بالغير ، ولابد أن تكون تلك الميزات موجودة فيهم باستمرار ويتم إختبار ذلك الأمر ، لأن القلوب قد تقسو بعد فترة ، والظروف المحيطة بعملهم لاتساعد.
    لماذا الشركات الكبرى في العالم لايهمها السيرة الذاتية فقط، بل تبحث عن خصائص نفسية مميزة.
    المسؤولية هنا أرواح بشرية، وهي أعظم شيء عند الله. فالأمانة هنا هي أكبر من أي آمانة في قطاع آخر.
    الله يهدينا جميعا، موظفي صحة، وشعب ومسؤوليين.