-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما يطلبه التلاميذ!

جمال لعلامي
  • 555
  • 2
ما يطلبه التلاميذ!

الأغلبية من التلاميذ قالت “كلمتها”: نعم للبكالوريا بعد رمضان، أما الأقلية فقد كانت مع البكالوريا خلال شهر الصيام، والآن وزارة التربية ستقول للجميع، أساتذة وأولياء ونقابات: “نزولا عند رغبة وطلب أبنائنا وبناتنا قررنا تأجيل امتحانات البكالوريا إلى ما بعد رمضان”، وبعدها ستقول قولا مأثورا آخر عندما يتم إعلان النتائج الرسمية في جويلية القادم!
هل كان من الضروري “استشارة” الأبناء والبنات؟ هل ستتمسك وزارة التربية بهذه الاستشارة وهذا الاستفتاء خلال السنوات القادمة؟ ما هي يا ترى رسالة الوزارة من هذا الاستطلاع؟ لماذا تعمّدت الوزارة زجّ التلاميذ في قضية لم يتصوّروا يوما أن يُقحموا فيها بهذه الطريقة الاستعراضية التي يصبح فيها التلميذ هو من يختار تاريخ امتحانه؟
من الأفضل الآن، في إطار رفع المستوى، وإصلاحات “المظلومة التغبوية”، والدفع بـ”الجيل الجديد”، أن يتمّ كذلك إلغاء الفروض الفجائية، وإلغاء إجبارية الامتحانات الفصلية حسب الرزنامة الزمنية التي تضبطها وزارة التربية كل موسم دراسي، ولم لا تستشير الوزارة في مرحلة قادمة التلاميذ عن تواريخ الخروج إلى العطل ومدّتها؟
الظاهر أن الوزيرة نورية بن غبريط، أو حاشيتها، قد تنبّهت إلى أمر مهم، مفاده أن في الاستشارة “إن وأخواتها”، فقد رفضت “المرأة الحديدية” العتبة، ورفضت الدورة الثانية للبكالوريا، وقررت تقليص العطلة، وركبت رأسها ضدّ الإضرابات الأخيرة، لكن الحكومة في كلّ مرّة بواسطة “قرارات فوقية”، كانت تأتي ضدها، ولذلك لجأت الآن استباقيا إلى ما قد يأتيها بقرارات فوقية، حتى تتجنـّب “كسر كلمتها” وتتفادى الإحراج!
ومع ظهور النتائج، شككت “كعادتها” معظم نقابات التربية في نتائج “الانتخابات” التي أيّد فيها 77.40 بالمائة تاريخ الامتحان، فيما دافع 27.60 بالمائة من “الناخبين” عن الرزنامة السابقة، ليبقى الواقع يؤكد إلى أن يثبت العكس، أن تلاميذ الجنوب، هم الضحية رقم واحد، وهم أضحية هذا الاستفتاء، الذي رمته وزارة التربية للأطفال، فاختاروا وقالوا كلمتهم، لكن الحكاية ستبدأ دون شك ولن تنتهي عند هذا الفصل والخبل!
الخوف أن يكون استفتاء “الباك”، هو البداية وليست النهاية، وقد نـُقبل على استفتاءات واستطلاعات مستقبلية، تلجأ إليها الوصاية كلما “حصلت”، فيتحوّل التلاميذ فجأة إلى “منقذ” وتتذكـّر الوزارة أنه “ما خاب من استخار ولا ندم من استشار”، والمهمّ في آخر المطاف بالنسبة لها، أن تمرّر قرارها “بطلب من التلاميذ”، وما أحلى الحياة عندما يستشير الكبير الصغير، و”يدبّر” التلميذ على الأستاذ، والولد على أبيه.. فعلا إنه زمن “الواي الواي”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • حمدي

    هذه الاستشارة ستعزز سلطة التلميذ علي الاستاذ وتجعل التلميذ في موقع القوة ويصعب التحكم فيه

  • نصيرة/بومرداس

    نعم ...ربما سيختارون المكان في المستقبل في القسم او البيت