-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مجرم برتبة جنرال

مجرم برتبة جنرال

الجرائم أنواع، والمجرمون أصناف، وأحط الجرام وأبشعها وأسوئها ما استهدف حياة إنسان واحد، فما بالك بجرائم استهدفت حياة شعب كامل.. ولذا جاء في القرآن الكريم أن “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”، كما أن أنذل المجرمين وأرذلهم وأحطهم من استهدف الحياة الإنسانية.

لقد نال الجزائر من الجرائم أبشعها وأشنعها وأكثرها خسة ودناءة، كما عرفت من المجرمين أحقرهم معدنا، وأنذلهم سلوكا، وأشدهم قسوة، وأكثرهم وحشية، وأبعدهم عن الإنسانية، ولا أعني إلا الفرنسيين، وهم ليسوا سوء في الإجرام، فمجرموهم دركات بعضها تحت بعض، ويحتل الدرك الأسفل من يعتبره كثير من الناس بأنه “ضابط شريف” و”جندي نبيل”، وماهو إلا معدن للشر، وأصل للإجرام، ولا أعني إلا ما يحسبه الفرنسيون “مفخرتهم”، ولو كانوا على مسكة من عقل، وفيهم بقية من خجل لتبرأوا منه، ونبذوه.. ولكن “المجرم للمجرم قريب”.

لقد ارتكب هذا المجرم بامتياز في عهديه عدة جرائم في الجزائر يشيب لهولها الغربان والولدان، ولضيق المساحة أقتصر على جريمتين، لن تغسلهما مياه الأرض السطحية والباطنية، وهما:

1) جريمة 8 ماي 1945، التي استأسد فيها الفرنسيون أمام الجزائريين، بعدما فرّوا كالأرانب أمام الألمان، وقضوا في بضعة أيام على حوالي 60 ألف جزائري أعزل، حسب رواية أمريكية.. وتزداد هذه الجريمة خمسة ودناءة وحقارة أنها ارتكبت في اليوم الذي تعتبره فرنسا المجرمة “يوم النصر” الذي لم تحققه إلا بسواعد هؤلاء الذين تقتل بدم بارد أهاليهم وذويهم..

2) وأما الجريمة الثانية فهي تفجير قنابل ذرية في الجزائر.. ونتأكد من خسة هذا الجنرال المجرم ودناءته ونذالته التي لا مثل لها قديما وحديثا عندما يخبرنا هو نفسه بكل وقاحة ولؤم أنه “حظرنا على القوى الأمريكية إدخال قنابل ذرية إلى فرنسا، سواء أكانت مستقرة في الأرض، محمولة بالطائرات، ومنع تشييد قواعد للقذف”. (المجرم دوغول: مذكرات الأمل. ترجمة سمّوحي فوق العادة، منشورات عويدات. ص226).

ولمن يرتاب في دقة الترجمة وأمانتها أسوق له عبارة المجرم دوغول نفسه التي سجلها بقلمه، وهي:

« peu après vient l’interdiction faite aux forces américaines d’introduire des bombes atomiques en France, qu’elle soient au sol ou dans des avions, et d’y installer des rampes de lancement ». (de Gaul : mémoires d’espoir Plon. Livre de poche. 1970. P. 258).

ذكرّني بهذه الجريمة وبمرتكبها ما جاء في كلمة الأخ عبد المجيد تبون في روسيا من عدم استبعاده الطلب من روسيا تطهير المناطق التي ارتكبت فيها فرنسا جريمتها الشنعاء. (الشروق 17/6/2023 ص4).

إن “الناس معادن” كما جاء عن رسولنا عليه الصلاة والسلام، ومهما نذلت ورخست المعادن فلن يوجد أنذل وأرخس من المعدن الذي خبرناه مائة واثنتين وثلاثين سنة، ولن يكون أرخس منها إلا أراذلنا من “بني جلدتنا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!