-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون يعرضون أساليب الوقاية والتعامل مع المصابين ويطالبون:

مراكز استقبال نهارية لتخفيف معاناة مرضى الزهايمر وذويهم

كريمة خلاص
  • 546
  • 0
مراكز استقبال نهارية لتخفيف معاناة مرضى الزهايمر وذويهم

أكّدت البروفيسور سهيلة أمالو رئيسة وحدة علاج الزهايمر بمستشفى البليدة على ضرورة إنشاء وحدات لاستقبال مرضى الزهايمر نهارا بشكل يحسّن التكفل بالمريض ويقدّم دعما للمعين الذي يسهر على رعايته، حيث أن الفرق الطبية موجودة وجاهزة للعمل، لكن ينقصها الدعم المادي والمالي للانطلاق ومن ذلك وحدة البليدة الوحيدة على المستوى الوطني.

وأفادت أمالو أنّ التشخيص المبكر لهؤلاء المرضى يسمح بتأخير بلوغ المراحل الحادة التي يكون فيها تقديم العلاج بدون جدوى، وهو ما يستوجب تكوين الأطباء العامين للبحث عن المرض لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة به.

أمالو: تسجيل 200 ألف مصاب والأرقام مرشحة للارتفاع

وتحصي الجزائر، حسب ما أوضحته البروفيسور أمالو في لقاء إعلامي نظّمه مخبر “بيكر” يوم أمس الثلاثاء بالعاصمة، نحو 200 ألف شخص مصاب بالزهايمر عام 2018 بعد أن كان العدد يقارب 100 ألف حالة عام 2014، ولم تستبعد ارتفاع الحالات إلى أكثر من ذلك في ظل المؤشرات الحالية.

ويعتبر داء السكري وارتفاع الضغط الدموي وكذا الإصابة بالكوليسترول من أهم عوامل خطر الإصابة بالزهايمر، ناهيك عن معدلات العيش المتوقعة التي تناهز 78 عاما في بلادنا، فكلما كبرنا في العمر كلما زاد احتمال الإصابة بالمرض الذي ينتشر بشكل أكبر في سن 75 عاما.

عبد اللّي: 90 بالمائة من العلاج موجود في العائلة

ولفتت أمالو الانتباه إلى أن الزهايمر ليس مرضا وراثيا، لكن السوابق العائلية قد تكون مؤشرا في بعض الحالات على اكتشافه وتشخيصه.

وفي غالب الأحيان يتم تشخيص المرض في مراحل متأخرة جدا، عقب ظهور بعض الأعراض المتمثلة في اضطرابات الذاكرة والنوم ونسيان الأحداث القريبة وتذكر البعيدة وعدم معرفة المكان والوقت وعدم القدرة على القيام بالوظائف التنفيذية وكذا التعبير عن الرأي وفقدان الاستقلالية، خاصة في ارتداء الملابس والأعمال الخاصة.

ويتطلب التشخيص الطبي فحصا إكلينيكيا واختبارات عصبية ونفسية ومعرفية تختلف باختلاف مستويات الإصابة إن كانت متوسطة أو حادة، كما أنّ التكفل يكون متعدد الاختصاصات يشارك فيه مرضى القلب والأعصاب والطب التأهيلي والنفسي.

50 بالمائة من المرضى يتم تشخيصهم في مراحل متأخرة

وحسب الإحصائيات التي قدّمتها أمالو فإن 50 بالمائة فقط من المرضى يتم تشخيص حالتهم في مرحلة مبكرة، مقابل 3/1 من الحالات غير المشخصة.

وتلعب بيئة المريض دورا هاما في التكفل الجيد والحفاظ على استقلاليته لوقت أطول وهنا يبرز دور مراكز الاستقبال النهارية التي دعت إليها البروفيسور أمالو، لما يمكنها أن تقدمه من إضافة في تعلم تحفيز الذاكرة وتنشيطها والتكفل غير الدوائي وبالتالي الجمع بين التكفل الطبي والاجتماعي والنفسي في مكان واحد يخفف عن المريض وعن المعين.

ودعت المختصة إلى بعض الأساليب الوقائية المحفزة لتنشيط الذاكرة من أجل الحماية من الإصابة بالمرض مثل تناول كميات معتبرة من الأسماك والحركة الجسدية، حيث يلاحظ الأطباء، وفق المتحدثة، أن مرتادي برامج محو الأمية وحافظي القرآن من الفئات التي تقل لديها الإصابة أو تكون في مراحل عمرية متأخرة جدا، فتعلم المهارات الجديدة يقي من الإصابة خاصة ممارسة البستنة والأعمال الحرفية.

وفي سياق ذي صلة، حذرت المختصة من التغذية السريعة وغير المتوازنة، داعية إلى العودة إلى النظام الغذائي المتوسطي والابتعاد عن تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية التي تدمر الخلايا العصبية.

وكإجراء وقائي بالنسبة للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما يمكن القيام بفحص للذاكرة كل 6 أشهر أو مرة واحدة في العام على أقل تقدير.

بدورها، أفادت دليلة عبد اللّي رئيسة جمعية “ماتنسانيش” التي تأسست عام 2019 وساهمت بشكل كبير في دعم المرضى ومعينيهم أنّ تكوين المعين أمر ضروري لضمان تكفل جيد للمريض، حيث يمثل التكفل الاجتماعي والأسري 90 بالمائة لتبقى نسبة 10 بالمائة فقط للتكفل الطبي والدوائي.

وطالبت عبد اللي بتفعيل النصوص القانونية الكثيرة الصادرة لصالح المريض والمعين، غير أنها للأسف مجرد حبر على ورق ما يعمق معاناة المرضى في الحصول على العلاج المنزلي وتغطية تكاليف اخرى تتعلق بالحفاظات وبعض الأدوية المصنفة ضمن المستحضرات التجميلية وهو ما يجب مراجعته بشكل مستعجل. وتأسفت رئيسة جمعية “ماتنسانيش” لبعض السلوكات التي لا تزال متجذرة في المجتمع وتعتبر الزهايمر من الطابوهات وكل ما يرافق ذلك من خجل بالوالدين وإخفائهما عن الأنظار.

وفي الأخير دعت دليلة عبد اللّي رئيسة جمعية “ماتنسانيش” السلطات الوصية إلى دعم مشروع مركز الاستقبال النهاري الذي يقدم نشاطات تحفيزية عديدة للمرضى ويخفف عن المعينين بما يسمح لهم بمواصلة حياتهم وعدم الانقطاع عن أعمالهم ودراستهم، وإصدار قانون أساسي خاص بالمعين يحدد الوظائف ويضمن الحقوق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!