-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يقطعون مسافات بعيدة ويعانون من تذبذب وفرة الأدوية

مرضى الصدفية يطالبون بإنشاء مراكز متخصصة ومرجعية للعلاج

كريمة خلاص
  • 849
  • 0
مرضى الصدفية يطالبون بإنشاء مراكز متخصصة ومرجعية للعلاج
أرشيف

شهد اليوم التوعوي والتحسيسي بخصوص مرض الصدفية، الذي نظمته السبت، الجمعية الوطنية لمرض الصدفية بحديقة الحامة بالعاصمة، إقبالا من قبل المرضى والمواطنين الذين طرحوا انشغالاتهم واستفساراتهم على الأطباء المختصين في أمراض الجلد وكذا المختصين النفسانيين.
وتمحورت أغلب الأسئلة حول ظروف التكفل ونقص المراكز المتخصصة، خاصة في الولايات الداخلية وكذا تذبذب وفرة الأدوية القاعدية.
وفي هذا السياق، دعت صخارة يامنة، الأمينة العامة للجمعية، في تصريح لـ”الشروق”، إلى إنشاء مراكز علاج متخصصة في الصدفية أو مراكز مرجعية، حيث تتوفر العاصمة على مركزين فقط للعلاج يستقبلان مرضى من مختلف ولايات الوطن. وهذا، في ظل نقص أطباء الجلد على مستوى مناطق الظل، خاصة بالنسبة للأشكال الحادة التي تتطلب استشفاء أو علاجا خاصا لا يستطيع التكفل به طبيب الجلد الخاص الذي يلجأ إليه أغلبية المرضى في المناطق الداخلية.
ويتنقل المرضى مسافات بعيدة جدا من أجل الحصول على الفحص الطبي المتخصص في العاصمة، وأحيانا يتخلون عن المتابعة الطبية، ما يعرضهم إلى تعقيدات حادة. كما أثارت المتحدثة مشكل اضطراب توفر الأدوية الأساسية للعلاج، وهو ما يضطر المرضى إلى الحصول عليه من خارج الجزائر بمساعدة الأشخاص المحسنين، خاصة الدواء البيولوجي الذي أثبت فعاليته في مجال العلاج وتقليل الهجمات الشرسة.
وأفادت المتحدثة بأن الصدفية تصيب الأشخاص الحساسين أو الذين يتعرضون إلى التوتر بشكل كبير، حيث إن الصدفية تصيب بحسبها قرابة مليون جزائري، استنادا إلى معطيات علمية تفيد بإصابة 2-3 بالمائة من السكان بهذا المرض، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية والعدد مرشح للارتفاع في ظل التوتر الكبير والقلق الذي بات يعيشه المرضى.

الصدفية تؤثر على الصحة النفسية للمرضى
بدورها، أفادت لوني سمية، أخصائية نفسانية بمصلحة الأمراض الجلدية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، بأن الصدفية تؤثر كثيرا على الصحة النفسية للمصابين بها، وتؤثر على علاقاتهم الاجتماعية، وتدخلهم في كآبة وعزلة عن الآخرين بسبب عدم تقبل صورتهم الجسمية، وهو ما يسبب لهم عدم الثقة في النفس ويتطور لديهم تفكير سلبي. وتتطور لديهم اضطرابات انفعالية، خاصة لدى الشباب.
وأضافت لوني أن التكفل النفسي مهم لتعديل نوعية حياة المريض، ومن أهم العلاجات النفسية المستعملة التربية العلاجية الفردية والجماعية وتحسين الصورة الإيجابية بواسطة تقنيات الاسترخاء.
ويختلف التكفل النفسي من مريض لآخر، حيث يتراوح ما بين 3-5 حصص، ويشعر خلالها المريض بأنّه ليس وحده وبأن معاناته مشتركة مع أشخاص آخرين.

هذه أكثر الأنواع انتشارا في الجزائر
وفي سياق ذي صلة، أفادت الدكتورة آيت علجت ريان، المختصة في طب الجلد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، في تصريح لـ”الشروق”، بأنّ الصدفية مرض التهابي جلدي مزمن وغير معد، يتميز بظهور بقع حمراء مغطاة بقشور بيضاء فضية اللون ولامعة شبيهة بصدفة البحر، ولا يمكن، بحسبها، التنبؤ بتطور المرض، فغالبا ما يحدث المرض على شكل نوبات.
ومن أكثر أنواع الصدفية انتشارا في الجزائري، هي الصدفية المبتذلة والصدفية النقطية التي تصيب الأطفال بكثرة.. وهنالك أيضا الصدفية العكسية، التي يعتبر تشخيصها صعبا مقارنة بغيره.
وهنالك 3 أصناف خطيرة للصدفية، هي الصدفية احمرار الجلد والبثرية وصدفية المفاصل وعلاجهم يختلف عن الأنواع العادية، حيث يكون قويا وشديدا يتوجه للحقن مباشرة وهي آخر علاج في الصدفية.
وعادة ما يتم التكفل بالمرضى بمساعدة أطباء مختصين في التهابات المفاصل التي تتطور إلى آلام حادة للمريض تصيب العظم.

هذه طرق العلاج المثلى
وكشفت المختصة عن طرق علاجية مختلفة منها العلاج الموضعي ويكون عن طريق كريمات وشامبوهات خاصة وكذا العلاج الضوئي، حيث تساعد الأشعة فوق البنفسجية في علاج الصدفية المتوسطة والشديدة وتقليل المساحات المصابة، بالإضافة إلى الأدوية الفموية “الحبوب” لتخفيف الالتهاب والحكة أو عن طريق الحقن، وهو العلاج الأكثر تطورا للحالات الشديدة، من خلال حقن الجلد بمواد تستهدف الخلايا المسؤولة عن الصدفية.
وفي الأخير، أكدت البروفيسور سميرة زوبيري، رئيسة مصلحة طب الجلد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، في تصريح لـ”الشروق”، أن هنالك عدة أسباب للإصابة بالمرض، ومنها بالأخص العوامل الوراثية وأخرى تتعلق بالقلق الذي يتسبب في تهيجات ونوبات.
ودعت المختصة إلى المراقبة الطبية والنفسانية للمرض باعتباره مرضا مزمنا يجب التعايش معه على غرار السكري والضغط الدموي.
وحملت البروفيسور زوبيري بشرى خير للمرضى بوجود علاجات مبتكرة، فهنالك تطور لفهم ميكانيزمات الصدفية سواء العلاجات البيولوجية أم العلاجات الصغيرة، أثبتت فعاليتها مختلف الدراسات العلمية سواء الحقن أم الأدوية الفموية.
وقالت زوبيري: “هنالك تطور علمي وأمل لهؤلاء المرضى بعض الأدوية البيولوجية، ينتظر استخدامها في الجزائر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!