-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مع وضدّ!

الشروق أونلاين
  • 4655
  • 2
مع وضدّ!

أخطر ما في الثورات العربية، ليس إسقاط الأنظمة والبحث عن التغيير والإصلاح، سواء بشكل سريع ومتعجِّل أو بطيء وهادئ، لكن فيما يتبع ذلك من مؤشرات، على غرار استسهال التكفير والتخوين عند البعض، أو الجرأة على التكسير والتخريب لدى البعض الآخر…

  • مثلما يحدث في مصر وتونس حاليا، حتّى أنّ الفشل في التغيير الهادئ، جعل البعض يفقد عقله فيكتب كما فعل أحد المعلقين اليمنيين ردّا على نجاة الرئيس علي عبد الله صالح من الموت في تفجير مقر رئاسته، متسائلا: “لماذا أنقذك الله من موت محقق”؟!!
  • الثورة اليمنية حافظت على رأسمال نظافتها حين أبت أيّ تدخلٍّ خارجي، من وجهة نظر المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز، في حين أن الاستعانة بالقوات الأجنبية في ليبيا وحسب فتوى الشيخ القرضاوي على الجزيرة هذا الأسبوع، ليست حراما بالمطلق، طالما كانت مساعدة ضرورية لردع الطاغية الظالم وكتائبه، وبين الرأيين “الصحيحين”، حدث جدل كبير في الشارع ووسط النخب، استيقظ فيه السؤال التقليدي الذي يقول: حدّد موقفك من الثورة الآن، هل أنت مع أو ضدّ، ولا تفكر بالوسط، فلا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار؟!
  • وقد يكون جواب الأغلبية حينها: نحن مع الثورة الليبية ولكن ضدّ تدخل الناتو وزيارة ساركوزي فاتحا لطرابلس ما بعد القذافي، ومع الثوار الشرفاء في سوريا، لكن ضدّ حضور السفيرين الأمريكي والفرنسي جنازات الشهداء، وإلقاء الخطب فيها، ومع إسقاط الأنظمة القمعية والظالمة والطاغية جميعا، لكن ليس بتدبيرٍ وتفكير من برنار هنري ليفي وأمثاله؟!
  • في المقابل، لا تصحّ في الوقت الراهن، المزايدات الإعلامية والسياسية على وطنية ثوار ليبيا في رحلة بحثهم عن بديل لسنوات الكتاب الأخضر، ولا على ثوار مصر وتونس في سعيهم لبناء دولة الاستقرار، ولا على اليمنيين والسوريين في صمودهم الأسطوري أمام آلة القتل المنظم، ولا حتى على أصحاب دعوات التغيير والإصلاح في الجزائر والمغرب، وبقية البلدان.
  • الشيخ سلمان العودة، قال في تويتر هذا الأسبوع أن الثوار في المنطقة العربية متفقون على المبدأ، مختلفون بشأن البديل، في حين روى الداعية المصري صفوت حجازي جداله مع أحد الشباب المسيحيين في ميدان التحرير، حين فاجأه هذا الأخير: “لا تقل أن الشعب أسقط النظام، بل الله وحده أسقط النظام”.. كلام سليم، خصوصا عندما نرى تخاصم العباد على البديل وأنّ شقاءهم في نعيم الديمقراطية، يكاد يشبه عذابهم في جحيم الاستبداد، حيث لا فرق حينها بين الربيع والخريف إلا بالتقوى!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • hanin

    سلمت يداك اخي هدا هو رايي نعم للتغير لكن بايدينا

  • oussama

    allah yahfed yosstar