-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أولياء يمنحونها لأطفالهم لمساعدتهم على التركيز والمراجعة

“منشطات” لتحسين أداء التلاميذ في الامتحانات!

نادية سليماني
  • 802
  • 0
“منشطات” لتحسين أداء التلاميذ في الامتحانات!
أرشيف

يُسارع أولياء في فترة الامتحانات المدرسية إلى منح أطفالهم “منشطات” على شكل فيتامينات ومكملات غذائية، على أمل مساعدتهم في زيادة التركيز وتقوية الذاكرة، ولكن هذا السلوك بحسب الأطباء قد يشكل خطرا على الأطفال، خاصة ممّن يعانون من فرط الحركة والنشاط، وكما أن الفيتامينات لابد لها من استمرارية، فأخذها لمدة قصيرة جدا لا يُرجى منه فائدة.
ويكثر الإقبال على شراء المنشطات والمكملات الغذائية الخاصة بالأطفال من الصيدليات، تزامنا فترة الاختبارات المدرسية، بحيث تفضل أمهات الاستعانة بهذه الأدوية لمنح أطفالهن المتمدرسين جُرعة من الطاقة والحيوية وتحفيز الذاكرة.

يشترون خلطات مجهولة من “فيسبوك” لتنشيط الذاكرة
وفي هذا السياق، أكدت لنا “لمياء”، بائعة صيدلية ببلدية القبة، أنها تستقبل عشرات المواطنين تزامنا مع انطلاق الامتحانات المدرسية، الباحثين عن فيتامينات ومنشطات لأطفالهم، وغالبيتهم لا يملكون وصفات طبية، بل يشترونها بقرار شخصي منهم.
وأضافت: “..ننصحهم عند الشراء بضرورة قراءة نشرية الاستعمال داخل العلبة، لأن الاستهلاك العشوائي للفيتامينات والمنشطات، قد يعود سلبا على من يتناوله”.
والخطير، أن بعض الأولياء يشترون مكملات غذائية وأعشابا من مواقع التواصل الاجتماعي، وبأسعار مرتفعة، يدّعي أصحابها أنها مستوردة من الخارج ومن خصائصها تنشيط الذاكرة زيادة معدل الذكاء والتركيز..! ومثل هؤلاء الأولياء وللأسف يجعلون من أطفالهم فئران تجارب لأعشاب أو أدوية لم تثبت فعاليتها طبيا، وهي غير معتمدة أصلا لدى الصيدليات.
وفي هذا الشأن، يؤكد المختص النفساني العيادي، حسام زرمان، أن المكملات الغذائية منشطة ومساعدة على التركيز، ولكن بشرط ألا يتم تقديمها لمن يعاني من اضطراب فرط النشاط أو الحركة الكثيرة أو ما يعرف بالتحدي المُعارض أو الشّارد.
وقال رزمان في تصريح لـ”الشروق” بأن كثيرا من الأولياء يعتقدون بأن إعطاء أولادهم المتمدرسين فيتامينات أثناء فترات الامتحانات والفروض المدرسية، يساعدهم في تحصيل نتائج دراسية ممتازة، والخطير أن بعض هذه الفيتامينات يتم شراؤها مباشرة من منصات التواصل الاجتماعي، أي أنها ليست بأدوية معتمدة طبّيا، وإنّما تُعتبر منتجات تجارية لا غير، وأكد مُحدّثنا، بأن الاستعمال العشوائي للفيتامينات والمُكمّلات الغذائية ومُختلف الخلطات “فيه مخاطر آنية ومُستقبليّة على صحّة الطفل”.

فعّالية الفيتامينات تأتي بالمداومة
وتنشيط الذكاء يتطلب، بحسبه، تدريب الدماغ وتعليمه لتوصيل المعلومات الى المشابك العصبية، أما الفيتامينات “فهي مجرد عامل مُساعد فقط وليست أساسية..وفي حال لزم الأمر تناول فيتامينات فليس أفضل من عنصر الأوميغا 3، وهي مادّة أجريت عليها كثير من التجارب، وأعطت فعالية في تنشيط كثير من العمليات العقلية أو المعرفية. ومع ذلك أشدّد على ضرورة اتّخاذ الطرق الطبيعية في التعلم والحفظ بدل الاستعانة بالأدوية”.
كما أكد زرمان، أنه لتكون للفيتامنيات فعالية ونتيجة، لابد من تناولها لمُدّة مستمرة وليس خلال فترة الامتحانات فقط، قائلا: “بعض الأولياء يعطي منشطا لإبنه منشطات لمدة لا تزيد عن يومين أو ثلاثة، وينتظر منها نتيجة.. وهذا خطأ ففعالية الدواء في الجسم البشري تحتاج لمداومة في تناوله”.
والأفضل، بحسبه، اللجوء إلى مختص في طب الأطفال، لأخذ نصيحة بشأن تناول الأطفال للمكملات الغذائية والمنشطات، لأن بعض الأطفال يعانون من ظاهرة فرط النشاط والتحدي المعارض، وهو ما يجعلهم أكثر نشاطا وبحركة مبالغ فيها في حال تناولوا الفيتامينات، وهو ما يعود على صحتهم سلبا، على حدّ قوله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!