-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من المحيط إلى الخليج.. بالعِبري!

من المحيط إلى الخليج.. بالعِبري!

بالعَرَبي: كانت عبارة “من المحيط إلى الخليج” توحي بالوحدة، بالعِبري أصبحت اليوم عنوانا للتطبيع!…

 لم يتردد كل من “إفرايم عنبار” رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، بمعية الكولونيل المتقاعد نائب رئيس المعهد “عيران ليرمان” باستعارة هذه العبارة عنوانا لورقتهما الصادرة بالمركز يوم 14 من الشهر الجاري: “من المحيط إلى الخليج: التطبيع يترسَّخ وسط إعادة ترتيب القوى الإقليمية”…

لقد تم قلب المعادلة لصالحهم، أو هم في الطريق إلى ذلك. اليوم من “المحيط إلى الخليج” تعني إعادة ترتيب القوى الإقليمية ولا تعني التطلع للوحدة، أي فرض منطقهم، وأجندتهم… وغدا سيأتي دور من “طنجة إلى جاكارتا”.. هذه الأمة ينبغي أن تُقَسَّم، تُشَتَّـت، تُحَطَّم في ظل غياب قدرة استباقية لديها. العملية ليست أوهاما أو تنظيرا، إنما هي رؤية شاملة وخطط تنفيذية جاهزة يجري تفعيلها في الوقت المناسب. ونحن لاهون…

يُعدِّد الكاتبان جانبا من هذه الخطط وكيف تم الاستفراد بالمغرب الأقصى. الدولة التي ترمز إلى المحيط وتقع بها “طنجة” رمز آخر نقطة في العالم الإسلامي غربا…

يمكن تصنيف بعض عناصر هذه الخطط حسب ما ورد في الورقة المذكورة إلى ثلاث مجموعات تتعلق بالجوانب السياسية والعسكرية والثقافية تتحدث عن كون النتيجة المُحقّقة اليوم هي مُحصِّلة نشاط مستمر بدأ منذ عقود، ومس جميع الجوانب التي يُمكن تصورها، والتي لا يمكن تصوُّرها، إلى درجة أن اعتبرت إضافة كلمة “عبرية” كرافد من روافد مقومات الهوية الوطنية المغربية في تقديم دستور 2011 بالمغرب، انتصارا ينبغي تسجيله! كما اعتبر انتماء إعلامي أو باحث واحد إلى معهدهم انتصارا ينبغي الإشادة به…! فضلا عن أي نشاط ثقافي أو سياحي آخر، وإِنْ تَمثل في افتتاح متحف صغير للتراث اليهودي كما حدث سنة 1997… كل فِعل، صغُرَ أم كَبُرَ، هو جزء من الخطة…

مما يعني أنَّ علينا الانتباه إلى كل صغيرة وكبيرة اليوم لها علاقة بهذا المخطط بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة، واضحة أو مستترة… كلمة واحدة في دستور تبدو هيِّنة، اعتبرها الكاتبان انتصارا، وأسَّسا عليها موقفا. فكيف ببعضنا اليوم لا يبالي بعشرات الإشارات الدالة على خطورة الوضع من حولنا، ومِنّا من مازال يعتقد أن المسألة لا تزيد عن بعبع يتم تخويفُنا به… بل يُشكِّك أحيانا في جدوى الربط بين بعض النشاطات الإعلامية في بلادنا، وبعض المواقف السياسية والثقافية والنشاط الصهيوني الفعّال على أكثر من مستوى لفرض منطقه علينا جميعا، وإن اقتضى الأمر إثارة الفتن بين شعبين شقيقين أو داخل الشعب الواحد أو حتى داخل الأسرة الواحدة، مستخدما كافة الوسائل التي يمكن التفكير فيها وحتى تلك التي تبدو مستحيلة الاستخدام.

على شعوب المنطقة، ونخبها اليوم، أن تتَّحد، في مواجهة هذا المخطط الصهيوني الخطير: وعلى أشقائنا المغاربة مسؤولية أكبر. إذْ عندهم “المحيط”، وعندهم “طنجة”… وهما طرفا العقد: بهما ينفطر أو يلتحم… فلا تتركوه ينفطر وابقوا الأمل قائما لدى الأمة من المحيط إلى الخليج، ومن “طنجة” إلى “جاكارتا”… وأنتم، ونحن جميعا كالجسد الواحد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • طارق الجزائري

    أدعو إلى تأسيس الجامعة الإسلامية عوضا عن الجامعة العربية.

  • جيجلي

    ما على صاحبنا الكاتب ءالا ان يدعو ءالى قطع العلاقات الدبلوماسية والاءقتصادية مع الغرب(امريكا،فرنسا،بريطانيا......)باءعتبارها الراعي الرسمي لاءسراءيل واتمنى ان تقوم الجزاءر بتفعيل ذلك على أرض الواقع باءعتبارها دولة ممانعة وتعطي الدروس للاخرين في كيفيةالدفاع عن قضايا الاءمة المصيرية.