-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مهلا حماس.. لا تحولي شبه النصر إلى هزيمة!

الشروق أونلاين
  • 3237
  • 0
مهلا حماس.. لا تحولي شبه النصر إلى هزيمة!

بعد صمت الصواريخ التي كانت تدك قطاع غزة وتسلب حياة المستضعفين، انفجر الخلاف الفلسطيني الداخلي وبدا أن الجرح لن يلتئم مجددا، إلا على حساب الإخوة في حماس والرفقاء في فتح

  • أو على حساب الفلسطينيين الذين تحولوا إلى وقود فتنة داخلية بعد ما كانوا ضحية عدوان صهيوني همجي.
  • ولئن كان لومنا منصبا على السلطة الفلسطينية طيلة العدوان، بل وحتى قبله، فإن اللوم يتوجه الآن بالدرجة الأولى إلى حركة المقاومة الإسلامية التي استعجلت نصرا لم يولد بعد، وحاولت قطف ثمره لم يمر على زرع بذرته ساعات، وهي مع ذلك تتهم غيرها بالعمالة والتواطؤ والخيانة.
  • لقد قدمت حماس في العدوان الأخير قياديين من طلائع أبنائها قضوا تحت آلة الدمار الإسرائيلية، وحاولت إدارة المعركة بالمتاح من الإمكانات الضئيلة والإيمان الكبير، واستطاعت أن تعيد إلى المشهد العربي قوة القضية الفلسطينية في عمقها الذي تناسيناه منذ مسار أوسلو، ولكنها ـ دون أن تشعر ـ  قد تنسف منجزاتها فينقلب السحر عليها، بعد ما حاولت النفث في عُقد منظمة التحرير الفلسطينية وأرادت تجاوزها بإنشاء مرجعية مقاومة جديدة.
  • في الوقت الذي كان الجميع ينتظر من حماس أن تتبنى خطابا عقلانيا، وأن تتناسى جزءا من “أناها” بما يحقق الوئام الفلسطيني، وأن تمد يدها، وهي التي خرجت بمعنويات أقوى وتعاطف جماهيري عربي وإسلامي ساحق، لتلم شمل الفلسطينيين، ولّت ظهرها وحاولت توجيه ضربة قاصمة للسلطة الفلسطينية عبر تقويض مرجعيتها النضالية، وهو الأمر الذي أدانه الجميع، بما فيهم “الجهاد الإسلامي” وأعضاء من حماس نفسها.
  • لقد نجحت إسرائيل في تحقيق أهدافها السياسية بالقدر الذي فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية؛ فالدولة العبرية التي لم تنجح في تحطيم المقاومة نجت بالمقابل في حفر هوة عميقة بين فتح وحماس، والدفع بالأزمة الداخلية إلى حدوث طلاق بائن، يبقى فيه الوضع على حاله، حيث تسير فيه سلطة محمود عباس المنتهية صلاحيته الضفة الغربية، وتمارس حماس سيطرتها على قطاع غزة، وما يستدعي ذلك من عرقلة المساعدات الإنسانية التي يحتاجها أهل القطاع، وتعليق مشاريع إعادة الإعمار بسبب حرص كل طرف على أن يكون عرّاب الإعمار، بعد ما كانت إسرائيل عرّابة الهدم والفتك.
  • كادت حماس أن تنتصر شعبيا، وهو الرهان الأول في كل انتصار مستقبلي، ولكنّ شبه النصر هذا ما يلبث أن يتلاشى إذا بدأ الناس يتشككون في نوايا حماس الحقيقية ودوافعها، خاصة وأنها بدأت مباشرة بعد العدوان في الحديث بلهجة استعلائية واستعدائية، وهي في كل أسبوع تقيم مهرجانات واحتفاليات لما تعتبره “انتصارا” في غزة، في حين أن بقاء الفتنة الداخلية هو أكبر هزيمة قد يُمنى بها كل الفلسطينيين.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!