-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نصيحـة ـ بهـدوء ـ إلى إعـلامي مصـري

بوزيان الدراجي
  • 33627
  • 1
نصيحـة ـ بهـدوء ـ إلى إعـلامي مصـري

تعرضت الجزائر ـ مؤخرا ـ إلى حملة وضيعة من الشتائم، وهجمة مريبة من التشويه والتدليس الغريب؛ أعلنها بعض الحاقدين والمغرورين من إذاعيي مصر وصحفييها. وقد انساق مع التيار من يمكن وصفه بالعقلاء منهم؛ معلنين حيرتهم من تصرف الجزائريين، ومواقفهم المعادية لمصر كما يعتقدون.. ثم تساءلوا عن الأسباب التي أوصلت الحال إلى هذه القطيعة والتراشق بالاتهامات؛ مع أنهم يرون في المصريين ذلك الحمل الوديع، الطيب، المسالم.. ويقولون بأفواههم أنهم يحبون الجزائريين..!! ثم أخذوا في تعداد ما يزعمون من فضائل المصريين على الجزائريين.. غير أن المستهجن في الأمر والمثير للضحك؛ أنهم ضاعفوا من حملتهم الهوجاء على الجزائيين بعد هزيمتهم في ملعب المريخ بأم درمان مباشرة.. ولم يسلم ـ في هذه الحملة ـ جيرانهم السودانيون أنفسهم؛ وهم طرف محايد.. لا لشيء سوى أنهم لم يقبلوا التآمر معهم على الجزائريين.. لذا وجب علينا تقديم النصح لهم (لعلهم يهتدون).

    •                                   
    •  
    • وأنا هنا أوجه كلامي إلى صحفي مصري.. صحفي مـا.. لأنهم كثيرون للأسف. لذا فقد عجزت عن التمييز بينهم.. فهو صحفي يمثل شخصية مَريضَة من المهووسين والمتنرجسين المتشبثين بأوهام لا سند ولا برهان لها.. وأقول له مجيباً عن تساؤل من يدعي التعقل منهم: إن الأمر يعود إلى عاملين اثنين: أولهما يتعلق بالجانب المصري، وثانيهما ينسب للجزائريين. فأما المنسوب لبعض المصريين ـ وليس كلهم ـ أنهم مرضى بجنون العظمة.. ومصابون بشوفينية قاتلة.. يرون في أنفسهم ما ليس فيهم.. ولا يحبون من ينتصب نداً لهم، فيتوّهمون بأنه عدو لهم.. وهذا السلوك يتجلى باستمرار في معاملتهم مع الشعوب العربية كافة.      
    • أما ما ينسب للجزائريين؛ فهم يتضايقون ويستهجنون ـ وربما يكرهون ـ ما يرونه من سلوك بعض المصريين؛ إذ يشمئز الجزائري من أشياء ثلاثة؛ ولا يحتمل الموصومين بها؛ مهما كانت جنسيتهم أو انتماؤهم؛ وهي: الكذب والسحت بوقاحة، و(الفوخ والزوخ) باللهجة الجزائرية؛ ومعناه التطاول بالفخر الزائف والمبالغة في ذلك، و(الحُـڤرة)؛ أي الاستصغار والاحتقار والتعالي على الغير. وهذه الصفات المذمومة كلها متوفرة ـ والحمد لله ـ في كثير من المصريين ولا أقول كلهم.. وعليه؛ وقبل الاسترسال في صلب الحديث أقول لك أيها الصحفي المصري: »ما هكذا يا سعد تورد الإبل، وما هكذا تؤكل الكتف«. ثم أسأله وأجيبه؛ واحدة فواحدة:
    • ـ لماذا أبديت امتعاضك، واعتراضك عن استقبال الفريق الوطني الجزائري بوردة تحية لأعضائه؟مع أن هذا لا يمثل سوى التحية بالمثل، وليس أحسن منها.. ألم يكن الجزائريون ـ المتحضرون فعلاً ـ سباقين إلى ذلك؛ حيث استقبلوا فريقكم بالورود في المطار الجزائري؟
    • ـ ما هو غرضك الخبيث؛ حين تعرضت ـ بالنبـز المغرض ـ فقلت أن الجزائريين بربر؟ مع أنهم أمازيغ وعرب؛ ودولتهم عضو هام في الجامعة العربية.. وعليه؛ أقول لك: إذا كنت قد سمحت لنفسك بهضم سلة من مشهيات الزقوم والزور والبهتان، وأشبعت غرورك من مائدة الأوهام والأحلام المَرَضِيَّة السخيفة؛ فإني أدعوك الآن لدفع الحساب.. وعليه؛ أقول لك: تعالى.. »هيت لك«… لكي نوضح الموضوع ونستجليه؛ دون شوفينية حمقاء أو عنجهية خرقاء أو تشنج مذموم أو خبل موصوم بالعار..
    • ألا تعرف أن الأمازيغ، ومن نبزتهم أنت بالبربر؛ كانوا في يوم ما وعبر مئات السنين؛ سادة لمصر؛ وكانوا فراعنة ملوكاً اعتلوا عرش مصر نفسها، وشاركوا في صنع حضارتها وتشييد مجدها.. ألم تقرأ تاريخ بلادك..؟ ألا تعرف ملوك الأسرة الثانية والعشرين، وملوك الأسرة الثالثة والعشرين..؟ ألا تدري أنهم من الأمازيغ، ومن الشمال الغربي لإفريقيا بالتحديد. فإذا كنت تجهل فمصيبة، وإن كنت تتجاهل فالمصيبة أكبر؛ وعلى هذا أسمح لنفسي بتعليمك وتلقينك الدرس:
    • فمن ملوك الأسرة الثانية والعشرين الذين حكموا مصر: ششنـق الأول Shoshenq 950  730 ق. م). وسركـون الأول Uasorkon (929  893 ق. م). وسركـون الثـاني (870  847 ق. م). ششنـق الثـاني(847 (ثكـرتي الثـاني (847 823 ق. م). ششنـق الثالـث (823  772 ق. م
    • ). ?امـأي Pe-mai (القـط 772 ـ 767 ق. م. (وششنـق الرابـع (767  730 ق. م.
    • ومن ملوك الأسرة الثالثة العشرين: ـ ?ـادي باسـت Bady – Bast  817 ـ 763 ق. م). ششنـق الرابـع(763  757 ق. م). وسركـن الثالـث (757  748 ق. م. الذي يعتبر أول من وضع امرأة في وظيفة كهنوتية؛ إذ عين ابنته مشرفة على إيرادات أمـون رع، وترجماناً لرغباته. »ثكـرتي الثالـث: وهـو ابـن وسركـن الثالـث  أمنـرود Amen – Rwdj  (748 ـ 730 ق. م). وسركـن الرابـع   ـتوباستـس. وبسامـوس. و( زت)؛ الذي اخْتُلِف في اسمه.
    • إذن ليس من حقكم احتكار اسم الفراعنة؛ لأن الفراعنة يتوّزعون على شعوب عديدة منهم: الهكسوس؛ الذين حكموا مصر ما بين 1648 إلى 1540 ق.م. والأمازيغ من قبائل الغرب؛ كما هو مفصل أعلاه؛ إلى غيرهم من شعوب أخرى كالفرس، واليونان، والرومان..إلخ.
    • ما هو رأيك الآن..؟ هل مازلت تصر على نبـز الأمازيغ باسم البربر..؟ هل تجهل تاريخ بلادك إلى هذا الحد..؟ أم أصبت بداء الجهل المركب..؟ إذ تجهل أنك جاهل..؟ لذا أنصحك أن تقرأ.. وأكرر وأقول لك اقرأ.. ثم اقرأ.. لأنك ـ كما أرى ـ لا تحسن القراءة، أو لا تفهم ما تقرأ.. وربما لا تقرأ سوى ما يقدمه أولياؤك إليك، وما يوضع بين يديك.. وأنصحك أن تنظر بعيداً.. بعيداً.. ومد بصرك نحو الأفق المتسع.. واترك المرآة التي لا ترى فيها سوى نفسك.. فأنت لست وحدك في هذه الدنيا..
    • ـ ثم أضيف؛ فأزوّدك بما لم تعلمه.. هل تعلم أن بناة عاصمتك المحروسة (القاهرة)؛ هم من الأمازيغ..؟ وهل تعلم أنهم هم الذين شيّدوا جامع الأزهر..؟ ألم تقرأ أن أبناء قبيلة عظيمة تسمى كتامة ـ وموطنها الجزائر بالتحديد ـ هم الذين اكتسحوا مصر، ونصبوا على عرشها المعز لدين الله الفاطمي..؟ ألم تعلم أن الدولة الفاطمية ليس فيها من المشارقة سوى العائلة المالكة؛ التي غدت ـ بحكم الصهر والتزاوج والميلاد عبر عشرات السنين ـ جزءاً لا يتجزأ من المغاربة..؟ 
    • ـ  ثم لماذا قلت ـ بلهجتك ـ المصرية أن الجزائريين »حمقيين«؛ أي حمقى؟ ولماذا تتهم الجزائريين وتشهر بهم وتصفهم بالشغب والفساد؟ هل الفساد غريب عن دياركم..؟ لا أعتقد ذلك؛ فالفساد لديكم مقنن وممنهج؛ بحيث يستفحل في القمة، ويتقلص بالتدريج حتى يذوب في المستويات الدنيا.. من ابتكر فكرة (البلطجية) لديكم..؟ أليست الطبقات والسلطات العليا في مجتمعكم..؟ حيث جلبت الناس من الأرياف، وحمتهم، وأطلقت أيديهم على أذية خلق الله؛ بغرض تحقيق ما يروق للنفس الأمارة بالسوء..
    • ـ ثم ما هو الغرض الدنيء من محاولة تشويه سمعة الجزائريين؛ بتزييف الوقائع، والتعتيم على الحقائق؛ بعرض ما يروق لكم من مناظر؛ تشوّهون بها حماس الجمهور الجزائري البريء بلقطات خبيثة؛ توهمون المشاهدين بأن الجزائريين وحوشاً وإرهابيين.. بينما نحن الجزائريون نعرف أن من صدّر إلينا الإرهاب هي مصر بالذات؛ ممثلة في أيمن الظواهري، وأبو حمزة، وغيرهما..
    • ـ لقد حاولت ـ بتضليل واضح ـ المقارنة بين الجمهور المصري في مباراة أم درمان، والجمهور الجزائري؛ فقلت: أن المصريين كلهم من النخبة والفنانين والسياسيين؛ بالمقابل زعمت أن الجمهور الجزائري من حثالة الناس ومن أصحاب السوابق العدلية.. لذا ليس أمامي سوى أن أقول: »حسبي الله ونعم الوكيل..« ثم أفيدك إن كنت ترغب في الفائدة.. أن الجزائر ساعدت أبناء شعبها من الفقراء المتحمسين للفريق الوطني؛ فبعثت للخرطوم ـ مجانا ـ  جمهوراً من عامة الشعب؛ مشجعاً ومتحمساً لفريقه. أما المصريون فقد اختاروا أنصار الحزب الوطني الحاكم وأعضائه؛ بينما حرموا »الغلابة« المشجعين الحقيقيين من السفر للسودان؛ لذا لم يحظ الفريق الوطني بالتشجيع المطلوب..
    • ـ والأدهى والأمَر في هذا كله؛ ما صدر من ألفاظ مستهجنة، لا تخلو من حقد وكراهية للجزائريين.. هل تستحق الجزائر ذلك الاستخفاف منكم..؟!! هل تشككون فيما قدمته الجزائر من الشهداء..؟ وهل ـ في نظركم ـ »المليون ونصف مليون شهيد« نكتة..!!؟ حيث قال بعض سفهائكم:»إيه نكتة المليون شهيد دي«..؟!!!!  فهذا ـ بصراحة ـ منتهى التجني والاستخفاف بمقدسات الناس..!!
    • ـ وبالمقابل سمعنا بعضكم يقول:»نحن علمناهم«؛ عجبا..!! كأن الجزائريين عرفوا التعليم بواسطة المصريين فقط.. مع أننا استعنا بكم مقابل أجرة مادية معتبرة، وليس مجاناً كما تتصور؛ وأفيدك أيضاً أن العرب كلهم ساهموا في تعريب الجزائر.. تم ذلك؛ لأن الجزائر كانت ستتفرنس بالكامل، وتصبح فرنسية في ثقافتها ومصيرها؛ وهذه خسارة للعرب كلهم؛ إذ لولا تعريب الجزائر؛ لخسر العرب الآن أربعين مليونا من خيرة أبنائهم.. وخسروا انتماء أهم ثوراتهم الكبرى.. ألا تعلم أيها الغافل؛ أن جامعة الجزائر أسست قبل جامعة القاهرة؛ وأنها أول جامعة في البلاد العربية..؟ طبعاً؛ هذا الكلام لا يعجبك؛ لذا أطلب منك أن تبحث وتتحرى؛ لكي تطلع على الحقيقة..
    • ـ والأغرب من كل ذلك؛ أنكم تقولون: »نحن حررنا الجزائريين«.. عجيب هذا القول!! لو كان هذا صحيحاً؛ فما بالكم لا تحررون فلسطين..؟!!!. وللأمانة؛ لقد وجد الجزائريون سنداً وعونا كبيراً من العرب كلهم من المحيط إلى الخليج؛ وليس مصر وحدها؛ ولم يمنن علينا أحد منهم؛ معتبرين ذلك واجبا أمام إخوة لهم. ولذا وجب عليّ الرد على هؤلاء المرضى بالشوفينية الحمقاء. لقد كان الفضل المطلق في عون الثورة الجزائرية بمصر للزعيم العظيم جمال عبد الناصر رحمه الله؛ هذا الزعيم الذي تنكرتم له، ولمنجزاته، ولمآثره.. بينما بقي له في قلوبنا نحن كل تعظيم وتقدير. ونحمد الله أن ثورتنا اندلعت في عهده، ولم تندلع في هذا العصر الرديء..
    • وبالمناسبة؛ فقد لحن محمد فوزي نشيد قسماً؛ الذي كتبه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا في ذلك العصر الذهبي؛ الذي صنعه عبد الناصر. كما تم تصوير فيلم جميلة بوحيرد في عهده أيضاً.. فالشكر والرحمة لذلك البطل العربي العظيم؛ الذي يتململ الآن في قبره بعد تحول القاهرة إلى بوق للأعداء، ومرتعاً للصهاينة، وحصناً حصينا يسد المنافذ على أهل غزة، الإخوة في الدم، والإخوة في العقيدة، والإخوة في الجوار..
    • ولا يفوتني هنا؛ تذكيرك أيها الصحفي المتشوفن؛ أن الجزائريين سددوا ما عليهم من حساب للمصريين؛ مرتين، وليس مرة واحدة.. لقد تصدى الجزائريون للجيش الإسرائيلي دفاعاً عنكم، وحماية لقاهرتكم سنة 1967؛ حين تفكك الجيش المصري بالتمام؛ فتكفل الجيش الجزائري بآلياته ومدرعات وطائراته بالوقوف حاجزاً أمام الصهاينة؛ منعا لهم من دخول العاصمة المصرية، إلى جانب أن الرئيس الجزائري هواري بومدين سافر فوراً إلى موسكو ليحث القادة السوفيات على إرسال أسلحة جديدة ومتطورة للمصريين؛ وقدم لهم شيكاً على بياض؛ وهذا بشهادة الأستاذ حسنين هيكل نفسه. أما المرة الثانية؛ فهي في سنة 1973؛ حيث أرسل الرئيس هواري بومدين جيشاً كذلك لحماية القاهرة؛ بعد محاصرة الجيشين: الثاني والثالث في سينا؛ وبعد أن اخترق الصهاينة ثغرة ديفرسوار؛ وأصبحوا في الضفة الغربية من القنال. وهنا وقف الجزائريون حاجزاً قوياً، وقدم الجزائريون شهداء في هذه المعارك. والغريب المؤسف أن القوات الجزائرية لقيت معاملة سيئة من بعض المصريين؛ بعد عقدهم الصلح مع الصهاينة في الكيلومتر101.. لم لا؛ لم يعودوا في حاجة إلينا؛ ولم يعد عبد الناصر في السلطة.. ولي شخصياً هنا بعض الذكريات المرة؛ أتركها لوقت آخر إذا اقتضى الحال..
    • ـ وقلتَ بصفاقة وبجاحة وتعالٍ قبيح: إننا أهل الحضارة والعلم والفنون.. وتناسيت أن حضارتكم الأزلية اندثرت، أما حضارتكم وفنونكم الحالية فقد شارككم في صنعها غيركم من الشعوب العربية. هل تنكر أن أول من أدخل المسرح إلى مصر هو سوري، وهل تنكر أن الأهرام ودار الهلال أسسها لبنانيون.. وهل تنكر أن باعث السينما في مصر هم اليهود والسوريون.. وهل تنكر أن معظم الفنانين والمطربين في مصر ـ عبر عصور ـ كانوا من اللبنانيين والسوريين..
    • ـ وقلتَ بشوفينية وغرور: نحن الكبار؛ والكبار هم الأحق بالتأهل »للمونديال..« لذا ليس أمامي هنا جواب سوى قوله تعالى:»إن الله لا يحب كل مختال فخور«، وقوله:»إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا«. ومع هذا نناقشكم بالدليل والوقائع الصادقة. من يصدق أنكم أنتم الكبار..؟ وكيف أصبحتم كباراً وأضحى غيركم صغاراً..؟!! هل الكبر بعدد السكان..؟ وإن أيدت هذا؛ فما قولك بإسرائيل التي يصل تعداد سكانها1 % من تعداد مصر؛ ومع هذا فأنت تعرف من يستحق صفة الكبير..
    • ـ قلتَ: أن مصر أم الدنيا؛ متناسياً ما لغيركم من فضائل وخلال، ثم أنكرتَ بغرور كريه إنجازات الآخرين.. إذ نسيت أو تناسيت حضارة ما بين النهرين؛ التي سبقتكم في الزمن، وتساوت معكم في الإنجاز الحضاري.. وتغافلت عما قدمه غيركم للإنسانية من المتأخرين.. ألا تعلم أن الصلات بين مصر وبلاد المغرب قديمة جداً.. يرجع عهدها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد..
    • ـ ثم نلتفت أيضاً إلى ما تزعمون، وتدعون من خلال وفضائل.. لقد حرفتم الكلم، وصحفتم الأقوال، ونسبتم لأنفسكم ما ليس فيكم.. لقد سمعت أحدكم؛ بل واحد من روادكم؛ الذي يحمل مجازاً صفة علمية ما؛ سمعته يذكر ـ بتحريف وتصحيف وبتر ـ قول رسول صلى الله عليه وسلم في مصر: »إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمّةً ورحماً، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة، فأخرج منها«. طبعاً لم يذكر هذا الإعلامي المتدكتر الحديث كاملا؛ بل اجتزأ منه ما أراده..
    • وبالمقابل ـ وقد أصبح الأمر يستدعي توظيف الدين ـ فأنا أيضاً أذكِّره بحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينوّه بأهل المغرب؛ جاء فيه:»لا تزال طائفة من أمتي بالمغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة«. وأرسل عمرو بن العاص جماعة من الأمازيغ إلى عمر بن الخطاب بالمدينة رفقة مترجم. وبعد حوار معهم قال عمر رضي الله عنه:»الحمد لله الذي مَنَّ عليّ برؤية هؤلاء قبل الممات«. فسأله الجلساء عن أصل ذلك. فقال:»حضرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة؛ فرأيت كثرة الكفار وقلة المسلمين؛ فبكيت. فقال لي رسول الله:»سيعز الله هذا الدين بأقوام يأتونكم من المغرب لطلبه«. إذن فنحن يمكننا أيضاً ذكر أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم تساندنا وتشيد بنا.
    • أما ترديد بعضكم لقوله تعالى:»ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«؛ فهذا القول ـ كما أعلم ـ موجه لبني إسرائيل وليس إلى الجزائريين أو العرب؛ حيث طمأن الله تعالى يعقوب وبنيه بدخول مصر آمنين.. وهذا نترك تفسيره إليكم؛ إذ الآية في سورة يوسف عليه السلام. ولا داعي للتباهي بهذا، ولا تستدعي أي تأويل..
    • ـ ثم ما يضيرك ويزعجك من تشجيع المطربة وردة الجزائرية لفريقها الوطني؟ هل هي مصرية.. أم جزائرية ؟!! أتنكر ما قدمته هذه المطربة العظيمة من خدمات لمصر؛ أم إنك تعتبر ـ كعادتك ـ أنكم أنتم أصحاب الفضل عليها وكفى..؟ ومن جهتي أقول لك؛ إنكم استثمرتم اسم الجزائر في شخص وردة؛ أيام الثورة؛ فعمرتم خزائن ضرائبكم من مردود كدحها وجهدها؛ كما أنكم خدمتم لهجتكم في الجزائر والمغرب العربي والبلاد العربية كلها بفضل غناء وردة بلهجتكم.
    • ـ والآن لنتحوّل إلى ما جرى بخصوص الصحافة الجزائرية. لقد وضعتم ـ منذ البداية ـ كل حمولتكم الثقيلة، ومسوغاتكم السخيفة بغرض تجريم الصحافة الجزائرية؛ معتبرين أنها البادئة بالظلم، والمبادرة بالاعتداء عليكم.. عملا بالمثل القائل:»ضربني وبكى وسبقني واشتكى«.. مع أن الحقيقة ليست هكذا.. بل نسبتم إلى الصحافة الجزائرية صفة العدوان؛ لمجرد أنها تشجع الفريق الجزائري.. وهذا في حدّ ذاته من أغرب الأعذار وأوهى المسوغات.. هل تريدون من صحافة الجزائر أن تشجع الفريق المصري..!!؟ وتقف ضد فريقها..!!؟ عجيب هذا المنطق حقاً..!!
    • لقد تعوّدنا ـ من قبل ـ على التزوير والكذب في أقوال بعض الإعلاميين المصريين؛ ولكننا لم نكتشف بعد؛ هذا الزور والبهتان، ولم يصل الحال بنا إلى سماع البذاءة والوقاحة ممن يدعي الثقافة إلى هذا الحد، ولم نعرف أن الرذيلة سكنت في ديار من كنا نحترمهم.. لم نعرف هذا؛ إلاّ في زمن رديء كهذا..
    •    

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • abou mohamed

    je remercie de fond de mon coeur echourouk el yaoumi .celle qui mérite d''etre le journal n °1 ainssi merci a tout l'equipage surtout ali fodil djamel alalmi et faghouli