-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نوع أحكام العقل المقدّمة على النقل عند السلف

رشيد بركات
  • 2944
  • 28
نوع أحكام العقل المقدّمة على النقل عند السلف

من الخطأ اعتقاد أن المشتغلين بالدراسات الفلسفية والنفسية والطبية وحدهم من بحثوا في حقيقة العقل الذي ميّز الله به الإنسان عن الحيوان وحاولوا بيان وظائفه وخصائصه، بل حتى علماء الدين كانت لهم مساهمات في هذا الموضوع، لكن أكثر ما كان يشغلهم هو علاقة العقل بالدين وبنصوصه كمكانته في تفسيرها وإمكانية معارضته لها وكشرط لتكليف الإنسان بأحكامه والمجال الذي يُسمح له الخوض فيه والذي يُمنع منه.
إذا كانت نتائج البحوث المتعلقة بالعقل تُساعد في فهم طبيعة وتصرفات الإنسان وضبط تعامله مع عقائد الدين وأحكامه إلا أن بعض البحوث لا فائدة من ورائها. ومن تلك البحوث مسألة محل العقل من جسم الإنسان هل محله القلب أو الدماغ؟ فما فائدة يمكن أن تعود على المسلم من تأكده صواب القول بأن العقل في الدماغ وليس في القلب أو العكس؟
وفي هذا الصدد، يظن بعض علماء المسلمين أن قضية محل العقل في جسم الإنسان قد فصل فيها الشارع الحكيم بشكل قطعي بل رتّبوا ـ وللأسف ـ على من خالف اعتقاد أن العقل في القلب وليس في الدماغ حكما تكفيريا مع أن القضية متعلقة باجتهاد في فهم نصوص شرعية محتملة المعنى كما ذهب لذلك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عندما قال (إن الذي يقول إن العقل في الدماغ وحده وليس في القلب منه شيء، أن قوله في غاية البطلان لأنه مكذّب لآيات وأحاديث كثيرة جدا كما ذكرنا).
والحق إن ما وصل إليه الطب الحديث في مجال زراعة قلب إنسان لإنسان آخر أو زراعة قلب اصطناعي له يؤكد خلاف ما فهموه واعتقدوه، فبات في حكم اليقين أن الإنسان الذي أُخذ منه قلبه لم يتحول عقله للشخص الثاني الذي زُرع له ذلك القلب، حيث أصبح يفكر وله معارف وذاكرة هي نفسها ما كان يتمتع به الشخص الأول مصدِّر القلب. وانطلاقا من هذه الحقيقة الطبية استلزم تفسير معنى القلب الذي علّق الله عليه وظيفة التعقّل كما في قوله تعالى (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبٌ يعقلون بها) على أنه باطن الإنسان وليس المضغة الصنوبرية الشكل التي في الجانب الأيسر من بدنه والمسماة أيضا القلب، قال الإمام ابن تيمية (قد يراد بالقلب باطن الإنسان مطلقا، فإن قلب الشيء باطنه، كقلب الحنطة واللوزة والجوزة ونحو ذلك، ومنه سمي القليب قليبا لأنه أخرج قلبه وهو باطنه وعلى هذا، فإذا أريد بالقلب هذا فالعقل متعلق بدماغه أيضا، ولهذا قيل: إن العقل في الدماغ، كما يقوله كثير من الأطباء ونقل ذلك عن الإمام أحمد) الفتاوى 9/303.
العقل قوّة في الإنسان يحصل له بها علم بأشياء وحقائق كثيرة كما تحصل له بحواسه معارف من نوع آخر. وقد اصطلح على تسمية بعض العلوم التي يدركها الإنسان بعقله بالبديهيات أو الضروريات وهي معارف مفطور عليها كل البشر لا يحتاجون للاستدلال عليها. فالثابت أن بني آدم على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم وألوانهم ولغاتهم رجالا كانوا أو نساء، عاميين أو متعلمين يتفقون في الكثير مما يحكم به العقل على القضايا المعروضة عليهم، ويسمى بعضهم هذه البديهيات بالعقل الغريزي قال الإمام ابن تيمية (وقد يُرادُ بالعقل نفس الغريزة التي في الإنسان التي بها يعلم ويميِّز ويقصد المنافع دون المضار، كما قال أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي وغيرهما “العقل: غريزة”، وهذه الغريزة ثابتة عن جمهور العقلاء كما أن في العين قوَّة بها يبصر وفي اللسان قوة بها يتذوَّق وفي الجلد قوة بها يلمس) مجموع الفتاوى 9/287.
ومن منطلق هذه الحقيقة الإنسانية لا يجوز ـ مثلا ـ تصديق شخص ادعى رؤية سيارة متحركة وساكنة في نفس الوقت أو إمكانية وجود شخص في مكانين في نفس الوقت أو التسليم بما يعتقده النصارى من أن الأب إله والابن إله والروح القدس إله لكن ليسوا ثلاثة آلهة بل إلهٌ واحد. فهذه الأخبار والمعتقدات وما كان من جنسها ونوعها مستحيلة بحكم العقل. ومن الأمثلة التي يحكم العقل باستحالتها اعتقاد أكثر الأشاعرة أن رؤية الله في الآخرة تقع بالبصر مع نفيهم في نفس الوقت أن يكون الله أمام الرائي أو خلفه أو عن يمينه أو عن يساره أو فوقه أو تحته ولا في أي جهة من الجهات. فهذا المعنى للرؤية الذي انفردوا به يحكم العقل باستحالته بل قول المجسّمة بأن رؤية الله تقع بالبصر مع اعتقادهم أن الله سيكون في الجهة التي يراه فيها الرائي كما تستلزمه الرؤية البصرية هو أقرب إلى المعقول من قولهم وإن كان اعتقاد المجسمة باطلا لانتفاء شرعا أن يكون الله في جهة من الجهات كما هو معلوم ومذكور في العقيدة الطحاوية المتفق عليها بين عامة أهل السنة، ولو فُسرّت الرؤية على أنها نوعٌ من العلم أو زيادة انكشاف دون تعلّقها بالبصر كما يقوله بعضهم لكان معقولا.
فأي خبر منسوب لأي شخص في هذه الدنيا حتى ولو كان منسوبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأي اعتقاد أو تفسير لنص من كتاب الله أو سنة رسوله خالف حكما من أحكام العقل الغريزي وجب ردّه وتقديم العقل عليه. والحق أن أكثر علماء المسلمين دفاعا عن النقل في مواجهة العقل وتقديما له لم يجرؤوا على ردّ أحكام العقل بإطلاق بل قدموا بعض أحكامه على النقل ويعترفون بأن الرسل لا يخبرون بمُحالات العقول. وها هو الإمام ابن تيمية من المدرسة السلفية وأكثرهم دفاعا ـ وبشراسة ـ عن النصوص الشرعية في مواجهة العقل ورافضا حتى تأويلها بما يتناسب مع المعقول يقول (نحن نعلم أنَّ الرُّسل لا يُخبِرون بمحالات العقول، بل بمُحارات العقول، فلا يُخبِرون بما يَعلمُ العقل انتفاءَه بل يُخبِرون بما يَعجِز العقلُ عن معرفته) درء التعارض بين العقل والنقل 1/83 واتبعه في ذلك الإمام ابن القيم قائلا (الرسل صلوات الله وسلامه عليهم لم يخبروا بما تحيله العقول وتقطع باستحالته.. وكل خبر يظن أن العقل يحيله فلا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون الخبر كذبا عليهم أو يكون ذلك العقل فاسدًا) كتاب الروح ص62.
فالواجب على المسلم أن يفهم أن ما ذهب إليه العلماء ـ وهم كثر ـ من تقديمهم العقل على النقل كالإمام الرازي القائل (إذا تعارضت الأدلة السمعية والعقلية أو السمع والعقل أو النقل والعقل أو الظواهر النقلية والقواطع العقلية يجب أن نُقدِّم العقل على النقل) على أن قصدهم القضايا والعقائد والأخبار والتفسيرات التي يحكم العقل باستحالتها كما يقرّه الإمام ابن تيمية نفسه. واعتمادا على هذه القاعدة ذهب علماء الحديث لتضعيف الأحاديث النبوية المخالِفة للعقل واعتبروها موضوعة كما قاله الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي (ما أحسن قول القائل: إذا رأيت الحديث يباين المعقول أو يخالف المنقول أو يناقض الأصول فاعلم أنه موضوع) تدريب الراوي 1/ 327. وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه شرح نخبة الفكر (ومن القرائن التي يدرك بها الوضع ما يؤخذ من حال الراوي، ومنها ما يؤخذ من حال المروي، كأن يكون مناقضا لنص القرآن أو السُّنة المتواترة أو الإجماع القطعي أو صريح العقل) وحتى ابن تيمية يقرّ بذلك عندما يقول (لا يعلم حديث واحد يخالف العقل أو السمع الصحيح إلا وهو عند أهل العلم ضعيف بل موضوع) درء تعارض العقل والنقل 1/ 124.
ومن هنا من حقنا أن نتساءل: لماذا يجتهد بعض المسلمين في الدفاع عن أخبار منسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم تأكد بحكم العقل ضعفُها، أو يستميتون في قبول تفسيرات للنصوص الشرعية لمجرد أن الذين قالوها من السلف رضي الله عنهم مع ثبوت بطلانها بحكم العقل بل كان واجبهم وواجب كل المسلمين نفي عن الدين ما علق به من أخطاء البشر حتى لا ينسَب إليه ما ليس منه أو يكذّب الله ورسوله كما قال علي بن أبي طالب (حدِّثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يُكذّب الله ورسوله) رواه البخاري؟
ولأهمية العقل في إثبات حقائق أو نفي الأخبار والمعتقدات الباطلة دعا الله عز وجل عامة الناس والكفار ـ بالخصوص ـ لاستخدام عقولهم للتأكد من الحقائق التي ذكرها لهم وأخبرهم بها كما في قوله تعالى (قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون). فما الحكمة أن يدعو الله كل البشر لاستخدام عقولهم دون تمييز بينها لو لم تكن تتفق في الكثير من أحكامها سواء أكانت استحالة أو وجوبا أو جوازا؟ ثم ألا يعترف الكفار يوم توصد عليهم أبواب جهنم أنهم لم يستعملوا أو يتبعوا ما حكمت به عقولهم للنجاة مما حلّ بهم (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) الملك 10.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
28
  • رد على انسان 26

    القلب مجرد مضخة لضخ الدم ، أما العواطف فمصدرها العقل و ليس القلب

  • زرجون الكرم

    إلى رقم 26
    العقل هو ما نعقله بين الفكرة و الإحساس
    فمادة المخ و مادة القلب تعملان على إنتاج المعقول
    أما كيف يعرف الإبن أمه بأنها فعلا أمه الحقيقية
    فهذا مثال ضعيف يدل على أنك لم تنضج بعد
    سأعطيك مثال أفضل منه
    عندما يستعمل الإنسان حدسه ماذا يتفاعل لديه
    إحساس يتفاعل مع صور يتثورها خيال العقل + إحساس يقرئه العقل و يرتبه = الفكرة الأقرب إلى الحدس
    خلاصة القول
    نتيجة تفاعل بين المخ و القلب هي الفكرة
    البصيرة هي قوة إحساس تستوعبها قوة العقل فيحللها بحكمة

  • انسان

    رد الى zerro 22 :
    العقل ليس الاداة الوحيدة التي نمتلكها لادراك الحقائق فنحن كائنات نملك أداة أخرى أهم من العقل و هي القلب و هو محل المشاعر و العواطف و الاحاسيس...فالايمان مسألة تصديق و تسليم بالقلب قبل أن يكون مسألة منطقية عقلية... و أحسن مثال على ذلك هو: علاقة الطفل بأمه. كيف صدقت أنت أن أن أمك هي أمك الحقيقية التي ولدتك؟ فأنت لم ترى نفسك و انت تخرج من بطنها؟ هل عرفت أمك بالادلة العقلية و المنطق و المعادلات الرياضية؟؟ كلا طبعا نحن عرفنا أمهاتنا بالعاطفة التي تجذبنا اليها... بنفس الطريقة نعرف خالقنا و رازقنا.. نحن نشعر به و لا نراه... نحن ندعوه فيستجيب فنعرف انه موجود و انه سميع عليم.

  • !!!

    أنا أعجب لمن لا يزال في القرن الواحد و العشرين يخوض في ترهات القرون الوسطى و خزعبلاتها.
    ما بقي أمامنا إلا كتاب قابل لتأويلات بشرية كثيرة، فمن مصلحتنا و الحالة هذه أن نفهمه فهما عقلانيا موضوعيا بدل فهمه فهما ذاتيا

  • زاراتوسترا

    العقل شرط الوجود، فهو الذي يعطيه معنى، و خارج العقل لا وجود لشيء أصلا بما في ذلك الدين و الوحي ...فهل يمكن أن نتصور دينا لدى البقر أو الحمير ؟
    بل من أوجد البقر ز الحمير أصلا إن لم يكن ثمة عقل بشري يسمي الأشياء بمسميات و يعطيها دلالات و معان ، و يتوجه نحوها بقصديات معينة.
    يلزم عما سبق و خارج كل دوغمائية أن الإنسان هو مركز الكون و هو معيار كل شيء ، من خلال عقله و وعيه بذاته و بالعالم، و النص الديني موجه للإنسان أي إلى عقل الإنسان و فهمه و إذا كان هذا النص غير قابل للفهم و الإحاطة به من قبل العقل فلا معنى له أصلا و لا حاجة إليه فضلا عن أنه من المستحيل أن يخاطب الله الناس بكلام لا يفهونه.

  • الطياري

    دائما يتهافت رجال دين على كل من يعمل العقل والتسليم بالنصوص القطعية التى تجرد العقل وتعطله عن العمل وترسله من عالم الحقيقة الى عالم الاحلام والغيبيات,

  • zorro

    اذا كان الدين لا يوضع في حدود العقل او اسمى منه فكيف يمكننا التميز بين الحقيقة والخرافة ، و بين الصواب والخطأ ، وبين الكذب و الصدق ؟فيصبح العقل مجرد متلقي للافكار الجاهزة واليقينة والمسلم بها ايمانا يقينيا من مصدر مشوش لايمكن ادركه والتحقق من حقيقة وصدقية هده الافكار الابختبارها بالعقل الخالص الايمان بالاشياء اليقنية يقود الى الشك والريبة و نقذها يهدم الايمان من الاساس,

  • Robots préprogrammés

    وكلما أرسل الدماغ اشارات التفكير (شكوك و تساؤلات ) يسمون ذلك:
    Virus informatique، فيسارعون للتصدى له بواسطة Antivirus: فيقمعونه بالتعوذ و الإستغفار و الحولقة و البسملة و الحمدلة، و يسمونه وسواسا و تشكيكا، مصدره ذاك الكائن الغير المرئي، لتستمر في الإكتئاب في سردابك المغلق المظلم !!
    وإن حاولت التمرد على مبرمجي الروبوت، تواجه خطر تدمير الروبوت !
    أي حتى لما تصبح راشدا يتم منعك، بل تهديدك بقطع رأسك ان انت حاول التفكير في مدى صحة هذا الإرث !!!
    ملاحظة :
    هذا النوع من الروبوت لا يشكل إلا أقل من 20% من ساكنة العالم !!!!

  • Robots préprogrammés

    كيف يتحدثون العقل إن كانوا يؤمنون بأنهم مراقبون من طرف ملاكان يسجلان كل شاذة فاذة، وكائنا غير مرئي يتربص للأيقاع بهم و ليغويهم ؟
    لديهم إحساس ينغص عليهم حياتهم بأنهم مراقبون على الدوام و مستهدفون في كل وقت: persécuté
    حتى صوم النهار وقيام الليل قد لا ينجيهم من جهنم!
    تصوراتهم هذه، ما هي إلا إرث تم ضربهم عليه منذ سن العاشرة، لتتم عملية Formatage de cerveau
    Formatage du disque dur والنتيجة تماما مثل
    robot préprogrammé! تنفذ الأوامر المبرمجة: Instructions

  • النقل

    بل تصل الأمور إلى تبنى أفكار غير دينية بنفس النهج والأداء مثل ترديد شعارات الناصرية والبعث والإشتراكية والقومية ,بل لم ترحم تلك الثقافة الببغائية الشديدة الحضور بعض اليساريين من تبنى ثقافة النقل قبل العقل فهم من سلالة هذه الثقافة البائسة فى النهاية رغماً عنهم لنجد ترديدهم لأقوال وتاريخ وتجارب لينين وستالين وماو بشكل صنمى .
    لاحياة ولا تطور ولا تقدم لمجتمعات تُحظر العقل وتَهمله وتحتقره وتزدريه وتهمش حضوره ,فالإنسان لم يتطور إلا بالعقل و فعالياته لذا فمنهجية النقل قبل العقل هى الإعلان الرسمى لوفاة عقل أمة وتشييعه إلى مثواه الأخير فلا تتوسم من مجتمعاتنا شئ سوى أن تكون كائنات متخلفة !!!

  • ثقافة النقل

    وأن النقل حتى ولو كان متواترا فهو أفضل من العقل وكل هذا لصرف الإنتباه عن إثارة النقد على الخرافات والمغالطات والتناقضات فى التراث المهلهل
    هذه الثقافة التى تعلى من النقل على العقل أى تجعل توارث التراث بكل مافيه من تناقضات ومغالطات مُحصن وأعلى من تناول العقل له لتكون تلك الرؤية الباب الملكى للجمود والتخلف وبلع التناقضات فعليك قبول الموروث كما هو ولتلغى عقلك وتلقى به عند أقرب صندوق قمامة لتسرى هذه الرؤية الفكرية فى كل مناحى وأوجه الحياة فلا تقتصر على تحصين النص الدينى كونها الثقافة الطاغية التى تؤسس وتبنى لتجد شعوبنا تردد شعارات توارثتها كالببغاوات ، بل لتصل إلى تبني أفكار غير دينية

  • ثقافة النقل

    لا تكتفى نظرية النقل قبل العقل على السرد الدينى ، بل تمد ظلالها لتصير نهج حياة لتهيمن العادات والتقاليد والمعرفة القديمة على العصر ، فلا تقل لماذا تمد ظلالها على الحياة فأنت أمام ثقافة إسلامية وحيدة متفردة طاغية تتلحف بالمقدس ، أصلت وجذرت لمنهجية النقل لتعطى حضور وحصانة وسريان وقوة فى تمظهرات وفعاليات المجتمع , و لتجد من يتشدق بتفضيل النقل على العقل فماذا تأمل من شعوب قذفت العقل عند أقرب صندوق قمامة ؟
    من ثقافة النقل قبل العقل حظينا على دعاة إسلاميين جُل همهم أن يُحقروا من العقل وقدرة الإنسان على التفكير والإدراك والوعى ليروجوا لإسطواناتهم الغبية أن الإنسان عاجز عن الوعى والإدراك والفهم

  • عن النقل

    ولكن هذا هو الشرع وهذا هو النقل عن العقل و ليهنأ الجهله والمغفلون .
    ثقافة النقل قبل العقل أسست لمنهجية وأداء الحفظ والصم لتؤخذ الأمور كما هى لتسرى فى مناحى حياتنا العلمية والعملية وأداء أبنائنا فى المدارس لتصل إلى التعاطى مع العلوم الطبيعية والمعارف بحفظها وصمها بنظام الكتاتيب لنحتل بهذا النهج المراكز المتقدمة فى التخلف والجمود فثقافتنا الراعى الرسمى للنقل قبل العقل ليسرى فى منظومة المجتمع وأداءه الفكرى ، الثقافة أداء وطرق ونهج تفكير فعندما يسرى فهم "إبعد عن الشر وغنى له" أى إذا كان العقل سيجلب لنا المشاكل فلا داعى لحضوره طالما الحفظ والصم والنقل سيقوم بالمهمة بدون جلبة .

  • النقل

    ليحمل المسلم صاحب ثقافة النقل قبل العقل هذه الرؤية المزدوجة ليردد الآيات المتناقضة فى تميع فكرى غريب فهو عاجز أن يحسم موقفه الفكرى ,
    و لتلاحظ أن القدماء الذين قالوا بالنسخ أو نفوه قد إستخدموا عقولهم فى ذلك لكن الأمور إنتهت عند هذا الحد فلا عقل لجموع المسلمين ليخوضوا فى ذلك ولنسأل هنا أليس هذا هو الكهنوت بعينه ؟
    مثال آخر فى منهجية النقل قبل العقل أنها سمحت أن ينقل المعاصرون فقه القدماء وعلمهم البائس المُخرف عن مدة الحمل فى الإسلام مثلا هي 4 سنوات فى الشريعة كما ذهب الشافعية ، والحنابلة ، والمالكية , وليتجرع الرجال المهانة والخزى من أحمال جاءت بعد 4 سنوات تنسب إليهم !!!!!

  • النقل

    وقد وردت آيات يذكر فيها النكاح بمعنى الوطء مثل قوله :
    (حتى تنكح زوجا غيره ) وقد فسرها النبي بأن تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها.و آيات يأتي فيها النكاح بمعنى العقد كما في قوله:
    ( يا أيها الذين آمنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) فعلى أى وجه نُحمل هذه الآية هل نحملها على العقد أو الوطء ، لتجد من يميل أنها تعنى الوطء وآخرون بمعنى العقد .
    هذا علاوة على إختلافاتهم فى أمور أكثر حيوية كالآيات الناسخة والمنسوخة لتجد من المفسرين والعلماء القدامى من يعتبر وجود آيات ناسخة وأخرى منسوخة و يحددها بينما لا يرى علماء آخرون هذا ليحمل المسلم صاحب ثقافة النقل قبل العقل هذه الرؤية المزدوجة

  • النقل قبل العقل

    اختلف أهل التأويل في تأويل القرء الذي عناه الله بقوله: يتربَّصن بأنفسهن ثلاثة قروء فقال بعضهم: هو الحيض، وقال آخرون: بل القرء الذي أمر الله تعالى ذكره المطلقات أن يعتددن به هو الطهر .
    مثال آخر: ( الزاني لاينكح الا زانية أو مشركة والزانية لاينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين) فبالرغم من غرابة قول "الزاني لاينكح الا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك" فقد إعتنوا بتفسير :
    ( و حرم ذلك على المؤمنين) أي نكاحهم ، لكن الإشكال هو أن النكاح يأتي بمعنى العقد أى عقد النكاح بين الرجل والمرأة كذلك يأتي بمعنى الوطء أى الجماع ، وقد وردت آيات يذكر فيها النكاح بمعنى الوطء مثل

  • تحقير العقل المسلم

    تكتفى الامور بتحقير العقل الإسلامى ليقبل التناقض وتفسيراتها الشديدة التهافت بل تتفاقم الأمور لما تجد أن علماء المسلمين الأوائل إختلفوا فى تفسير العديد من الآيات القرآنية لتتباين أرائهم وتبقى هذه الخلافات الفقهية كما هى حتى الآن ولك أن تتوقف قبل عرض بعض الامثلة عن أنهم أفتوا بعقولهم ، بينما غير مطلوب من المسلم أن يعمل عقله علاوة على حالة التخبط التى ستنتاب المسلم عندما يجد أراء فقهية متباينة .فأيهما يميل .
    من أمثلة اختلاف العلماء والمفسرين مقولة ثلاثة قروء فى :
    ( يتربَّصن بأنفسهن ثلاثة قروء ) فيقول الطبري: اختلف أهل التأويل في تأويل القرء الذي عناه الله بقوله: يتربَّصن بأنفسهن ثلاثة قروء

  • النقل على العقل

    النقل قبل العقل يعنى بقاء النصوص كما هى حتى لو كانت متناقضة مع أى منطق أو عقل أو حس بدون فرز أو تهذيب ، ليقهر المسلم على قبول الغير المعقول ليصبح عقل القديم هو الحاضر المسيطر المهيمن صاحب الكلمة الأولى والأخيرة ونحظى على مهازل تتمثل فى شيخ أزهرى يصدر فتوى من الأزهر بأن كل من يَستهين بحديث رضاع الكبير ويُسخفه فهو كافر !!!
    ونجد الشيخ بن باز يُكفر كل من يتبع العقل والعلم قائلاً بأن الأرض هى التى تدور حول الشمس !..فما هو وجه الإختلاف بين إضطهاد الكنيسة لجاليليو وحالنا الآن سوى أن هذا تم من عدة قرون فى ظلام أوربا ونحن مازلنا نعيش ظلام فى القرن ال 21 و فخورين بهذا الإنحطاط !!!!!!!!

  • النقل على العقل

    في قديم عهد الإسلام بعد عهد النبوة، عندما قدموا العقل على النقل، وخرجت الفرق من الخوارج، والمعتزلة، وغيرهم بسبب تقديمهم للعقل على النص، ما راعوا حرمة الكتاب والسنة، ولا جعلوا للنص مكانه الصحيح، وزعموا أن العقل الكامل هو قطعي، يقدم على النص إذا حصل تعارض، قال ابن القيم رحمه الله: وكل من له مسكة من عقل يعلم أن فساد العالم وخرابه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي. فلا إله إلا الله كم نفي بهذه الآراء من حق، وأثبت بها من باطل، وأميت بها من هدى، وأحيي بها من باطل، وكم هدم من معقل الإيمان، وعمر بها من دين الشيطان، إن الله تعالى خلق عقل العباد محصوراً، لا يدرك أموراً كثيرة، وجعل له وظائف ).

  • النقل على العقل

    يشاركه الشيخ النجدى نفس الرأى والتشنج والقسوة فيقول :
    ( عباد الله، إن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ومن أعظم البدع التي حصلت في تاريخ الإسلام تقديم العقل على النقل، وادعاء أن العقل يخالف النقل في بعض الأحيان، وأنه إذا حصل خلاف بين دليل وبين العقل يقدم العقل، أولئك الأخسرون أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، أتباع المنهج العقلاني ، الذين قدسوا العقل وقدموه على الكتاب والسنة، بدعة قديمة حديثة، قديمة في أشكالها وأنواعها، وحديثة فيما يظهر منها في هذا الزمان من أنواع وألوان من البدع أيضاً، لقد ضلت الفرق في قديم الإسلام،

  • النقل قبل العقل

    فإن كانت سقطت بجناح الشر فجناح الخير يطيب هذا الشر، وينقى الشر من الشراب، وإذا سقطت بجناح الخير فإن جناح الشر لا يؤثر فيه، فتكون بذلك قد عملت بالحديث، ولم تعمل فيه عقلك؛ لأنك هنا غير مكلف بإعمال العقل، وإنما أنت مكلف بالطاعة والامتثال والإذعان والخضوع والإيمان والتسليم المطلق لله عز وجل، وهذا عنوان إيمانك وعنوان إسلامك.فالعبودية الحقة لله عز وجل هي طاعة الأمر فيما عقل معناه وفيما لم يعقل معناه، صغيراً أو كبيراً، وافق معقولاً أو خالفه؛ لأن الرب سبحانه وتعالى أعلم بما يأمر به وينهى عنه، والعبد الذي حقق العبودية لله عز وجل تمام التحقيق هو الذي أطاع معبوده دون تردد ولا شك

  • النقل قبل العقل

    أى خروج عن الحظيرة أو بزوغ أى قوى للحرية والتغيير .
    يقول الشيخ حسن أبو الأشبال الزهيري فى معرض تأكيده على النقل قبل العقل بكلمات لا تخلو من الصفعات :
    ( إن تكذيب قدر الله عز وجل كفر، ورد الأمر على الله عز وجل كذلك كفر، والعبودية الحقة لله عز وجل هي طاعة الأمر فيما عقل معناه وفيما لم يعقل .
    كثير من الناس الآن يقولون: حديث الذبابة الذي أخرجه البخاري في صحيحه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
    ( إذا وقعت ذبابة في شراب أحدكم فليغمسها وليشرب الشراب، فإن في إحدى جناحيها داء وفي الآخر دواء)
    كثير من الناس رد هذا الخبر، لا لأن إسناده منقطع، ولا لأنه شاذ أو منكر، ولا لأن رواته ليسوا عدولا و ضابطين

  • النقل قبل العقل

    سبب جعل النقل فوق العقل كنهج ومنهج جاء من القرآن كدستور يُعتمد عليه ,ففى سورة الاحزاب نجد الآية التالية :
    ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) وفى سورة النساء :
    ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ) وفى النور :
    (إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا على الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا )
    ليتم توظيف تلك الآيات بواسطة قوى الكهنوت والساسة الإسلاميين لمنع أى خروج عن الحظيرة

  • يوسف الشاوي

    نقل الكاتب: قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه شرح نخبة الفكر (ومن القرائن التي يدرك بها الوضع ما يؤخذ من حال الراوي، ومنها ما يؤخذ من حال المروي، كأن يكون مناقضا لنص القرآن أو السُّنة المتواترة أو الإجماع القطعي أو صريح العقل).

    تأمل كلام الحافظ فهو مخالف لك:
    1. كلامه عن الحديث الموضوع! يعني لم يحكم بالوضع أو الضعف على حديث صحيح بزعم مخالفته العقل!
    2. أنظر كيف قدم الحافظ نصوص القرآن والسنة ثم الإجماع وفي الأخير 'العقل' فاعقل أيها الكاتب!

    وبعد هذا يغضب الأشاعرة لما نحكم عليهم بالبعد عن الكتاب والسنة في أمور الإعتقاد (مع العلم أنه لا يكتفون بل يكفروننا!!) فعلا عقلاء!!

  • انسان

    يجب التفريق بين عالمين لحل هذه الجدلية القديمة:
    1- عالم الشهادة و هو العالم المادي المحسوس فهذا لا تعارض فيه بين العقل و النقل.
    2- و عالم الغيب و هو العالم الغير مرئي (الله, الملائكة, الجن, القيامة, الجنة و النار و القدر...) فهذا لا دخل للعقل فيه لانه فوق طاقته و لا يمكن ادراكه الا بالوحي... و لا نملك معه الا التسليم و التصديق.

  • عادل - وهران

    النقل الصحيح لا يعارض أبدا العقل الصريح فكفاك تلبيسا على الناس
    أنصحك بقراءة درأ تعارض العقل و النقل لشيخ الإسلام

  • النور يخترق الظلام الذي يحجبه

    أصلا نحن نستعمل عقولنا في كل شيئ رغما عنا
    حتى ونحن نائمين العقل لا ينام بل يسهر على تواصل نبضات القلب
    وتمعن في سورة البقرة الآية (255) وكأنها تتكلم عن العقل بحد ذاته
    فقط ضع كلمة عقل في مكان كلمة الله

    اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ

    نستطيع أن نقول بأنه العقل هو نور الله الذي يريدون أن يطفؤوه

  • النور يخترق الظلام الذي يحجبه

    أصلا نحن نستعمل عقولنا في كل شيئ رغما عنا حتى ونحن نائمين العقل لا ينام بل يسهر على تواصل نبضات القلب
    وتمعن في سورة البقرة الآية (255) وكأنها تتكلم عن العقل بحد ذاته
    فقط ضع كلمة عقل في مكان كلمة الله

    اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ....