-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هدية أخرى من السيسي لنتنياهو

حسين لقرع
  • 5778
  • 0
هدية أخرى من السيسي لنتنياهو

بعد أقلّ من أسبوعين فقط على تقديم السيسي هديّة ثمينة للصهاينة، من خلال الشروع في إغراق أنفاق غزة بمياه البحر، وبالتالي إحكام الحصار على 1.6 مليون فلسطيني، ارتأى أن يقدّم لهم هدية ثمينة أخرى، وهي دعوة “دول عربية أخرى” إلى توقيع “اتفاقية” سلام مع الكيان الصهيوني على غرار اتفاقية كامب ديفيد ووادي عربة.

الهديّة المجانية الأولى قدّمها السيسي للصهاينة يوم 11 سبتمبر الجاري، الذي دعا فيه الفلسطينيون العالمَ إلى “جمعة غضب”، نصرة للأقصى، فردّ عليهم حاكمُ الأمر الواقع في مصر بطريقته الخاصة، وهاهو الآن، وفي عزّ تكالب المستوطنين وقوات الاحتلال على الأقصى والتنكيل بالمدافعين عنه إلى درجة إطلاق الرصاص الحي على كل من يلقي زجاجة حارقة أو حجراً، يردّ على استغاثات المدافعين عن الأقصى بدعوة باقي الدول العربية إلى الهرْولة والتطبيع المجاني مع الاحتلال!

في عام 2002، طرحت السعودية ما يُسمّى “مبادرة السلام العربية” التي عرضت فيها على الاحتلال الصهيوني القبول بإقامة دولةٍ فلسطينية على الضفة وغزة فقط وحل قضايا اللاجئين والقدس والمياه.. مقابل اعتراف الدول العربية جميعاً بهذا الكيان وإقامة علاقات “طبيعية” معه، وبرغم التنازلات المُذلّة التي تضمنتها المبادرة ووافق عليها الحكام العرب في قمة بيروت، إلا أن الكيان الصهيوني قابلها بكل احتقار وصلف وعجرفة واستعلاء، ورفضها قطعاً وطالب العربَ بمزيد من التنازلات، وقد “برع” بعدها عباس والسلطة الفلسطينية في تقديم التنازل تلو الآخر في مفاوضات ماراطونية عبثية، لكن النتيجة كانت استغلال الكيان الصهيوني للوقت لقضم المزيد من أراضي الضفة وتمزيق أوصالها ببناء المزيد من المستوطنات عليها، وإقامة نحو 700 حاجز أمني حوّل حياة الفلسطينيين إلى جحيم، وتهويد القدس وتقويض أساسات الأقصى، وصولاً إلى قرار التقسيم الزماني والمكاني لقبلة المسلمين الأولى وتدنيس اليهود لها يومياً.. ولكن عوض أن يكون الردّ هو الإعلان عن انتهاء اتفاقيات أوسلو والعودة إلى المقاومة وتخندقِ عباس والقادة العرب وراءها، تأكّد أن عباساً ينسق مع مصر لإغراق أنفاق غزة لإحكام الحصار عن جزء من شعبه وقتلِ المقاومة، في حين يدعو السيسي بقية الدول العربية إلى الانضمام إلى مسار كامب ديفيد ووادي عربة والتطبيع مع العدوّ دون أن يتحقق شيء للفلسطينيين وفق معاهدة السلام العربية نفسها!

هذا يعني أن بعض العرب قد استمرؤوا فعلاً الذلّ والهوان وأصبح الانبطاحُ والتنازلات المجانية للعدو ديدَنهم اليومي، وأضحى همّهم الوحيد هو أن يرضى عنهم الكيانُ الصهيوني وأمريكا.. وربما رأوا في قولِ صحيفة “غلوبس” العبرية منذ أيام قليلة إن السيسي يرى في إسرائيل “دولة شقيقة” وسامَ شرفٍ وشهادة تقدير يعتزون بها!

لقد سقطت كل الأقنعة.. من كنّا نحسبهم “أشقاء” للفلسطينيين، “يبتكرون” كل يوم “حلولاً” لإحكام الحصار عليهم بشكل أذهل العدوّ نفسه.. وهم يقترحون الآن على بقية العرب التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني الذي أصبح حليفاً و”شقيقا”.. لقد سقطت المسلّمات والبديهيات وتغيّر الوضعُ كلية وبشكل غير مسبوق في تاريخ الأمة وأصبح الشقيق عدوا يُحاصَر بشتى السبل والعدو شقيقاً يُوالى ويُلقى إليه بالمودّة، وأضحى الهوان وموالاة العدو وطعنُ الأشقاء في الظهر إنجازاً وطنيّا وقوميّا.. إننا ببساطة نعيش في آخر الزمن.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • zawali uk

    رغم كل العواطف و الحق و الباطل ... هناك و لاربما احتمال و لو بسيط جدا ان الانسان الذي اختير بدقة و ذكاء و مكر و دعم غربي و شرقي و عربي لادارة مصر و المهام القذرة فيها يملك من المعطيات خلف الستار مايؤيد طرحه ... العلم عند رجالوا و الخيانة و الغدر عندها رجالها ..

  • abdelaziz

    لللاسف يااخي تلوم الاخرين وتظهر بان كلامك حق /معذرة الكاتب قال كلام صواب ولكن انت يظهر عليك انك صاحب نفس ضعيفة لا تقدر حتى التعبير عن راي في نفسك فمن اين لك ان تحكم على الشعب الجزائري بهده الصفات؟؟؟؟ المذمومة والتي اراها مغروسة في نفسك /فكل اناء بما فيه ينضح

  • بدون اسم

    الجزائري حرر وطنه و هاهو أدونيس يتجرأ ليقول لا شعب استحق استقلاله و افتكه ماعدا الجزائريون حررنا كل الإنسانية من العبودية اغتصاب الأرض و العرض ، لكننا فشلنا و رغم تحريرنا لأرض جيراننا في تحرير عرضهم المنتهك إلى يومنا هذا .نأسف للأشقاء المقهورين المغاربةالمراركة

  • حميد

    بارك الله فيك أستاذ....ملاحظة فقط ياأاستاذ وأنك قلت كنا نحسبهم أشقاء للفلسطينية....لا يا أستاذ كانوا أشقاء الى غاية وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وبوفاته واستخلافه بالخائن السادات تم قطع الحبل الصري بين العرب ومصر واصبحت مصر خائنة للقضية العربية الفلسطينية بامتياز زد معها السعودية وبقية دول الخليج ودفعت بقية الدول العربية الثمن غاليا وهي الجزائر.االعراق.اليمن.ليبيا.سوريا. وهي دول جبهة الصمود والتصدي التي تاسست عقب انحطاط الوجه العربي باعتراف مصر باسرائيل في اتفاقية كامب دافيد

  • بوسعيــــــد

    المشكلة ليست في سيسي ،المشكلة في الشعب المصري الذي تعداده أكثر من 80مليون نسمة .أين هو هذا الشعب الذي ترك جيشه -وعلى رئسه الخائن السيسي-يفعل ما يشاء بأشقائهم الفلسطنيين؟

  • SAID

    Sissi n'est qu'un serviteur du sionisme, nous allons découvrir au cours des prochains jours qui viennent d'autres beaux cadeaux.

  • الديدوحي

    لا داعي للعجب فكل اجهزة الاستخبارات العربية بدون استثناء تابعة اما للموساد او سي اي اي ........لكن على شعوبهم ............واقول لكم ان اقواها خبتا انتاع الامارات لان في الامارات بنوك للتخابر خلايا من كل حدب وصوب انشر

  • بدون اسم

    ماذا قدمت انت يا شارلوك هولمز للقضية الفلسطينية سوى المهاتنرات والشعارات العنترية الجوفاء .فبلدنا الجزائر دولة فقيرة ومتخلفة لاتستطيع ان تحارب اسرائيل حتى تسترد الارض واسرائيل عندها استعداد ان تحارب الجزائر وتزيلها من الخريطة ان ارادت لان فارق القوة كبير فالشعب الجزائرى بطبيعته جبان ومتعصب يتكلم ولا يفعل والا اين هو مما يحدث لفلسطين كلام فى كلام فالافضل ان تخرس الالسن ولاتتكلم طالما انها ضعيفة ولاتقوى على مجابهة اليهود والصهاينة

  • ابراهيم

    عندما تتكشف و تتعرى الحقائق في صحائفها السوداء المفروض يحفظ الانسان ماء وجهه و ينسحب حتى الملحدين الكفرة يملكون مبادئ أخلاقية و هي ليست ابتكارهم بل هي الفطرة هل هي السياسة ؟ أم هو الانتقام الوضيع ؟
    الفلسطيون لا يحتاجون مصر أو الجزائر لهم الله لكن غدر في ظهرِ أخ مُنهكٍ مهما
    كانت لديك ضغائن يجردك من إنسانيتك و ينعي ضميرك دع عنك أي قومية أو أمة
    أنت طفرة إنسانية و دياثة سياسية