-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذه مواصفات الرئيس القادم…!

محمد سليم قلالة
  • 2693
  • 10
هذه مواصفات الرئيس القادم…!

من وجهة نظري ينبغي للنقاش الدائر اليوم أن يتجاوز مسألة هل نشارك في الحوار أم لا نشارك، هل نجلس مع السلطة أم لا نجلس، هل الموضوع الرئيس هو إجراء الانتخابات الرئاسية أم غيرها من المواضيع… إلى مسألة جوهرية ذات أهمية استباقية لا شك فيها وهي: ما هي مواصفات الرئيس المقبل؟

أقول هذا الكلام لأني أرى أنه مهما كانت التطورات، ومهما كانت الاحتمالات، ستعرف البلاد في غضون العشرة الأشهر القادمة رئيسا جديدا، و تبعا لذلك سيذهب رئيس الدولة الحالي، وستذهب الحكومة الحالية وستتغير الكثير من أحرف الهجاء وليست الباءات فحسب! أي أننا في كل الحالات سنجد أنفسنا أمام سؤال:مَن سيكون رئيسا للبلاد؟ وليس أمام سؤال:هل سيكون لها رئيسا أم لا!.. حتى وإن مازال البعض يُمَنِّي نفسه بالوصول إلى الدفع باتجاه طرح السؤال الأخير طمعا في الانحراف بمسار الدولة نحو طريق مجهول…

لذا فإن محاولة الإجابة عن السؤال الأول تبقى أكثر أهمية وأكثر واقعية بالنسبة لكافة الجزائريين بما في ذلك أشدهم معارضة للنظام.

إن الوصول إلى توافق بشأن رئيس يكون ذا مَلمَحٍ اقتصادي أو سياسي أو حقوقي أو ثقافى… يكون بداية جيِّدة لنقاش بنَّاء. أو الوصول إلى ترتيب مواصفات الرئيس المقبل بما يخدم المصالح الوطنية العليا يكون هو الآخر بداية موفَّقة، تُبعَدنا عن تلك النقاشات التقليدية التي عادة ما تلجأ إليها الأيديولوجية أو العصبيات أو الجهويات، لتغليف أهدافها الضيقة والمُبَطَنَّة في كثير من الأحيان.

ولا أخفي رأيي في هذا المجال، عندما أقول، إلى جانب وجهات نظر أخرى، أن رئيسنا القادم ينبغي ألا يكون تقنوقراطيا بل سياسيا بامتياز، لأننا في واقع الأمر لا نعيش مشكلة اقتصادية أو تقنية إنما مشكلة نظام سياسي ذات مظاهر اقتصادية وثقافية واجتماعية وتقنية… وعلينا تحويل هذا النظام السياسي تدريجيا نحو الديناميكية المطلوبة في أنظمة القرن الحادي والعشرين.

وهذا يستلزم أن تتوفر في الرئيس المقبل 5 شروط رئيسة على الأقل: أن يرمز لوحدة الشخصية والهوية الوطنية، أن يؤكد استمرار الخط السياسي الوطني النوفمبري، أن يكون رمزا للعدالة واحترام حقوق الإنسان، أن يكون مؤمنا بدور العلماء والخبراء في تسيير شؤون الدولة الاقتصادية وغيرها، أن يكون على مسافة واحدة من القوى الدولية الكبرى.

في تقديري، إن تركيز التقاش بشأن هذه المواصفات أو غيرها، والتشاور بشأن ترتيبها من حيث الأهمية، هو الذي من شأنه أن يُمكِّننا من التعرف على ملمح الرئيس المقبل الذي يخدم المصالح الوطنية العليا…وعند الاتفاق يكون من السهل البحث عنه، أو تقديم أكثر من شخص تجتمع فيه أكثر المواصفات أمام الشعب ليختار الأفضل…

هكذا تبدو لي سياسة الدول الفاعلة اليوم: تُحدِّد الأهداف والدور والمواصفات التي تتطلبها المرحلة، وبعد ذلك تبحث عن الأشخاص ليفاضل بينهم الشعب عبر صندوق الانتخابات… أما سياسة الدول التابعة، الضعيفة، فتربط نفسها بالأشخاص وتسعى عبثا لتمكينهم من دور، وذلك ما حدث لنا، وينبغي ألا يتكرر هذه المرة. أما الدول التي لا سياسة لها، فتستمر في العراك حول البديهيات: هل نتحاور أم لا نتحاور؟هل ننتخب رئيسا أو لا ننتخب… والكل يعلم نتيجة هذا العراك…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • HOCINE HECHAICHI

    عفوا يا أستاذ هذه شعارات جوفاء فجميع رؤساء الجزائرمنذ الاستقلال تتوفرفيهم الشروط التي ذكرتها ولن يتغير شيئ بانتخاب رئيس جديد إذا لم يتمحور برناجه على "اقتصاد الحرب" : العمل والتفاني، التقشف الصارم، الإستكفاء التام (autarcie) تنظيم النسل وتنظيف المحيطوغيرها وذلك لمدة 10- 15 سنة على الأقل.

  • عبد الحكيم بسكرة

    بكل بساطة اهم الشروط التي يجب ان تتوفر في الرئيس القادم للجزائر ان يكون -1 -جزائريا على الأقل منذ اب الجد معروفا بوطنية خالصة و لا توجد اي شبهة تربط احد اجداده بالمستعمر -2- العمر من 30 سنة الى 80 سنة و نستثني شرط السن الاقصى لمن يتوفر فيه الاجماع الشعبي له و الذي يقبل به الشعب و ذلك لقلة امثاله من من هم على قيد الحياة و يتمتعون بصحة كافية لتقلد المهمة -3- ان يكون ذو مستوى جامعي -4- ان تكون له مساهمات فكرية و مبادرات كحلول لخروج الجزائر من الازمة و تكون مقبولة من غالبية الشعب 5- ان يكون مسلما يؤمن بمقومات الهوية الوطنية الاسلام - اللغة العربية هي اللغة الرسمية و الامازيغية و العلم الوطني

  • ثانينه

    تصورك تقليدي ولايستجيب لاسباب الحراك الدي نادي من اجل الديموقراطيه فصل السلطات احترام حقوق الانسان دوله المناصب بالكفاءات دوله القانون فوق الجميع دوله متفتحه علي العالو المتحضر

  • منور

    طرح مثل هدا السؤال له من الأهمية أكثر من الدوران حول اجراء الأنتخابات أصلا؟رأئ البسيط والمتواضع الرئيس المختار يجب ان ينتمي للوطن قلبا وروحا لا ببطاقة التعريف أو بشهادة الميلاد ،أن لا ينتم للحالة المدنية التي أنشاتها فرنسا مند 1882 بمعنى ينتمي للحالة المدنية لبعد62 ولا تربطه صلة بالأسر والعائلات والقبائل التي كونتها فافا ولا ينتمي لا للغرب ولا للشرق ،العلم والثقافة والسياسة هي المحور الثاني في النقاش لأنه ستكون له أرمادة من المتعاونين في هدا المجال

  • محمد

    هذا صحيح إلى حد كبير. و هذا يعني أن التفكير و النقاش و الحوار ينبغي أن ينصب على مشاريع و برامج هي التي تحدد مسبقا ملامح الرئيس التي يتنافس في إطارها المرشحون بكفاءاتهم و برامجهم.

  • ramzi

    الرئيس القادم ان شاء الله يجب أن تتوفر فيه الشروط الآتية : متواضع كعيسى عليه السلام , حكيم كسيدنا لقمان, حنون كأبو بكر الصديق, عادل كعمر ابن الخطاب , قوي كعلي ابن ابي طالب, خبير في التجارة كعثما ابن عفان, قائد عسكري كخالد ابن الوليد, ثاقب النظر كعمر ابن العاص, و فوق هذا على خلق عظيم كرسولنا محمد صلى الله عليه و سلم. ان وجدتموه فهو الرئيس القادم

  • hayar

    نريد انسانا عادلا عالما صارما منصفا رحيما بالضعفاء شديدا على الظالمين يفهم شعبه تاريخه و طموحه يدرك بؤر المشاكل و الخيانة من حوله يعالج الامور بحنكة صرامة و فن له فريق عمل قوي يشاور من يعرف بسداد الراي مدرك للعلم مطلع على تجارب الامم الناجحة يستنبطها يعمل على تنظيف العقول القلوب من الجهل و العقلية الفاسدة يساعده في ذلك برلمان و حكومة قوية يستمد شرعيته من شعبه لا يستعمل الماكيافلية في حكمه بل العدل القدوة الحسنة البذرة الطيبة المشورة و الاثر الطيب.

  • جلال

    لست ادري لماذا التركيز عى الرئيس وانتخاب الرئيس إن الدول الفاعلة تبنى على المؤسسات المنتخب رجالها وعلى فصل السلطات وعلى حرية التعبير والمعارضة حتى لا يتغول من في الحكم.اعتقد إن فترةالرؤساء فلتات زمانهم والعبقريات التي لم يجود الزمان بها والذين خطبهم مناهج ومناهجهم سبل للتحكم في رقاب العباد قد انتهت وهذا ما لا يرضاه انسان حر مفكر,إن الرقي والازدهار هما عمل كل أفراد الأمة وهما عمل جماعي منظم ومنسق ومقنن يسير وفق شروط موضوعية وأخري مادية وهو عمل أفقي وعمودي وفي العمق وليس من شيم شخص أو حتى عدة أشخاص أن يرقوا الأمة إذا لم يكن هناك هاجس التقدم والدوافع الذاتية والعوامل والمحفزات النفسية والمعنوية

  • أ.د/ غضبان مبروك

    مواصفات الرئيس القادم يحددها الحزب الذي ينتمي اليه المرشح، وتشرحها وسائل الاعلام لأن هذا هو دورها ثم يزكي الشعب ذلك. فلا واحد منا يحدد تلك المواصفات يأستاذنا المحترم. هذه هي أبجدية السياسة وهذا ماتعلمناه في الغرب قبل الشرق.

  • ابن البلاد

    للأسف الشديد لا يوجد في جزائر 2019 وبعد 57 سنة من الاستقلال رجل واحد مؤهل ليكون رئيسا للجزائر ولا يوجد شخص واحد يثق فيه الشعب!! وان تركت الحرية للشعب في الانتخابات المرتقبة أو المرجوة فتكون بهدلة لا مثيل لها... الأحسن تغيير نظام الحكم وجعل السلطة في يد مؤسسة الجيش أما رئاسة الجزائر فيعين لها رئيس مدير عام PDG لتسييرها فقط... وهذه ليست نكنة الرجال لا يوجد فيها رجال ومن لا يصدق فلينظر الى الحالة التي وصلت اليها النساء...فهل يترط الرجل صاحب الرجولة نساءه يصلون الى هذا المستوى من الانحطاط الخلقي ؟؟؟