-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وحدة الوطن والأمة الجزائرية

وحدة الوطن والأمة الجزائرية
ح.م

تشرفت “مؤسسة الإمام عبد الحميد ابن باديس” – رضي الله عنه وأرضاه – بعقد ملتقاها السنوي عن فكر الإمام وأعماله، وذلك يوم الإثنين 16-4-2018. وقد كانت موفقة في اختيار موضوع ملتقى هذه السنة وهو “وحدة الوطن والأمة الجزائرية في فكر الإمام ابن باديس”.
وقد دُعي لتناول جوانب هذا الموضوع المختلفة ثلة من الأساتذة المهتمين بمثل هذه القضايا عموما، وبفكر الإمام ابن باديس خصوصا، وهم الدكاترة ناصر الدين سعيدوني، ومسعود فلوسي، ومولود عويمر، محمد أرزقي فراد، وقاسم الشيخ بلحاج، والأساتذة محمد الصالح الصديق، ومحمد الهادي الحسني.
ويجب أن نلاحظ أن مثل هذا الموضوع الهام يذهب ضحية ما يسمى الاعتبارات “البروتوكولية”، فقد تأخر الوفد الرسمي مرتين، مرة عند زيارته لضريح الإمام عبد الحميد ابن باديس، ومرة في حضوره إلى القاعة التي عُقد فيها الملتقى، ولا مبرر لهذا التأخر. فإذا كان بعض المدعوين خرجوا من الجزائر العاصمة على الساعة الثالثة والنصف صباحا، ووصلوا إلى قسنطينة على الساعة الثامنة، وإلى المقبرة على الساعة الثامنة والنصف، فما هو سبب تأخر الوفد الرسمي وقد جاء في طائرة، وفُتحت أمامه الطريق، وتقدمته كوكبة من دراجات الشرطة؟ وإن كان سبب تأخر الوفد الرسمي انشغاله بنشاط آخر، فهذا معناه اعتبار هذا الموضوع “ترفا فكريا”، خاصة أن “مسئولينا” صدَّعوا رؤوسنا بالحديث عن “المرجعية” و”فقه مالك، وعقد الأشعري، والجنيد السالك”، وأكثر من يجسد هذه “المرجعية” عندنا هو هذا الإمام الذي طبع القرن العشرين في الجزائر، كما طبع القرن التاسع عشر المجاهد الأمير عبد القادر…
وملاحظة أخرى، يجب التنبيه إليها وهي أن كثيرا من الناس لا يحضرون هذه الملتقيات للاستفادة، ولكنهم يحضرونها لعيون المسئولين المحليين والوطنيين لعلها ترصدهم فتتذكرهم…. فإذا انصرف المسئولون تبعهم هؤلاء كأنهم أتباعٌ لهم. ولنتصور الحرج الذي يوضع فيه المحاضر الذي سهر وكتب بحثا ليلقيه في عشرين دقيقة عندما يقال له اختصر الوقت إلى خمس دقائق.. وكل ذلك بسبب تأخر “الوفد الرسمي”.
إن النصوص “الباديسية” التي تتحدث عن وحدة الوطن والأمة الجزائرية – شعبا وترابا- كثيرة جدا، ولم تكن مناسباتية، وأجمل منها أن الإمام المرتضى لم يكن مجرد “قوّال”، بل كان “فعّالا”، لترسيخ هذه الوحدة الوطنية بعد إحيائها وبعثها من جديد، ويكفي في ذلك شهادة أعدائنا من الفرنسيين، حيث ذكر المؤرخ الفرنسي شارل آندري جوليان في كتابه “إفريقيا الشمالية تسير: *أن “العلماء” هم الذين أيقظوا الرأي العام من سباته”، وذكر جان لاكوتير في كتابه “الرجال الخمسة” أن مجددي فكرة الوطن الجزائري هم بالأحرى هؤلاء الذين أسسوا جمعية العلماء، أي الشيخ عبد الحميد ابن باديس وأشد أتباعه حماسة كالشيخ الإبراهيمي”.
لقد اجتهدت فرنسا – وماتزال، ومعها تُبّعها– لتُظهر أن جهاد الشعب الجزائري كان خاليا من الفكر، وإنما هو “تمرّد” و”خروج عن القانون” و”عصيان”.. وأسفَهُ من هذا القول لم تسمع أذني، وذلك لأن “الجهاد المسلح” لم يؤمر به رسول الله – صلى الله عليه وسلم– إلا في السنة الثانية من الهجرة الشريفة، بينما أُمر – صلى الله عليه وسلم– بالجهاد الفكري في المرحلة المكية من الدعوة الإسلامية، وذلك في قوله – تعالى – لرسوله – عليه الصلاة والسلام– “وجاهدهم به” أي بالقرآن الكريم. كما أن إذا كان “الجهاد المسلح” محدود زمانا ومكانا لم يطل ويتسّع، فإن “الجهاد الفكري” ممتد عبر الأعصار والأمصار. والدليل على ما نقول هو أن بعض “المجاهدين” عندنا انتهى “جهادهم” في 1962، بل لقد تحول “جهادهم” إلى “ردة”، حيث صار اللدود ودودا، وصار الودود لدودا.
إن مما كاد يجمع عليه المتدخلون هو أن فكر الإمام ابن باديس، “حيّ”، “صالح”: بل هو “الأصلح” للجزائر، وهو يستمد “حياته” و”صلاحه” من الإسلام والقرآن. فيا ليت بعض المسئولين يفهمون أنهم يلهثون وراء “السراب”.
وياليت “قومي” يقرأون ويفهمون ما قاله الشيخ مبارك الميلي، وهو: “ومن حاول إصلاح أمة إسلامية بغير دينها، فقد عرَّض وحدتها للانحلال، وجسمها للتلاشي، وصار هادما لعرشها بنيّة تشييده. (جريدة المنتقد. ع10. في 3 سبتمبر 1925 ص1). إنني أخشى أن نكون جميعا كما كتب إليّ ذات يوم أستاذي المرحوم أبو القاسم سعد الله قائلا: “والأمة التي تأكل أبناءها غير جديرة بأن تكتب عن ابن باديس حتى تتوب توبة نصوحا، وسيأتي اليوم الذي يخرج فيه ابن باديس من القبر كالمهدي المنتظر ليقول كلمته في الانحراف الذي تعرفه الأمة، وقد يرفع فأسه ويهوي به على الجذوع التي سوّست وماسست، وتحللت وماحامت عن الحمى”. (مجلة الوعي. ع1. جويلية 2010. ص 6).
وفي الأخير اقترح على الإخوة في “مؤسسة الإمام ابن باديس” أن يفكروا في إمكانية تنقل هذا الملتقى، ليعقد في كل سنة في ولاية من الولايات، نشرا لفكر الإمام ابن باديس، وليلتقي حملة هذا الفكر والمقتنعون به.. وقد يثمر ذلك “تحقيق مشروع ابن باديس المعلق.
رحم الله الإمام عبد الحميد ابن باديس، الذي وصفه الأخ الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي بأنه “موقظ الضمائر”. وندعو الله – العلي القدير– أن يوقظ ضمائر بعض مازالت ضمائرهم في سبات، ويؤتيهم رشدهم، لأنهم كبروا في العمر، ولكنهم ما يزالون “صغارا” في العقل.
“ذكر المؤرخ الفرنسي شارل أندري جوليان في كتابه “إفريقيا الشمالية تسير: “أن العلماء هم الذين أيقظوا الرأي العام من سباته”، وذكر جان لاكوتير في كتابه “الرجال الخمسة” أن مجددي فكرة الوطن الجزائري هم بالأحرى هؤلاء الذين أسسوا جمعية العلماء، أي الشيخ عبد الحميد ابن باديس وأشد أتباعه حماسة كالشيخ الإبراهيمي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
23
  • كمال

    "صدَّعوا رؤوسنا بالحديث عن “المرجعية” وفقه مالك، وعقد الأشعري، والجنيد السالك” ! كلام يغمز به الكاتب إلى الوهابية الضالة ومنهم فركوس والفراكسة وكأنه ربما يريد القول لهم أطمئنوا "راني" معكم. مرجعيتنا الدينية المعروفة والمتبعة أب عن جد منذ قرون عندنا يريد استبدالها هذا الرجل ببعض خطب ابن باديس. والمعروف أن مرجعية هذا الأخير هم من أمثال ابن عبد الوهاب ورشيد رضا ومحمد عبده والأفغاني ...وغيرهم ممن كانوا يتعاملون مع أسيادهم

  • MOULOUD

    وكانت مدارس الجمعية أوكارا للفكر الوطني المعادي للاستعمار وتتلمذ على ابن باديس والشيخ البشير الابراهيمي والطيب العقبي و العربي التبسي ومبارك الميلي ومحمد خير الدين والفضيل الورتلاني وغيرهم عدد كبير من الشباب الذي أعد ثورة الجزائر وقادها حتى اندحار المحتل وخروجه مهزوما ذليلا في يوليو 1962. وكونت تلك المدارس نخبة مغايرة تماما فكرا ومنهجا لتلك التي عملت فرنسا على تكوينها بالفرنسية لتكريس وجودها في البلاد....ومع أن الجمعية أعلنت في بيان تأسيسها أنها دينية فحسب ولا تشتغل بالسياسة إلا أن الأحداث المتسارعة وغليان الساحة والمخاطر المحدقة بالمجتمع دفعتها إلى العمل السياسي العلني حينا والسري أحيانا أخرى

  • MOULOUD

    للمعلق 18 : في مطلع يوليو من العام 1930 احتفلت فرنسا بمرور مئة عام على احتلال الجزائر، وأقامت التظاهرات في باريس ومرسيليا وليون وغيرها ولكن أيضا في الجزائر و وهران وقسنطينة وسطيف وبجاية وتلمسان ومختلف مدن وبلدات الجزائر. ولما كان الفرنسيون يحتفلون كانت مجموعة من الرجال الأشداء يقودهم الإمام عبد الحميد بن باديس يحضرون لعرس الاستقلال برسم خطة الخلاص من الأخطبوط الاستعماري المدمر. ولم يمض عام على تلك الاحتفالات حتى أعلن عن قيام «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» على إثر مؤتمر عقد في 1931 بنادي الترقي في حي القصبة العتيق بالعاصمة الجزائر.

  • MOULOUD

    للمعلق 18 : في سنة 1930 أقامت فرنسا إحتفالات كبيرة، بمناسبة مرور 100 عام على احتلال الجزائر، وقالت للعالم أجمع ان هذا الحفل هو (جنازة الإسلام) في الجزائر، وأن القرآن قد زال من نفوس الجزائريين وصاروا قابلين للإندماج في المجتمع الفرنسي...وكانت فرنسا قد اختارت في هذا الحفل عشر فتيات مسلمات جزائريات لقنتهن الثقافة الفرنسية. .. حين شاهدوا الفتيات الجزائريات يخرجن بلباسهن الإسلامي الجزائري.. فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا كانت تصنع فرنسا فى الجزائر طيلة قرن من الزمان؟!، وعندما سئل "لاكوست"عن ذلك، قال قولته الشهيرة: "وماذا أفعل إذا كان القرآن أقوى من فرنسا"!!

  • عصامي التفكير

    تصالح الشعب الجزائري مع تاريخه يستوجب فضح المتحكمين في مصير الشعب و ذلك عن طريق ضخ الأرشيف إلى العامة من الشعب حتى السيئ منه .جلبه خاصة من تركيا و ليس بالتركيز على فرنسا.مثلا جميع المعاهدات بين أمراء و قادة و ممثلي الشعب عبر التاريخ مع أعداء الأمة. و هلم جر...

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    للمعلق 17 : لا تتهم ولا تتهجم ولا ولا ولا فما نقل وما قيل عن الرجل أي بن باديس نقل من جرائد ومجلات تابعة للجمعية وتتحدث باسم الجمعية مثل " ... وإذا جاءت ساعة الموت في سبيل الدفاع عن الوطن الفرنسي وعن الوطن الجزائري، وجدونا في صفوفهم الأولى لنموت إلى جانبهم…حتى يقف المسلم الجزائري مع أخيه من بقية أبناء فرنسا على قدم المساواة... أما في حالة الأزمات العالمية، و حين اشتداد الخطب و إذا تكلم الرصاص وارتقت السيوف فوق منابر الرقاب فالمسلم الجزائري يهب كالليث من عرينه، للدفاع عن الأرض الفرنسية كما يدافع عن أرضهالجزائرية وعن حريمه وأطفاله..." فلماذا إذن تفقد صوابك وتريد أن تزلزل الأرض تحت أقدامنا

  • MOULOUD

    السلام عليكم الشيخ الهادي الحسني.
    مهما تفلسف المتفلسفون على عبد الحميد بن باديس وجمعيتة المباركة -جمعية العلماء المسلمين- فالمعادلة بسيطة وواضحة كما وكأننا بالامس , فبالامس كان المستعمر بشحمه ولحمه وكان بن باديس وجمعيتة بالمقابل واليوم نفس المعادلة البسيطة , أولاد فرنسا وأحفادهم بشحمهم ولحمهم وفي المقابل أحفاد بن باديس , مستعدون لإعادة الملحمة ونقول : شعب الجزائري مسلم ......الى ان نقول ...وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ

  • merghenis

    ذكر الكاتب أسماء الأساتذة الذين نشطوا الملتقى منهم الدكتور ناصر الدين سعيدوني و الدكتور مسعود فلوسي.
    • عن الدكتور سعيدوني : أنظر مقال الحسني بتاريخ 30/01/2014 و "تكريم الدكتور سعيدوني" بتاريخ 20/11/2017
    و مقال للدكتور فراد :"المؤرخ ناصر الدين سعيدوني.. جهود علمية فريدة" بتاريخ 20/11/2017
    •عن الدكتور مسعود فلوسي: يأتي اسمه لأول مرة في مقالات الحسني.و إختصاصه في العلوم الإسلامية.

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    من جريدة السنة لجمعية العلماء المسلمين... وإذا جاءت ساعة الموت في سبيل الدفاع عن الوطن الفرنسي وعن الوطن الجزائري، وجدونا في صفوفهم الأولى لنموت إلى جانبهم موت الأصدقاء المخلصين على هذا الأساس توضع الأمور في مواضعها ... نبشركم أنه سيكون للجزائر الفرنسية جمعيات و صحف و سيكون لها وسيكون.. حتى يقف المسلم الجزائري مع أخيه من بقية أبناء فرنسا على قدم المساواة الحقة التي يكون من أول ثمراته ... أما في حالة الأزمات العالمية، و حين اشتداد الخطب و إذا تكلم الرصاص وارتقت السيوف فوق منابر الرقاب فالمسلم الجزائري يهب كالليث من عرينه، للدفاع عن الأرض الفرنسية كما يدافع عن أرضهالجزائرية وعن حريمه وأطفاله

  • جزائر العجائب

    يا سي محمد الهادي الحسني حاول أن تفيدنا بالجديد إن وجد فمقالاتك عن إبن باديس التي تحاول من خلالها وصفه بأنه رجل خارق للعادة أكل عليها الدهر وشرب وهنا أشكر المعلق 7 -8 - 9 - 10 الذي نقل ما تفضل به من ( آثار إبن باديس ) هذا الرجل اللغز كما تقول ونحمد الله على سقوط الأقنعة فلا تحاول إذن أن تقنعنا بالسيناريوهات والمفبركات بعد أن تبين الخيط الأبيض من الأسود

  • الحقيقة

    للمعلق 5 : تقول الانتماء لا يكون للدين على حساب الوطن ... للأسف فالجزائري يضع الدين أولوية على حساب الوطن ففي دراسة قام بها مكتب سبر آراء الماني متخصص 2017 وصل الى نتيجة أن 80 بالمئة من الجزائريين يفضلون الدين عن الوطن و يرون أولوية بناء المسجد قبل المدرسة والمستشفى
    تقول ان كان انتمائك للدين اسبق على الوطن، فهذا يعني ان الاسلامي الاجنبي اقرب اليك من الجزائري العلماني مثلا، كي لا أقول المسيحي...نعم فالجزائري يرى في المسلم الأجنبي قريب له أكثر من غير المسلم الجزائري وبإختصار فالإسلام لدى الجزائري هو كل شيء : غذاء ولباس وهواء وشرف وعمل وعلم ونوم وسلاح وحظ ... مما جعله ينتظر المهدي المنتظر

  • تعليق

    لاحظت إن المنتسبين للصوفية من أحسن الناس أخلاقا وتسامحا وتواضعا، ولا يكفرون أحدا بخلاف الإخوان والسلفيين الذين يدعون امتلاك الحقيقة المطلقة ويكفرون من يخالفهم.

  • واحد

    هناك أمران متناقضان و هما : الانتماء للوطن و الانتماء للامة، من ينتمي للوطن لا يمكن ان ينتمي للامة و العكس، و من يخاطب الجزائري بصفته جزائريا ليدافع عن الامة الاسلامية متناقض، و كلامه هدا يناقض مجزائريته التي تقتضي تفضيله ارض بلده على اي ارض اخرى،ان من يقول ان القدس او مكة اقدس من بجاية او تمنراست لا يمكن ان يكون جزائريا ، هو مواطن اسلامي ينتمي لأمة شبح او ربما لبلد مشرقي ما

  • كتاب (اثار بن باديس )

    و مهما تبدلت اعتقاداتنا في اناس بتبدل معاملاتهم لنا فلن تتبدل ثقتنا بفرنسا و قانونها و على خطتنا المستقيمة ، و هي نشر العلم و الفصيلة و مقاومة الجهل و الرذيلة . و على غايتنا النبيلة و هي تثقيف الشعب الجزائري المرتبط بفرنسا و رفع مستواها العقلي و الخلقي و العملي الى ما يليق بسمعة فرنسا ، و على ثقتنا بعدالة فرنسا ، و حرية الامة الفرنسية ، و ديموقراطيتها .
    أسست جمعية المسلمين الجزائريين و أسست جريدة ( السنة ) المعطلة ، و أسسنا اليوم بدلها جديدة ( الشريعة المطهرة ) و ستقوم انشاء الله مقامها تحل من القلوب و الله المستعان و هو حسبنا و نعم الوكيل .
    عبد الحميد بن باديس : كتاب (( اثار ابن باديس))

  • كتاب (اثار بن باديس )

    انكم لا تريدون من الجزائر الا ان تبقى جامدة و ان لا تتمتع بشيئ من الحق الا ما لا غناء فيه و لا بقي معه ، و لعمر الحق ان من يريد من الجزائر اليوم لمخالف للشريعة و الطبيعة ، اذ من الطبيعي ان تتحرك الجزائر ضمن الجمهورية الفرنسية في زمان تحرك ما فيه حتى الحجر ، و من الشرعي ان تنال منها من الحقوق كفاء ما قامت به من الواجبات
    أاستكثرتم على الجزائر ان تكون لها جمعية لها منزلتها العظيمة في قلبها ، و جريدة لها قيمتها الكبيرة في نظرها ؟ فنبشركم انه سيكون للجزائر الفرنسية جمعيات و صحف و سيكون لها و سيكون ، حتى يقف المسلم الجزائري مع اخيه من بقية ابناء فرنسا على قدم المساواة الحقة

  • كتاب (اثار بن باديس )

    أنظروا الى ما حواليكم من الامم و تأملو فيما تنادي به الشعوب و ما تعلنه من مطالب ، فانكم ان انتظرتم و تأملتم و حمدتم لهذه الحزائر الفتية نهضتها الهادئة تمسكها المتين بفرنسا، و ارتباطها القوي بمبادئها وعدها نفسها جزء منها ، و قص لطلبها منها على ان تعطي جميع حقوقها كما قامت بجميع واجباتها و ان لا يتقدمها في ايام السلم من قد لا يساويها في ايام الحرب .
    لا ، لا اخالكم تنظرون و لا تتأملون فان الاثرة المستولية على النفوس حجاب يحول دون رؤيا الحقائق كما هي ، و يحول دون رؤية مصلحة فرنسا حقيقة نفسها ، و اني لأفهم من مناهضتهم العجيبة للجمعية و هي جمعية دينية بعيدة عن كل سياسة

  • كتاب (اثار بن باديس )

    و تضيق صدوركم انتم عن تكوين جمعية واحدة للعلماء المسلمين الجزائريين تحت مبادئ الجمهورية العادلة المشعة بعلومها على الامم و تناهضوها و هي ما تزال في المهد ؟
    أفظننتم ان الامة الجزائرية ذات التاريخ العظيم تقضي قرنا كاملا في حجر فرنسا المتمدنة ثم لا تنهض بجنب فرنسا تحت كنفها يدها في يدها فتاة لها من الجمال و الحيوية ما لكل فتاة انجبتها او ربتها مثل تلك الام ؟؟؟؟
    أخطئتم يا هؤلاء التقدير و اسئتم الظن بالمربي و المربى ، و بعدتم عن العلم بسنن الكون في نهضات الأمم بعضها ببعض عند الاختلات او التجاور أو الترابط بشئ من روابط الاجتماع

  • وطن

    الجزائريون ليسوا اقل عشقا لبلدهم من غيرهم و لكن بعضهم اصابته ريح الاستيلاب حتى فقد وعيه بنفسه، و البعض الاخر خصته الطبيعة بكل مقومات الدونية و النقص و جعلت دوره في الحياة خدمة اسياد خارج الوطن، هناك بعض الجزائريين للاسف لا يرفعون رؤوسهم الا بالسخرة و العمالة و لا يرتاح الا اذا حصل على سيد يهوي بصفعات الذل على قفاه.

  • الوطن

    الانتماء لا يكون للدين على حساب الوطن ، لأنه وجودا للأمة الاسلامية و دار الاسلام على الخريطة، هناك دول اسلامية فقط، يعني ان هناك مصريين مسلمين و اندونيسيين مسلمين و اتراكا مسلمين و هكدا دواليك
    الانتماء الوطني هنا يسبق الديني، فلنفترض ان دولة اسلامية غزت بلدنا ،فهل ستكون اسلاميا اولا او جزائريا ؟
    ان كان انتمائك للدين اسبق على الوطن، فهذا يعني ان الاسلامي الاجنبي اقرب اليك من الجزائري العلماني مثلا، كي لا أقول المسيحي، فلماذا لا تكون ( جزائريا ) مسلما ؟هل ينقص الامر من تدينك و اسلامك؟
    الجزائريين ليسوا اقل عشقا لبلدهم من غيرهم، لكن بعضهم اصابته ريح الاستلاب حتى فقد وعيه بنفسه

  • معلق

    وهم "الامة" انهك مخ المسلمين على مدى قرون من الزمن بدون جدوى ، في الوقت الذي يؤكد النص الديني ، وبشكل صريح ، على ان التشظي والتفرقة العنيفة هو ما سيميز تاريخ جماعة المسلمين عن غيرها " ستتفرق امتي الى 72 فرقة "وان الفتنة هي التي ستفرز الفرقة الناجية ، يسلك صاحبنا مسلكا مخالفا لروح عقيدة التفرقة ويعزو مصائب "امتة" الى عوامل خارجية ، الى نية سيئة ، الى حقد دفين عليها، الى مؤامرة تحاك ضدها ، حين تسأله لماذا ؟
    لا يجد امامه الا قول ، خوف الآخر من اتحادها ، ولا يفصح عن معنى الاتحاد المقصود ، الاتحاد كقوة عددية او كقوة اقتصادية او قوة علمية او...ولا يكشف ايضا عن الهدف من ذلك الاتحاد المنشود

  • واحد

    ما حدث ويحدث بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة بديهية للسياسات المنتهجة داخل هذه البلدان منذ إستقلالها ! سياسة القومجية التي حاربت التنوع لتنزع من الإنسان فطرته التي فطر عليها عليها !!
    عمل القومجيون جاهدين على طمس الإختلاف لبلوغ دول ( منسجمة عرقيا ) كما يقولون !

  • وطني

    تقوية الروح الوطنية يكون بملأ الفرد و تزويده بأدوات الابداع الحضاري لان الوطنية عطاء لذا يكون المبدعون دائما مقدسين للاوطان و لا تأتي العداوة للوطن الا من الاقزام الفارغين ، العالة على الوطن هو من يعاديه و يحتقره لان العاجز عن الابداع و العطاء يسقط دونيته و احساسه بالنقص على الجماعة التي ينتمي اليها أما المبدع الممتلأ بنفسه يسقط فخره بنفسه على الجماعة ،فالوطنية اذن هي مسألة ثقة و اعتداد بالنفس ليست متاحة الا للاسوياء الواثقين

  • لا يهم

    الجمعية لم تقم بقطيعة اجتماعية و ثقافية مع المجتمع فحسب بل قامت بقطيعة تواصلية ايضا فألغت القاموس اللغوي الدي يربطها بالجزائريين ،لهم معجما خاصا بهم مثل جماعة بدائية منغلقة على نفسها و لا سبيل للتحاور معهم ، ثم ألغوا مبادئ المنطق التي هي أداة تواصل بين البشر ، و من يريد التحاور معهم يجب عليه التسلح بمفاهيم البرانورمال و يتخلى عن انتمائه للحاضر فيستحضر أرواح الاشباح في الصحاري ، فلا سبيل لاقناعهم نظريا بان تقول ان السياسة تتنافى مع الدين مثلا و لا سبيل لاقناعهم بالتجربة بان تقرأ لهم تاريخ الخلافة و مصائبها ، انهم مثل شخص مخبول يردد نفس الكلمة بعناد و تصلب غير مكترث بمن يريد اقناعه