-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وحطّم الهلال الصليب

وحطّم الهلال الصليب

سيقول السفهاء من الفرنسيين، وما أكثرنّهم، وأبواقهم من بني جلدتنا أنني رجعيّ، متعصب ظلامي، وأنني من دعاة ما يسمونه “الحرب الدينية”، ويعلم الله – عز وجل – ويشهد معارفي أنني مؤمن بقول ربي – سبحانه وتعالى -: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروّهم وتقسطوا إليهم”. وليتأمل عُمي الأبصار والصائر كلمة “تبرّوهم” التي تطلق في القرآن الكريم على معاملة الأبناء لآبائهم وأمهاتهم، ولهذا فأنا بريء من تلك الأوصاف التي يرموننا بها، وهم غارقون فيها إلى الأذقان.
أما عنوان هذه الكلمة فهو رد على أحد كبار سفهاء فرنسا، الذي انحط إلى الدرك الأسفل من سوء التعبير الذي هو دليل على سوء التفكير، إنه رئيس حكومة فرنسا، وزير خارجيتها، إنه جورج بيدو الذي كان يعيش في القرن العشرين بعقلية قرونهم الوسطى. قال هذا السفيه في أوائل الخمسنيات من القرن الماضي “إن الصليب سيحطم الهلال” (La croix écrasera le croissant : Henri Alleg : la guerre d’Algérie, T.1.p.454, Temps Actuels).
جالت في خاطري كلمة هذا السفيه في يوم الاثنين (16 شعبان 1445 هـ/26 فبراير 2024) وأنا أتشرف بحضور احتفالية افتتاح “جامع الجزائر”، الذي قدّر الله – عز وجل – أن يؤسس في المكان الذي أسس فيه الصليبي لافيجري وكره الشيطاني، وهو جمعية الآباء البيض ذات الأعمال السود لتنصير الجزائريين.
لقد كدت أطير طربا، خاصة أنني درست في ستينيات القرن الماضي في ثانوية رمضان عبان القريبة من ذلك المكان، الذي كنت أرى مبانيه الكبيرة ولم أستوعب معانيه الحقيرة إلا بعد أن أوتيت رشيدا.
لقد كان أكثر الحاضرين في تلك الاحتفالية ممن كرّم الله وجوههم، حيث ولدوا بعد 1962، فلم تتدنس أعينهم برؤية تلك الصلبان، ولم تتلطخ آذانهم بسماع تلك النواقيس.
تمنيت لو بعث الله – عز وجل – رموز أولئك الصليبيين المجرمين، لافيجري الذي مايزال تمثاله في أعالي أم قرانا، وأدعو المسئولين إلى الطلب بإزالته، فهو ليس “راهبا” ولكنه إرهابي، والأميرال كاردينال دوقيدون والجاسوس المترهبن الكومندان دو فوكو الذي “قدّسه” الفاتيكان مؤخرا، وما هو إلا “قديس الاستعمار” كما وصفه صادقا الدكتور سالم حميش في كتابه “الاستشراق في أفق انسداده”، ص30. وقد تألمت لحضور أحد شخصياتنا هذا التقديس، ونعوذ بالله من السلب بعد العطاء.
لاحظت أيضا طريقة استقبال الأخ محمد المأمون القاسمي، عميد جامع الجزائر، للأخ عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، حيث لا ركوع، ولا تقبيل لليد أو للكتف كما يفعل “أمير المؤمنين” به، وحاشيته الذين يمن عليهم أن عبّدهم كما منّ فرعون على بني اسرائيل، ويزعم أنه من آل محمد – عليه الصلاة والسلام – فيتوقح ويقول عندما يخطب: “قال جدنا رسول الله”، الذي ما بعثه الله – عز وجل – إلا محررا للعباد. رحم الله – الرحمن الرحيم – شهداءنا الميامين، وأسكنهم الفردوس مع سيد المجاهدين محمد الآمين، ووفقنا للمحافظة على أمانة أولئك الشهداء والمجاهدين، وجعلنا خير خلف لخير سلف، وهنيئا لشعبنا المجاهد بـ”جامع الجزائر”، وأعان القائمين على تسييره ووفقهم لكل خير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!