-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وفدٌ مغربيٌّ متصهْين في القدس

حسين لقرع
  • 3123
  • 0
وفدٌ مغربيٌّ متصهْين في القدس

كشفت قناة “كان” الصهيونية أنّ وفدا إعلاميا مغربيا كان موجودا في القدس خلال العملية الفدائية الجريئة التي نفّذها القياديّ في حركة حماس فادي أبو شخيدم، وأدّت إلى مقتل مستوطن وجرح ثلاثة، وصرّح رئيسُ الوفد المغربي المسمّى الكارح أبو سالم إثرها بأنه يدين بشدة هذا “الإرهاب غير المقبول وهذه الأعمال الغبيَّة التي تحاول نسف جهود السلام في المنطقة؟!”، وخاطب حماس بكلّ وقاحة وصفاقة قائلا: “لن تنجحوا في تحقيق أهدافكم الدنيئة.. لقد نهى اللهُ عن قتل الأبرياء؟!”، وتحدّى الحركةَ بأن الوفد سيواصل زيارته للقدس ويصلي في المسجد الأقصى!

وجاءت هذه التصريحات المُخزية للوفد المغربي الذي يقف وراءه المخزن بالتأكيد، بعد ثلاثة أيام فقط من تقديم الحكومة البريطانية مشروع قانون جائر يحظر حماس ويصنّفها “حركةً إرهابية”، ويعاقب كلّ من يدعمها بأيّ شكل بالسِّجن مدة قد تصل إلى 14 سنة.. ليسارع بذلك أبواقُ المخزن إلى نجدة الحكومة البريطانية التي لاقت ردودَ أفعالٍ واسعة رافضة لمشروع قرارها الجائر المنحاز الذي يحاول مصادرة حقّ الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال ويكبت أنفاس ملايين المسلمين الموجودين ببريطانيا ويمنعهم من إبداء تعاطفهم مع حماس وإلا كان السجن مصيرهم المحتوم.

تُرى عن أيّ “سلام” يتحدّث المدعو أبو سالم والحالُ أنّ قادة الاحتلال صرّحوا مرارا بأنّهم يرفضون حلّ الدولتين نهائيا، ولا يريدون سوى حكمٍ ذاتي للفلسطينيين بقيادة سلطةٍ وظيفتها الأساسية هي حماية الاحتلال ومستوطنيه عبر ما يُسمَّى “التنسيق الأمني”؟

وكيف يصف أبو سالم الصهاينة بـ”الأبرياء” ويندّد بقتلهم، وهم يحتلّون فلسطين وينكّلون بأهلها يوميا ويدمّرون بيوتهم ويصادرون أراضيهم…؟ الأبرياء هم فقط اليهود الذين بقوا في البلدان التي يعيشون فيها منذ قرون ورفضوا الهجرة إلى فلسطين واغتصاب أراضيها وبيوتها وتهجير سكانها، ومنهم الآلاف من يهود المغرب الذين بقوا في المملكة إلى اليوم.. هؤلاء أبرياء فعلا ولا تهاجمهم حماس ولا باقي فصائل المقاومة، أما اليهود الذين دخلوا فلسطين محتلّين وهجّروا الملايين من شعبها ولا يزالون يضطهدون الفلسطينيين إلى الآن، ومنهم مليون صهيوني من أصل مغربيٍّ، فهم محتلُّون ويجب قتالهم إلى غاية تحرير فلسطين منهم، فكيف يسمح الرويبضة أبو سالم بأن ينصِّب نفسه “فقيها” ويُصدِر “فتوى” بأنهم “أبرياء” وأنّ “الله نهى عن قتلهم” كما يزعم؟

جميعُ الديانات والشرائع والقوانين والأعراف الدولية تكفل للشعوب المستعمَرة حقَّ مقاومة الاحتلال بأيّ وسيلة إلى غاية دحره وتحرير أراضيها، والشعبُ المغربي الشقيق نفسه قاوم الاحتلال الفرنسي حتى تحرّر في 1956، فلماذا يُنكر أبواقُ المخزن اليوم هذا الحقَّ على إخوانهم الفلسطينيين المضطهَدين ويصفون مقاومتهم بـ”الإرهاب غير المقبول” والمحتلّين بـ”الأبرياء” وكأنّهم يشجِّعونهم على مواصلة جرائمهم بحقّ الفلسطينيين؟

قبل أسابيع، أطلق وزيرُ الخارجية المغربي ناصر بوريطة تصريحا غريبا زعم فيه أنّ “التطبيع لا يمنع المغرب من الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية؟!”، ولكنّ ها هي الأيام تثبت أنّه لا يمكن مسكُ العصا من الوسط، وأنّ التطبيع يجرّ صاحبه إلى مستنقع خيانة القضية الفلسطينية والتنكّر لأبسط حقوق الفلسطينيين، والاصطفاف مع الاحتلال في جرائمه ضدهم، وموالاته، والتماهي معه في سياساته العنصرية؛ فها هي أبواقُ المخزن تدين المقاومة وتجرِّم عملياتِها وتصف الصهاينة المحتلين بـ”الأبرياء”، فهل بقي بعد هذا حديثٌ عن إمكانية الجمع بين الماء والنار؟

منذ نحو ثمانية قرون، دخل مغاربةٌ القدسَ محرِّرين مع صلاح الدين، أما اليوم فيدخلها مجموعة من أحفادهم ليقدِّموا الولاءَ للاحتلال ويجرِّموا المقاومة وأحفاد صلاح الدين. واحسرتاه على هذا الزمن!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!