وفرة المداخيل تتيح شراء المعارضة والسلم الاجتماعي
أجمع المشاركون في ندوة “أسباب غياب النخبة الجزائرية في التغيير المنشود”، على أهمية اضطلاع النخب في قيادة الجهد الساعي إلى التغيير، حتى يحقق الأهداف المنشودة. ولاحظ رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، لدى تنشيطه الندوة التي نظمها مركز “أمل الأمة” للبحوث والدراسات الإستراتيجية، أمس، برعاية إعلامية من “الشروق”، أنه عكس ما يحصل بـ”المجتمعات الراقية”، فإن “السلطة بالجزائر توصل إلى المال”.
- قال رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، “إن النخب بالجزائر غائبة، وإن وجدت تبقى مجرد أفراد مشتتتين هنا وهناك”. ليدعو هذا “الشتات” إلى “الاضطلاع بمسؤولياته في هذا الظرف الذي يميزه التجاذب بين من يريد الإبقاء على نظام الحكم الإقصائي، ومن ينشد نظاما جديدا مبنيا على الديموقراطية”.
-
وعرّف ضيف الندوة النخب على أنها “مجموعة أناس تتمتع بالقوة والتأثير، بفضل ما تحوزه من مال ومعرفة، حيث إنه في المجتمعات الراقية، الثروة والمعرفة هما اللتان توصلان للسلطة”، وعند إسقاطه هذا المفهوم على الحالة الجزائرية، لاحظ بن بيتور أن “السلطة توصل إلى المال وليس العكس”. واعتبر أن “النظام الريعي” يسيطر على النخب من خلال ثلاث وسائل هي “مناصب الشغل، المساعدات المادية للأحزاب والجمعيات، ومنح القروض والصفقات لرجال الأعمال”. وعدّد المتحدث ثلاث عوامل أخرى تبقي على هذا النظام قائما، ويتعلق الأمر حسبه بـ”وفرة المداخيل التي تتيح شراء المعارضة والسلم الاجتماعي، ضعف التجنيد الشعبي مقابل التسلط المفروض، والقيمة الإستراتيجية للمحروقات بالنسبة للقوى الكبرى”.
-
وعند تطرقه إلى موضوع التغيير، الذي اعتبره “حتميا”، وضع رئيس الحكومة الأسبق المجتمع والسلطة أمام خيارين لكل منهما، أما خيارا المجتمع فهما “الانتفاضة مع ما تعنيه من أن الشباب سيعبر عن مطالبه عبر التخريب مع تغييب للنخب، وإما الثورة التي تقوم على التعبئة السلمية للطاقات من دون إقصاء وفوضى وانشطار”، وبالنسبة للسلطة “فإما أن تستمر على وضعها القائم، مع ما يميزه من غياب للحكامة واعتماد الإصلاحات التجميلية، أو استنهاض المسؤولين وتحسيسهم بأن الأمة في خطر، ولابد ـ والحال كذلك ـ من خطط إصلاح حقيقية”. وخلص بن بيتور في هذا الباب إلى أن ما يصلح للمجتمع هو الثورة “مع ما تعنيه من حضور للنخب”، أما السلطة “فعليها العمل مع النخب للخروج من الأزمة”
-
أما رئيس مركز “أمل الأمة” إسماعيل حريتي، فدعا إلى الاستئناس بـ”الثورة” في مصر، من حيث أنها “كانت وراءها نخب استطاعت بلورة قوائم مشتركة بين الحساسيات كافة، وهنا تكمن قوة النخبة التي نفتقدها”. بدوره الدكتور عبد العالي رزاقي من كلية العلوم والإعلام، أكد أن وجود النخبة “لا يعني وجود فكر نخبوي بالضرورة”.
-
بن بيتور: ” أنا مع التغيير فاسألوا بوغازي عن المشاورات”
-
رفض رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، أمس، التعليق على المشاورات حول الإصلاح السياسي، التي قاطعها، وقال ردا على سؤال حول الموضوع: “ليس لدي تقييم لهذا الأمر.. أنا أدعو للتغيير النظام، فاسألوا بوغازي (عضو هيئة المشاورات) حول الموضوع”. وتابع قائلا: “المسألة ليست مسألة إصلاحات، بل ينبغي تغيير النظام وليس القيام بإصلاحات تجميلية”. وعن تبنيه معارضة السلطة، بعد أن كان رئيسا للحكومة قال بن بيتور: “توليت المسؤولية لخدمة الدولة، وليس لخدمة النظام، ويجب التفريق بين الأمرين”.