-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ولاةٌ ما لهم من ولايتهم من شيء

عمار يزلي
  • 971
  • 1
ولاةٌ ما لهم من ولايتهم من شيء

اللقاءات والاجتماعات المتكررة مع ولاة الجمهورية دليلٌ على أن الفرامل تأتي من أسفل، خلافا لما كان رائجا من قبل عندما كان يشار إلى أن “الخيزرانة عوجة من فوق”، غير أن هذه الفرامل يمكن تفهُّمُها بالنظر إلى تجربة ما سبق مع نظام العصابات الذي لا تزال بقاياه تشتغل بطريقة أو بأخرى، بعقليتها وبوقودها الذي هو الفساد.

الولاة، ومن ينضوي تحت مسؤولياتهم المباشرة وغير المباشرة، مجبرون اليوم على الفهم أن المسئول الولائي كما المسئول المحلي، “مسئولٌ” فعلا، لا ينتظر فقط القرارات والتعليمات الهاتفية والكتابية من فوق، بل عليه أن يكون حاضرا في كل صغيرة وكبيرة، متابعا للشأن الولائي والمحلي عبر مديرياته التنفيذية وبحضوره ومتابعاته الميدانية يوما بيوم. لن يُقبل من الوالي أو أي مسئول التذرُّعُ مستقبلا بعدم وجود قوانين تحميه من سوء التسيير، لأنه بات يعلم ويعرف أنه لا تجريم لسوء التسيير، فأقصى ما يمكن أن يلحق بالمسيِّر الفاشل هو العزل أو التحويل، لكن ليس المحاكمة والسجن كما يتذرع به البعض عندما يكون عليه أن يحسم أمره في المشاريع ومنح الأراضي للصالح العامّ والخاص خدمة للتنمية. بعضهم لا يقدِمون على تنفيذ سياسة الدولة وبرنامج الرئيس خوفا من أن يُحاسَبوا، وهو أمرٌ غير مستساغ، يشتمُّ من خلفه عقلية الماضي، إذ كانت تسير الأمور بالهاتف من عند أشخاص وكيانات تُسمَّى “غير دستورية”، لكن اليوم، بات الكل يعلم أن الدولة أنهت ذلك العهد وقطعت العهد على أن تنهي هذا الوباء وأن تستأصل هذا الورم بجراحة دقيقة، ولا عقاب إلا لمن ينهب ويسرق أو يُفسد لصالح مصالح ضيقة. وقد أشار الرئيس أكثر من مرة إلى هذا الأمر عندما قال إن القانون لا يعاقب الوالي على سوء التسيير إذا كان فيه سوء تسيير إنما يعاقب من يضع المال في جيبه، وكل من يعمل بهذه النية السيئة فهو أداة لثورة مضادة.

لهذا، كان على رئيس الوزراء أن يجتمع لأول مرة مع الولاة وأن يحضر الرئيس جزءا من أشغال اللقاء ويخاطب الولاة وجها لوجه باعتباره رئيسا لكل المرؤوسين ولاةً ورؤساء دوائر وبلديات مستقبلا، بأنه لا عقاب إلا لمن أفسد المال العامّ أو تقاعس في صرفه في مصلحة برنامج الحكومة بكل دقة وعقلانية وشفافية وأنه لا خوف على من عمل وأخطأ، ولا خشية على من اجتهد فلم يُصِب، بل على العكس، على الولاة أن يجتهدوا ويُبدعوا، وألا يكتفوا بأن يكونوا مجرَّد إداريين مطبِّقين ومنفِّذين بطريقةٍ تقنية لا جهد فيها ولا تفكير ولا ابتكار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبدو طاروس

    أين هم ممثلو الشعب المنتخبين ودورهم الرقابي . هم يعيشون في وسط الشعب البسيط ويعرفون مشاكله المعيشية اليومية يقول المثل أهل المكان أدرى بشعابه.