أسكت.. ما قلته لا يأتي سوى من خائن غدّار
فتح أمير الجيش الإسلامي للإنقاذ سابقا مدني مزراڤ، النار على القيادي في الفيس المحل، في رده على اتهامات كالها هذا الأخير له بخصوص عدم امتلاكه الشرعية للحديث باسم قواعد الحزب، حيث نسب لنفسه الفضل في إنقاذ الفيس وقادته من مستنقع الدماء في تسعينيات القرن الماضي، محذرا كل من يتطاول عليه بكشف “أشياء خطيرة”.
وقال مزراڤ في اتصال لـ“الشروق” بلهجة شديدة ردا على التصريحات الأخيرة التي أطلقها القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، واصفا إياها بـ“التطاول وتزوير للتاريخ بعد ما وضعت الحرب أوزارها“، مستغربا هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات، أي بعد 15 سنة كاملة من إقرار الوئام المدني الذي أفضى إلى نزول المئات من المسلحين من الجبل.
وخاطب مزراڤ جدي بالقول “لقد تعجبت من تصريحاتك هذه.. وأتساءل لماذا لم تنطق بمثل هذا الكلام قبل 15 سنة، وأنت الذي كنت أشد المعارضين لسياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية؟“، مبديا امتعاضه من التشكيك في مصداقية شرعيته في مؤسسة الحزب المحل، مذكرا بفضله في الدفاع عن الفيس وقادته وإنقاذهم من الانحراف الخطير الذي كان يهددهم من تنظيم “الجيا“، قائلا “نحن من أنقذ الجبهة حتى لا تكون تنظيما إرهابيا“.
وقال أن قادة “الأيياس” هم من كانوا يوقعون البيانات الصادرة باسم الجبهة من الجبال، في إطار حرب الدعاية التي شنوها ضد الجماعة الإسلامية المسلحة، والانحراف الذي وقعت فيه، داعيا جدي إلى “تعلم أبجديات التمييز بين الحق والباطل وإقرار الحقيقة أمام التاريخ“، معتبرا أن مثل هذه الأقوال والأفعال تصدر من “شخص خائن غدار وقليل المروءة ومنكرا لأفضال الآخرين سرعان ما يحاسب عليها صاحبها“.
وبخصوص نفي جدي لوجود شرعية أو سلطة له على الفيس، أفاد مزراڤ: “صحيح، الفيس أسسه المجلس الشوري الأول بقيادة الشيخين عباسي مدني وعلي بلحاج، وعلي جدي وبوخمخم وآخرين، لكن التحاقنا كان شهرين بعدهم“، وأردف: “..لقد خضنا معهم كل النضالات والصراعات التي خاضتها الجبهة ضد النظام قبل أن ينسحب البعض، ويدخل السجن آخرون“.
وأضاف: “بعد أن أدخل قادة الجبهة السجن، بقيت الجبهة أمانة على أعناقنا.. حيث أفرز المؤتمر مجلس شورى جديد بقيادة عبد القادر حشاني، واعترف له الجميع بالشرعية بمن فيهم عباسي وعلي بلحاج“، مشيرا انه بعد القبض على حشاني، تم تشكيل خلية أزمة تزعهما محمد السعيد، الشيخ شراطي وآخرون أخذت على عاتقها مهمة رسم معالم إنشاء الجيش الإسلامي للإنقاذ بمباركة جل القادة “لمواجهة خطر تنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة المتنامي الذي كان يسعى لتوريط الجبهة في المحظور“، وقال “نحن من وقف في وجه المؤامرة والانحراف، وأصدرنا بيانات تبرأنا فيها من جرائم الجيا وإبراز المشروع السياسي النبيل للجبهة“.
واتهم جدي صراحة بمعارضته لقرار الهدنة وتوقيف القتال بغرض إجبار السلطة للتفاوض معهم، قائلا: “هذا الشخص كان أشد المعارضين لتوقيف القتال، واشترطوا الهدنة بمحاورة السلطة لهم، لكننا رفضا“، وتابع “لاحظنا أنهم لم يكونوا في المستوى بعد ما حاوروا السلطة مرارا من دون تحقيق أي نتيجة، فما كان علينا سوى أخذ المبادرة“، محذرا من مغبة إطلاق تصريحات “مضللة” ومزورة للتاريخ “لن نسمح لأحد بالتطاول علينا وإلا سنقول ما هو أخطر“.
وعن الحزب الجديد الذي يعتزم تأسيسه، أوضح مزراڤ انه مشروع مبني على المرجعية الإسلامية، سيكون فرصة لتثبيت الحق السياسي للمنتمين للجبهة الإسلامية المحظورة.