-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أم درمان وجثث الكلاب

ياسين بن لمنور
  • 3257
  • 2
أم درمان وجثث الكلاب

كان درسا لنا جميعا كعرب خاصة ذلك الذي قدمه المدرب الايفواري فرانسوا زهوي لما خسر كأسا كانت بين يديه، بل نادته منذ أن خرجت مصر بطلة إفريقيا في آخر ثلاث نسخ والكامرون ونيجيريا والجزائر وجنوب افريقيا..مدرب الفيلة وفي خضم الحزن والبحث عن المبرّرات والاتهامات حتى يُسكت شعبه على الأقل فضّل الاعتراف بالخسارة وبأحقية الزامبيين في التتويج باللقب رغم المشوار الذي أداه أشباله منذ البداية وعدم تلقيهم لأي هدف طيلة ست مباريات..

فرانسوا زهوي ورغم ألم الرصاصات النحاسية التي اخترقت جسد الفيلة إلا أنه لم يتهم لا الزامبيين بإرهاب لاعبي منتخبه ولا الحكم بإهداء الفوز لأبناء هيرفي رونار، ولا دولة الغابون بمساندة التماسيح على حساب ساحل أنياب الفيل، وهنأ البطل وتمنى لمنتخبه حظا أوفر في المناسبات المقبلة..

وأنا أستمع بإمعان لتصريحات زهوي تذكرت تلك الفترة الأليمة أو الأزمة المفتعلة بين الجزائر ومصر..تذكرت اتهامات المصريين للجزائريين بإرهابهم في أم درمان وضربهم وسلحهم وافتعال قصص من نسج الخيال وتقديم ضحايا وهميين لامتصاص غضب الشارع على إقصاء لم يكن في الحسبان..كما تذكرت اتهاماتنا للحكم كوفي كوجيا لما خسرنا بالرباعية أمام الفراعنة في كأس إفريقيا الأخيرة وكيف اختلقنا أخطاء وهمية للحكم حتى نبرّر خسارتنا ونرضي غرورنا رغم أن الحكم كان رحيما بنا في البداية لما تغاضى عن طرد الحارس شاوشي ووصل بالبعض بنا إلى حد اتهام المصريين بشراء ذمة الحكم والاتحاد الإفريقي وحتى الكرة التي لعبنا بها..

تذكرت أيضا ما وقع مؤخرا في مطار قرطاج التونسي بين أنصار الوداد البيضاوي والترجي التونسي لما خسر الوداد نهائي رابطة الأبطال ووجد في حادثة المطار مطية لعدم محاسبة المتقاعسين ووضع النقاط على الحروف رغم أن المباراة كانت عادية واستحق فيها أبناء باب السويقة لقبهم..مثلما استحق الترجي التونسي العام الماضي التأهل لنهائي نفس المنافسة بعد فوزه على الأهلي المصري، لكن إدارة هذا الأخير نسيت هدفها الذي سجله محمد فضل بيده وتذكرت فقط هدف إينيرامو وقامت القيامة يومها!!

ولعل أغرب ما تذكرته تلك الهزيمة التي تعرض لها أهلي جدة السعودي سنة 2007 في سطيف أمام الوفاق المحلي في إطار ما كان يُسمى بكأس العرب واتهامه لإدارة الوفاق بوضع جثث لكلاب في غرف حفظ الملابس ولا يُمكن تلفيق تهمة أقل من هذه بعد تضييع لقب كان من أهم أهداف النادي السعودي، وهي التهمة التي أضحكت العالم علينا وتحركت جمعيات الرفق بالحيوان لتُطالب بدفن جثث الكلاب الوهمية في مقابر تليق بسمعتها!!

للأسف لما نخسر أمام أي ناد أو منتخب أجنبي نُظهر للعالم أننا أنبياء الروح الرياضية ولما يكون ذلك أمام ناد أو منتخب عربي فهي بداية الحرب والضرب وإطلاق العنان للتهم الجاهزة رغما عن أنف العروبة والإسلام

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • مواطن مصرى

    اخى انا احيى فيك كلامك المتوازن لكن احب ان اؤكد لك ان الجمهور الجزائرى فى ام درمان كان يحمل اسلحة ولو انه لم يستخدمها وكانت هناك مبالغات من الاعلام المصرى بعدها لكن حدث بالفعل بعض القاء الحجارة على باصات الجمهور المصرى بسبب دخولهم بالخطا فى مسار الجمهور الجزائرى .......... عموما نحن اخوة وما حدث بيننا يحدث فى داخل كل بلد فى المنافسات المحلية وتحياتى للجزائر العظيمة

  • ساعد

    الغاية تبررالوسيلة