-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشكارة‭ ‬والبڤارة‭!‬

جمال لعلامي
  • 6670
  • 0
الشكارة‭ ‬والبڤارة‭!‬

تأكيد وزارة الداخلية، بأن الدولة لن تعطي فلسا للأحزاب والمترشحين للانتخابات التشريعية، سيزلزل دون شك الأرض تحت أقدام الطماعين والسماسرة والبزناسية و”البڤارة”، ممن يعتقدون أن المشاركة في الانتخابات، يعني في ما يعنيه جمع “الشكارة” والغنائم قبل وبعد ظهور نتائج‭ ‬الاقتراع‮!‬

 

  • ليس خافيا أن هناك متحرشين ببقايا الناخبين، يدخلون الانتخابات من باب “التعمار”، وفي رأسهم أن الانتخابات يرادف “البروفيتاج”، إذا نجح المترشح في الاقتراع، فـ”زيادة الخير خيرين”، وإذا فشل فإنه يكون قد قبض الثمن، من خلال صرف الإعانة التي يعتقد أن الخزينة العمومية‭ ‬تصرفها‭ ‬بالمجان‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مترشح‭ ‬للعمليات‭ ‬الانتخابية‭!‬
  • عدم تمويل وتموين الدولة للمترشحين، يعني أنه ضربة قاصمة للأحزاب التي ستجد نفسها مجبرة على تمويل مترشحيها وحملتهم الانتخابية، وإذا كانت “فقيرة” فعليها الانسحاب قبل أن يقع الفأس على الرأس، وتخرج من مولد الانتخابات بلا حمّص، وتكون عندها “البهدلة” حتما مقضيا!
  • من الطبيعي أن يموّل كل مترشح حملته و”هدرته الفارغة” خلال الثلاثة أسابيع من الحملة، وعلى الأحزاب التي “تاكل الغلة وتسبّ الملة”، أن تبرهن للناخبين والمناضلين، أنها أحزاب “قادرة على شقاها”، وأنها تصرف على نفسها، وليست مجرّد عالة تستفيد ولا تفيد، تأخذ ولا تعطي‭!‬
  • بالمقابل، من البديهي أن غياب أو تغييب، أموال الدولة عن الأحزاب، سيحرّض هذه الأخيرة، على البحث عن مصادر تمويل أخرى، فقد ترتمي بين أحضان رجال المال والأعمال، فتصبح تابعة لهم، وقد تستنجد بأموال أجنبية، فتكون موالية مطيعة لهم!
  • لكن لا يُمكن للحزب أن يكون حزبا، إلاّ إذا كان “مستقلا” ماليا، لكن يجب القول أن المسرحية التي يُديرها أبطال ونجوم التشكيلات السياسية، على أنها مستقلة وليست موالية، وأنها متبوعة وليست تابعة، حوّل العديد من تلك الأحزاب الاستعراضية، إلى متاجر وبازارات تضمن الخبز‭ ‬و‮”‬البريوش‮”‬‭ ‬لقياداتها‭ ‬والحاشية‭ ‬المقرّبة‭!‬
  • التجربة الطويلة مع تمويل الأحزاب، أثبتت أن العديد من هذه الأخيرة، أدخلت أيديها منذ ميلاد التعددية بداية التسعينيات، إلى جيوب الدولة، باسم “الحق في التمويل”، وأدخلت أيضا أيديها في جيوب المناضلين، تحت ذريعة الاقتطاع ودفع الاشتراكات!
  • لقد عرف تمويل الأحزاب، عدة انزلاقات وانحرافات، حتى تحوّلت الاشتراكات أحيانا إلى “إتاوات” و”فديات” يتمّ إجبار المبتدئين والمناضلين والمترشحين على دفعها لأفراد وجماعات، إتهم بعضها بأنها “قطاع طرق” تنصب الحواجز السياسية والانتخابية المزيفة لملء “الموزيطة” بأموال‭ ‬المغفلين‭ ‬والطماعين‭!‬
  • قال لي أحد المخضرمين قديما: “ياو السياسة تبغي الدراهم”، لكن الظاهر أن السياسيين يحبّون كثيرا المال، خاصة إذا كان في شكل “هبات” أو “قروض بلا فوائد”، يتمّ مسح ديونها في مرحلة لاحقة، وهذا هو الامتياز الذي تطارده اليوم الأحزاب ومرشحيها، علـّها تقبض “الأجرة”، وبعدها‭ ‬لا‭ ‬تهمّ‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬والرابح‭ ‬والخاسر‭ ‬فيها،‭ ‬وصدق‭ ‬من‭ ‬قال‭: ‬الطماع‭ ‬ياكلو‭ ‬الكذاب‭!   ‬

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!