-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هذا ما فعله نائبٌ فرنسي لصالح الفرنسية

حسين لقرع
  • 2266
  • 15
هذا ما فعله نائبٌ فرنسي لصالح الفرنسية
أرشيف

الدعوة التي وجّهها النائب الفرنسي بيان فاتان، إلى وزير التربية ببلاده، لإيقاف تعليم اللغة العربية ولغاتٍ أخرى لمهاجري 9 بلدان من بينها الجزائر، تُعدّ تعبيرا عن توجّهٍ فرنسي متنامٍ إلى قطع الصلة بين أبناء المهاجرين وبلدانهم وثقافاتهم الأصلية حتى يكونوا فرنسيين قلبا وقالبا، ولاؤهم لفرنسا وحدها، لا يتحدّثون سوى لغتها، ولا يحملون إلا ثقافتها وقيمها، حتى في الميدان الرياضي يريد الفرنسيون أن يكون ولاءُ أبناء المهاجرين الذين تكوّنوا في مدارسها الكروية لفرنسا وحدها، فتنتقي منهم أحسنهم لتصبح من أكبر الدول كرويا في العالم.

يحدث هذا رغم أنّ الأمر يتعلق بأبناء مهاجرين وليس بفرنسيين أصليين. ومع ذلك، فإن فرنسا التي تُنكر على أبناء المهاجرين تعلّم لغاتهم الأصلية، تعمل المستحيل لنشر لغتها في مستعمراتها السابقة وفي مقدِّمتها الجزائر، حتى إنها عارضت بشدّة، وبكل وقاحة وصفاقة، تصديق المجلس الشعبي الوطني في ديسمبر 1990، على قانون تعميم استعمال اللغة العربية، مع أنّ الأمر سياديٌّ وشأنٌ داخلي جزائري لا يحق لفرنسا أو لأي دولة في العالم التدخّلُ فيه!

ومع ذلك، تكفّلت “دفعة لاكوست” بتجميد القانون، والتمكين للفرنسية على نطاق واسع، فتواصلت الردّة اللغوية بالجزائر وتغلغلت الفرنسية أكثر في الإدارات والمؤسسات والهيئات العمومية والتعليم العالي والمحيط العامّ وأصبح مسؤولونا يتسابقون لمخاطبة الجزائريين بها، أو استعمالها مع المسؤولين الأجانب الذين يزورون البلاد حتى لو كانوا يجهلونها، وأصبحت هي اللغة الرسمية الحقيقية للجزائر حتى وإن لم يرِد ذلك في الدستور، ولا يجادل أحدٌ في أن “دفعة لاكوست” المتغلغلة في مختلف دواليب الحكم، استطاعت أن تحقق للفرنسية في الجزائر، وفي ظرف نصف قرن فقط من الاستقلال، مكانة رفيعة لم تحققها لها فرنسا الاستعمارية نفسها طيلة قرن وثلث قرن من الاحتلال!

والمفارقة أنّ فرنسا نفسها بدأت تقتنع بأهمية التفتح على اللغة الإنجليزية باعتبارها “اللغة المهيمِنة على العالم” وتسعى إلى تكثيف تدريسها لأبنائها، وتموِّل تدريسها من الخزينة الفرنسية، حتى يسهل عليهم “غزو العالم” علميا ومعرفيا، والتفاعل مع العولمة، كما قال الوزير الأول الفرنسي إدوارد فيليب في ندوةٍ صحفية عقدها بمدينة ليل شمال فرنسا أواخر فيفري الماضي، في حين لا تزال الجزائر تصرّ على التمكين للفرنسية ومنحها الاحتكار كلغةٍ أجنبية أولى في التعليم، وإبعاد الإنجليزية إلى التعليم المتوسط حتى لا تنافس نفوذ الفرنسية، لتكون الجزائر بذلك مَلَكية أكثر من الملك!

اليوم وبعد مرور 56 سنة كاملة من الاستقلال، يؤسفنا القول، وبكلّ مرارة، إن الجزائر لم تستعِد بعد سيادتها اللغوية ولا تزال الفرنسية تستعمِر البلد، وبإرادة بعض أبنائه، ومن دون أن تدفع فرنسا سنتيما واحدا لنشر لغتها في الجزائر. آخرُ ضربةٍ إلى الآن للُّغة العربية ومواد الهوية هو “اقتراح” الوزيرة بن غبريط رمعون حذفَها من بكالوريا الشُّعب العلمية والرياضية تحت غطاء “إصلاح البكالوريا”؟!

أخيرا، هذا ما فعله نائبٌ فرنسي لصالح لغته التي يعتزّ بها ويغار عليها من لغاتٍ أخرى تُدرس إلى جانبها في فرنسا، فماذا فعل النوَّابُ الجزائريون للتمكين للعربية في عقر دارها؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • امين الوهرانى

    الاستعمار الفرنسي ? والا ستعمار العربي ? الذي كان استدمارا كاملا لشمال افرقيا لان الحقيقة ان العرب لم ياتوا باي حضارة بل حطموا ما كان قائما من اسس و مضاهر الحضارة في شمال افريقيا و عطلوا نموها الحضاري بقيمهم البدوية.يقول ابن خلدون:العرب اذا تغلبوا على اوطان اسرع اليها الخراب و يضيف العلامة:طبيعتهم التهاب ما في ايدي الناس...العرب ابعد الناس عن الصنائع و السبب في ذالك انهم اعرق في البداوة و ابعد عن العمران الحضري.فلو كان العرب ناشروا الحضارة بعد الاسلام لو كانت لهم اولا حضارة عضيمة قبل ذالك في موطنهم الاصلي الجزيرة العربية التى كان سكانها حينها مجرد قبائل بدوية يسكنون خيام.و فاقد شيء لا يعطيه.

  • كمال

    العرق دساس و بعض المعلقين يدافع عن لغه المستعمر لانه من مخلفات المستعمر و كلنا يعرف القصه .
    الحقد على لغه القران و التهجم على العرب دلاله على ان هؤلاء لا يدينون بالاسلام فمن ينطق تسع مرات بشهاده لا اله الا الله في صلاته محال ان يحقد على لغه القران . لذلك حري بالشروق احتراما للاسلام الذي ما زال دين الدوله الرسمي ان تمنع التهجم على الاسلام والا فما الفرق بينها و بين تشارلي التي تسخر من الاسلام على صفحاتها ؟

  • شاوي غير متعصّب

    إلى أمين الوهراني:
    العربية لغة القرآن الكريم ولغة الإسلام الذي أكرمنا الله به والحمد لله على هذه النعمة، وقد تعايش معها اجدادنا الأمازيغ 14 قرناً، فما الذي تغيّر الآن حتى نعاديها ونتحسّس منها بهذا الشكل؟ كيف تساويها بالفرنسية لغة المستعمِر؟ هذه الموجة من العداء للعربية لا تبشّر بالخير، من أراد تطوير الأمازيغية فليفعل دون أن يعادي العربية. ما بكم؟

  • امين الوهراني

    سيدي الكريم تقول بان اللغة الفرنسية مازالت تستعمير البلاد و ما الفرق بينها و بين اللغة العربية? كلاهما لغات دخيلة علي الجزائر . العربية جات في القرن الحادي عشر و الفرنسية في القرن الثامن عشر .فاللغة الوحيدة التى هى فى عقر دارها هي الامازغية لم تاتي لا من الشرق و لا من الغرب بل وليدة هذه الارض الجزائرية.و اذا اقتض الامر ان نختار بين اللغات الدخيلة فعلينا ان نختار من هي الاصلح وبدون شك فهي اللغة الفرنسية.اما الغة العربية فلقد اثبتت عجزها رغم الملايير التى اصرفت عليها و احسن دليل هو وضع المدرسة الجزائرية التي انهارت بعد تعريبها الشامل بينما كانت مزدهرة في السبعينات لما الفرنسية كانت لغة تدريس.

  • ابن الجبل

    ياأستاذ المحترم ، كل شيء في هذا البلد يمشي بالمقلوب ، هل تعرف لماذا ؟، لأن معظم المهمات أسندت الى غير أهلها . اذن فلا تنتظر شيئا ايجابيا في القريب العاجل في هذا البلد ، الذي لا يسير في الطريق . يقول أحد السياسيين الجزائريين : الجزائر تسير تحت الطريق وفوق الطريق ولكن ستعود الى الطريق ، فمتى ؟ الله أعلم !

  • نسومر الأوراس

    لماذا نحن في الجزائر نجد من يهين أول لغة نطقت بها الأرض و يمجد لغة وافدة من المشرق تركتنا نعوم في جهل الشنفرى و عنترة .

  • chamharouche

    مقريبة و الله لا مقريبة فغنسي يضغب على بلادو فهمتها لكن الي ما حبتش تدخل في راسي زعكة او ذيل في بلد اخر تحت شمس اخرى يضغب على فغنسا لغتها و مصالحها و هي تحتقره هاذي واعرة شوية كيما طلعت هبطت قسمت ضربت اخماس في اسداس ما فهمتهاش ...

  • ايوب

    هذا النائب الفرنسي لايجهل أبوته...والحديث قياس ياسي حسين..وماأكثر الذين يجهلون من يكونون في هذا البلد...؟

  • ساسي جاري

    اولا فرنسا حرة في شؤونها الداخلية ولا يحق للاعراب والعربان التدخل في شؤونها وسيادتها
    ثانيا انتم تكذبون يا عرب يا منافقون فكل الجامعات الفرنسية تدرس باللغة الفرنسية باستثناء بعض المعاهد بباريس وليون الفرنسيتين فقط التي تدرس بالالمانية والاسبانية والانجليزية والروسية .
    نحن نعرف جيدا فرنسا وسويسرا فالجزائر علي المسار الصحيح والحمد لله ايها الحاقدون الحساد المتمسلمون

  • Dz

    السلام عليكم،
    اللافت للانتباه في مقالكم يا استاذ هو مع كل احترامي ، هو كيف تتكالبون على الفرنسية وكأنها هي السبب في كل مشاكلنا!! تتضاهرون بشيئ وتتاتون بعكسه ؟ أين العيب أن أكون فرانكفوريا؟ هل التقوى تقاس بالعروبة؟أم أن الغباء استفحل عندنا لهذه الدرجة حتى يصدق من هو أستاذ أن من شروط دخول الجنة التكلم بالعربية!!!!
    كرهنا من هذا الهراء...نحن لسنا عربا لكي نتكلم فقط بالعربية...اتركوا الناس وشأنهم ولغاتهم. ...الفائدة فيما يقدم الفرد لبلده ومجتمعه. ..وليس في مظهر لسانه....إن أكرمكم عند الله أتقاكم

  • ابن الشهيد

    العيب يا أستاد حسين ليس في النائب الفرنسي بل في من يتحمل مسؤلية البلاد والأجيال لأن فرنسا يوم خرجت من الجزائر قامت بتباد السلطات وليس بتبادل التوصيات ؟الدولة الوحيدة التي استعمرتها فرنسا وأجرت معها تبادل التوصيات هي دولة الفيتنام ولهدا اليوم هده الدولة لم تملك من الثروت المعدنية الا أنها ما تصدره للجزائر من انتاجها المحلي أكثر مما تصدره الجائر لها من البتروللأن فيتنام شكلت ادارتها في الجبال ولم ترث ادارة عن فرنسا وقضت على كل متعاون معها وخاصة من كانوا مسؤلين ولم تترك الا المواطن البسيط الدي له الحق في الحياة أما نحن ورثنا كل شئ رابح بطاط حاربها لكنه لم يحارب لغتها ويتكلمها حتى في البيت

  • chamharouche

    الذي لا يملك الوعي و قوة الشخصية و روح المقاومة و الافتخار بارث اجداده و ما ماتوا عليه الطبة حاروا فيه و الاولياء الماتش مبيوع من الاول المخ يحبس ...

  • der21

    لماذا الجزائر تدرس لغة السديس و ليلى علوي والعريفي و نعيمه صالحي وعباسي مدني لجاليتنا
    هل العرب لا يملكون الأموال لنشر لغتهم و ثقافتهم بفرنسا أو بريطانيا أو...
    علينا *الجزائريون *الإقتداء بهذا المسؤول الفرنسي
    الجزائريون بالغربه الذين لا يدرسون لغة فيفي عبده والقرضاوي و شنوده و ميشال عون ولاءهم للجزائر
    إن المخطط الصهيوعربي لسلخ الجزائري من لغته وثقافته وجعله قابل للذل ويسمح في أرضه و عرضه ويقاتل أخوه مثل العرب لن ير النور
    الإستعمار العربي اللغوي والفكري أدى بنا إلى الهلاك ياحسين
    أنت عربي لا تملك ما يملكه الجزائريون من تاريخ وشخصية و و

  • كمال

    شكرا للاستاذ حسن لكن كلامك هذا يوجه لمن لديه غيره و حميه و للاسف غالب من حولنا بلا غيره ولا حميه حين وجدوا تبريرا لدنائتهم بقولهم لغتنا الامازيغيه ولا بأس لكن عندما تقول لهم تكلموا الامازيغيه و اكتبوها يقولون لا نحن نكتب بالفرنسيه !!
    اما حماه الوطن من المسؤولين فلقد نصبوا علينا بن غبريط و هي اكثر حقدا على العربيه من هذا النائب الفرنسي الذي ذكرته في مقالك .
    السؤال الذي لا اجد له اجابه لماذا استقلت الجزائر و في قلب مسؤوليها و جانب كبير من شعبها كل هذا الحب لفرنسا فالطوابير لا تنتهي اما القنصليات لطلب التأشيره و الكل يرطن لغتها و اصبحت العربيه و حتى الاسلام مكروهين لاجل سواد عين فرنسا

  • ََعياش - سطيف

    ....أشكر الأستاذ حسين عن هذا الموضوع الحساس . وربما نلمس فيك يا أستاذ الروح الوطنية والغيرة نحو لغتنا الجميلة ... لغة القرآن ولغة أستاذنا عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي و لغة الرجال الذين ضحوا من أجل أن تعلوا لغتنا فوق لغة المستعمر .وها هي اليوم كما ذكرت يا أستاذ أصبحت الفرنسية تتربع على عرش الإداراة والتعليم والمحادثات بين المسؤولين الذين يتبجحون في مخاطبتهم للشعب، ولا ينكر أحد أنها أصبحت اللغة الرائدة في الجزائر بكل إمتياز.
    وأما عن البرلمانيين ، الذين هم أعداء الشعب البسيط، فهمهم معلوم ومعروف، إلا مارحم ربي،فلا تهمهم اللغة ولا الوطن ولا شرف هذه الأمة ولا الأمانة ..ولا الدين .