-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انحطاط الحضارة الغربيّة.. من المثلية إلى البيدوفيليا

بقلم: أمين كرطالي
  • 2278
  • 0
انحطاط الحضارة الغربيّة.. من المثلية إلى البيدوفيليا

قبل أيّام قليلة، صرّحت النائبة الديمقراطية الأمريكية، كاتي بورتر، بكلامٍ مُقزِّز يأباه كلُّ سويٍّ، وفي نفس الوقت، هو تصريحٌ مخيفٌ يخشاهُ كلُّ فطنٍ ذكيّ، تصريحٌ تقول فيه هذه المنحرفة إنّ الاعتداء الجنسي على الأطفال أو ما يُسمّى بـ”البيدوفيليا” ليس جريمةً، بل هو “حريّة واختيار”؟!

كنّا سنتغافل عن مثل هذا التصريح السخيف لو كان مجرّد خرجةٍ فرديّة تُعبّرُ عن رأيٍ شخصيّ، لكنّ الحقيقة أنّ الأمر له ما قبله وسيكون له ما بعده، فواضح وجود نيّةٍ مبيّتة تسعى إلى شرعنة هذه الجريمة الخُلقيَّة.

وذلك على الأقل منذ سنة 2018م عندما قامت منصّةٌ ألمانيّة شهيرة باستضافة طالبة الطب “ميريام هايني” لتعطي كلمة بعنوان “البيدوفيليا توجّهٌ جنسيٌّ طبيعي”. حاولت هذه الطّالبة من خلالها أن تدافع عن أولئك المجرمين وتُحوّلهم إلى أشخاص عاديين. وبعدها تعرّضت المنصّة لحملةٍ شرسةٍ رافضةٍ لكلام هذه الطّالبة، ووُجّهت إليها الكثير من أصابع الاتّهام، ثمّ قرّرت المنصّة حذف الكلمة وأتبعت ذلك باعتذار تقدّمت به للجمهور.

إنّ المجتمعات الغربية وبعد تحطيم الأسرة، والتمرد على الرّابطة الزوجية، ومحاربتها للذّكورة، وتوسُّعها في التّساهل مع العلاقات المحرّمة، صار لديها فضولٌ وشغف بالعلاقات الشاذة والمنحرفة، خصوصا مع النزعة المادية المغرقة في الشهوات، الباحثة عن السّعادة من خلال التوسّع في تحصيل الملذّات، والتي تعتقد أنّ الجسد الإنساني هو ملكٌ للإنسان، فيحقّ للإنسان التصرّف فيه وفق ما يريده، ويُفنيه كيفما شاء، وله الحقّ في ممارسة أبشع أنواع الرّذائل.

ورغم اعتذار المنصّة، فإنّ مثيلات هذه الحيل التي درجَ عليها مُهندسو المجتمعات غير الأخلاقية وتلك الطّرق التي أصبحوا ينتهجونها في صدد ترويجهم للباطل لم تعُد تنطلي على أحد، فهؤلاء المرضى والشواذ يحاولون أن ينتهجوا نفس السّبيل الذي من خلاله جعلوا المجتمعات الغربيّة تتقبّل الشواذ “اللّواطيين والسحاقيات” المتسمّين زورا وبهتانا بـ”المثليين”، وهو ما يؤكّده السياسي الأمريكي “آلن ويست” الذي قال: “البيدوفيليا ستأخذ حركة الشواذ كنموذج تسير على نهجه للحصول على المساواة”.

وهكذا نُلاحظ أنّ خرجة الطّالبة ميريام هايني سنة 2018م هي مُجرّد خطوة مدروسة من أجل كسر الطابو، لتعقبَها محاولاتٌ حثيثة لغرضِ فتح نقاشاتٍ وحوارات تتناولُ قضيّة البيدوفيليا كظاهرة اجتماعية لا كجريمة خلقيّة، وطبعا سيحظى “الغلمانيّون” بدفاعٍ من عددٍ من الأطبّاء النَّفسانيّين وعلماء الاجتماع والفنّانين المشهورين وبعض رجال الإعلام البارزين وثُلّة من نجوم السينما اللّامعين، ممّن يُتقنون التّلاعب بالألفاظ؛ إذْ سيردّد هؤلاء الحُثالة خطاباتٍ مدروسة سلفا، بقصدِ عمل دعايةٍ للبيدوفيليا واعتبارها مُجرّد “رغبة طبيعية”، أو “ممارسة عاديّة”.

كما ستظهرُ بعض الأقلام المنحرفة التي ستتبنّى الطّرح الفلسفي المبرِّر لمثل هذه القاذورات، وذلك بغرضِ التقليل من خطورة هذه الجريمة، الأمرُ الذي فعلته مجلّة Vice حين نشرت مقالا بعنوان: “لماذا ينبغي على المجتمع أن يكون أكثر تعاطفا مع البيدوفيليا؟ وهكذا سيتحوّلُ المجرم إلى ضحيّة، وبدل أن تتحرّك مشاعرنا نحو البيدوفيل بالكره والمطالبة بتنفيذ أقسى أنواع العقوبة ضدّه، سيتمُّ التّلاعب بعقول الكثيرين، وجعلهم ينظرون إلى أولئك المنحطّين على أنّهم “مُجرّد ضحايا أمراض نفسيّة يحتاجون إلى الرفق والرّحمة”، وشيئا فشيئا يصير البيدوفيل إنسانا طبيعيا يمارس “حريّته الجنسيّة”!.

إنّ المخطّط الجهنّمي السّاعي إلى تدمير الإنسان في أولى مراحله المبكّرة، نعني مرحلة الطّفولة بكلّ ما تحمله هذه الكلمة من معاني البراءة، بدأت فعلا ملامحه تتكشّف، وروائحه الكريهة تنبعث، فمنصّة نتفليكس مثلا، تلك المنصّة الشهيرة جدّا، والتي اجتذبت إليها فقط في سنة 2018 حوالي 158 مليون مستخدِم، قامت بعرض فيلم (Cuties ) والذي أثار لغطا، وقوبل بنقدٍ كبير بعد ظُهور عدّة فتيات دون سن 12 سنة يرقصن بطريقة فيها إيحاءات جنسية إباحية. ولا شكّ أنّ من يُدمن على مشاهدة الأفلام التي تعْرِضُها منصّة نتفليكس سيلاحظ مدى مساعي هذه المنصّة للترويج لكلّ أنواع الشّذوذ.

لم يقتصر الأمر على منصّة نتفليكس، بل إنّ منصّات التواصل تحوّلت أيضا إلى وسيلة للترويج للبيدوفيليا، ففيديوهات “تيك توك” انتهكت كلّ خصوصيّة، وصارت مليئة بفيديوهات لأطفال بملابس مخلة بالحياء، يتراقصون ويجسّدون وضعيات إباحية، دون أن نتغافل عن تلك الصّفحات الفايسبوكية التي تُروّج للبيدوفيليا وتشجّع على عشق الأطفال والغلمان، والتي تمّ مؤخّرا الإطاحة ببعض شبكاتها في الجزائر، وهي مجموعات من المنحرفين الذين حاولوا نشر هذه الأمراض والقذارات في بلدنا الطّاهر وذلك بالتّنسيق مع بعض الجهات الخارجية بعضها في دولة المغرب، كلُّ هذا حصل وسط غفلةٍ من بعض العائلات الجزائرية التي صارت تهتمّ فقط بتوفير القوت دون الحرص على مراقبة الأطفال وحمايتهم من الذئاب البشرية.

وهناك بُلدانٌ تُمثّلُ قبلةً سياحية للغلمانيين، كدولة المغرب مثلا التي تقدّم حمايةً كبيرة لهؤلاء الشواذ والمجرمين، والذين يجدون فيها تسهيلات لنيل مآربهم، وقد كشفت عدّة تقارير عن هذه الظّاهرة في المغرب، دون أن تحرّك السلطات المخزنية أو منظّمات حقوق الإنسان ساكنا، ما يؤكّد التواطؤ والتكتّم على الموضوع.

وقبل أيام قليلة قامت دار الأزياء الشهيرة “بالنسياغا” بنشر صورٍ إعلانية لملابس أطفال تحملُ بعض العلامات والإشارات الإباحية، وهي الصور التي لاقت استهجانا عظيما، دفعت المدير العام لبالنسياغا للاعتذار، ومع ذلك حاول عددٌ من أنصار البيدوفيليا في الغرب الدفاعَ عن تلك الصور، وأدرجوها ضمن “اللَّمسات الفنية الجمالية” التي لا تستدعي كلّ هذا القلق!

إنّ المجتمعات الغربية وبعد تحطيم الأسرة، والتمرد على الرّابطة الزوجية، ومحاربتها للذّكورة، وتوسُّعها في التّساهل مع العلاقات المحرّمة، صار لديها فضولٌ وشغف بالعلاقات الشاذة والمنحرفة، خصوصا مع النزعة المادية المغرقة في الشهوات، الباحثة عن السّعادة من خلال التوسّع في تحصيل الملذّات، والتي تعتقد أنّ الجسد الإنساني هو ملكٌ للإنسان، فيحقّ للإنسان التصرّف فيه وفق ما يريده، ويُفنيه كيفما شاء، وله الحقّ في ممارسة أبشع أنواع الرّذائل.. هي حضارة زعمت أنّها قتلت الإله، لكنّها في الحقيقة قتلت الإنسان، وظنّت أنّها بتخلُّصها من قيود الدّين ستُعانق السّعادة المنشودة، لكنّها في الحقيقة لم تجن سوى التّعاسة التي تدفع بالملايين من الأوربيين إلى الانتحار والإدمان والتعرض لأقوى الصدمات النفسية، وهو ما يؤكّد ما توصّل إليه عدّة باحثين غربيين وعرب ومنهم المفكّر المصري أنور الجندي الذي قال: “أزمة الحضارة الغربيّة تتمثّل في ذلك الإغراق الذي وصلت إليه في الماديّة والإباحة”.

علينا كمسلمين أن نتجنّد وبكلّ قوّة لمحاربة أنواع الشذوذ التي يحاول الغرب أن يصدّرها إلينا من خلال الأفلام والأغاني الماجنة، ومنصات التواصل السّخيفة، وأنواع الملابس والمنتجات التي تشكِّل نوعا من أنواع الغزو، وعلى الآباء والأمّهات مراقبة أولادهم، وتقييد استعمالهم للهاتف، والاعتناء بهم أكثر في سبيل حمايتهم من شياطين البيدوفيليا وغيرها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!