-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كلّ ممنوع مرغوب!

جمال لعلامي
  • 809
  • 1
كلّ ممنوع مرغوب!

من عجائب الصالون الدولي للكتاب وغرائبه، أنه في كل سنة، تتطاير الأخبار والمعلومات المتعلقة بالتزاحم و”التطباع” على كتب الزواج وتفسير الأحلام والطبخ والحسد و”السحر”، وغيرها من المؤلفات التي كسبت جمهورا واسعا، يزداد سنة بعد سنة، وهو إن دلّ فإنما يدلّ في شقّ من تفاسيره، على “مكبوتات” ترقد في “جثة” مجتمع مريض بأوبئة اجتماعية متعددة!
لا يمكن اتهام شريحة معينة من شرائح المجتمع الجزائري، بالبحث والتنقيب عن هذا النوع من الكتب والمؤلفات والروايات، فهناك كوادر و”شيوخ” ومتديّنون، و”متطرّفون”، وطلبة ونساء و”محترمون”، يطاردون بأعينهم ومخيلتهم، كتبا لا يجهرون بعناوينها، لكنهم يحملونها ويضعونها في كيس أسود وفي صمت، إذا عثروا عليها وسط ما لا يقل عن 300 ألف عنوان في “سيلا”!
يعتقد جمع كبير من الكتـّاب والمثقفين والمؤلفين، بأن ثقافة المقصّ والرقابة والمنع، لم تعد تجدي نفعا، في زمن لا تجد إلاّ أمك وأباك، في شبكة مترامية الأطراف عبر الانترنيت، وإن كان فريق آخر من المختصين، وأغلبهم ربما من المحافظين والمدافعين عن “الخط الافتتاحي” للعائلة الجزائرية، يرى بأن هذا الحظر ضروري حتى “ما تسيبش العنبة”!
فعلا، إذا “سابت العنبة”، ستتسرّب كتب مفضوحة تروّج للتطرف والإرهاب والجنس ومعاداة الدين الإسلامي واستهداف اللغة العربية ومقومات الأمة، وتقاليدها وعاداتها، وربما تدخل منشورات خطيرة وشيطانية، تستهدف الجزائريين في تاريخهم وجغرافيتهم، وما خفي أعظم!
لكن، أليس كلّ محظور أو ممنوع مرغوب؟.. بمعنى أن التسويق للكتب الممنوعة عبر وسائل الإعلام، ومن خلال تصريحات المسؤولين وبيانات الجهات المعنية برعاية وتنظيم ومراقبة المعرض، ستحرّك المنعكس الشرطي لدى القرّاء والفضوليين من غير القرّاء، فيتوجهون فرادى وجماعات نحو الانترنت، للاطلاع على ما لا يمكن حجبه هناك أو إخفاؤه!
يجب تغيير خطة الدفاع عن هوية المجتمع الجزائري وأخلاقه ومقدساته ومقوّماته، بما لا يجعل من معرض الكتاب، أو أيّ معرض آخر، في مختلف المجالات، “بُعبعا” ينشر الذعر وسط الأولياء والعائلات، قبل الوزارات المسؤولة، ولعلّ أكبر رهان يواجهنا جميعا في ظلّ هذا الانفتاح التكنولوجي، هو كيفية حماية أولادنا وبناتنا وحتى أنفسنا، وتأمينهم من النفس الأمّارة بالسوء، التي تبحث عن كلّ ما يثير الغرائز والشهوات والممنوعات!
يحقّ لنا الآن جميعا، أن نخاف من التأثيرات الجانبية، لجهاز كمبيوتر يحتلّ زاوية ما في البيت، أو “موبايل ملعون” يتحكّم في حركات كلّ من يحمله في يده أو يضعه في جيبه، فمن بمقدوره محاربة هذا “الغول” والانتصار عليه.. شيش؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • صنهاجي قويدر

    .. "كل ممنوع مرغوب" هذا المثل ليس على إطلاقه ، فالرغبة في حد ذاتها تختلف من شخص إلى آخر ، وعندما نمنع شيئا لا يعني اننا لا نعرف بأن هناك من يرغب فيه سواء منعناه أم تركناه ، ولكن المنع في حد ذاته يشير إلى رفض الشيء ، وعدم تقبله ، وهذه إجابة لابد منها لسؤال هل أنت مع أو ضد ؟ والسكوت علامة الرضى