-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“مول الباش” والباندية!

جمال لعلامي
  • 1111
  • 2
“مول الباش” والباندية!
ح.م

عندما يصل حال الفساد والإفساد إلى حدّ سلب صاحب “مول الباش” ما لا يقل عن 50 مليارا من أموال المعوزين، في وزارة التضامن عندما كان “الدكتور” صاحب المعالي، فإن هذا يكشف حجم النهب والسلب والسطو والعبث، الذي عاث في الكثير من الوزارات فسادا، وهو ما يبرّر أيضا حجم الخسائر والأموال المنهوبة والضرر الذي لحق الخزينة العمومية والاقتصاد الوطني!

الطامة الكبرى، تكمن في أن “العصابة” والحاشية وبطانة السوء، اختلقت عن قصد عشرات “مول الباش”، ومنهم خرج مئات أصحاب “مول الباش”، ومنهم تفرّع آلاف أقارب وجيران أصحاب أصحاب “مول الباش”، ولذلك تعدّد الفساد وتجدّد ولم يتبدّد طوال 20 سنة وأكثر، بل الأخطر من ذلك، أنه تحوّل إلى مصيبة إذا عمّت خفّت!

عقلية “مول الباش” وجماعته، هي التي قنّنت قرارات الهاتف، وقتلت القانون، أو وضعت في أحسن الأحوال قوانين على المقاس، وهي التي عملت على تفريخ أكبر عدد من الفاسدين والمفسدين، ولكم أن تتصوّروا كيف يستحوذ مدير تشريفات وزير، على 50 مليارا باسم تنظيم طلابي، ويفلت من العقاب لعدّة سنوات، ولا يُحاسب ولا يُعاقب، لو لم تتحرك آلة القصاص والحرب المفتوحة والمشروعة على معاقل الفساد؟

هل يُعقل أن يتحوّل أميار في الجزائر العميقة، عبر بلديات “مزلوطة” إلى أثرياء، ويتحوّل بعضهم إلى مستثمرين مستوردين وأباطرة للمال والأعمال، بعد ما كانوا مجرّد موظفين أو عمال أو منتخبين لا يملكون سوى أجرة شهرية زهيدة لا تكفي لاقتناء “كاسكروط” كلّ يوم!
الكسب غير المشروع والثراء السهل والمشبوه، هو الذي كان وراء العواصف الهوجاء التي تندلع كلما عادت الانتخابات التشريعية والمحلية، فبيع المراتب الأولى ضمن قوائم الأحزاب والأحرار، كان هدفه مفضوح، ووصل “الفساد” إلى حدّ دفع “بقارة” ورجال أعمال الملايير لشراء الحصانة، لكنهم كانوا يتعاملون مع الحكاية بمنطق تجاري ونظام البيع والشراء والفائدة!

لقد أريد في مرحلة سابقة، أن يتحوّل الفساد إلى وظيفة، ولذلك تكاثر عدد “الموظفين” دون تنظيم مسابقات وامتحانات، وكان الناجحون يستفيدون من عمليات “الترقية” في مجال الفساد والإفساد، وتساوى في هذا المعيار الوزير والمدير والوالي والمير والغفير، وعمّ للأسف الفساد على طريقة التعويم، حتى يتحوّل “الجميع” إلى سرّاق وتسقط صفة “الباندية” على فئة معروفة بأفسدة كلّ شيء من أجل التمويه والاختفاء!

السقوط المتوالي لرؤوس الفساد، و”الحوت الكبير”، دليل آخر على أن “حاميها” كان “حراميها”، وها هو الحراك يفضح المستور ويحرّر عملية الحساب والعقاب، وطبعا المثل الشعبي يقول “كلّ شاة تتعلق من رجليها”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • abdour

    يحكى ان قرويا عانى كثيرا من سرقة احد الثعالب لدجاجاته كل ليلة ،لذلك اهتدى الى ان ينصب له فخا حديدية محكمة واستطاع صنعها لدى الحداد ،وفي الليلة الموالية يقع الثعلب العدو في الفخ لكنه ظل يحاول التخلص الى ان اقتلع رباط الفخ ولكنه علق بذيلهفجره معه بثقله ،ولما تفقد القروي المكان عرف باه فر لكنه تتبع اثار الدماء ولكنه عثر على الفخ مرميا ،ولان الثعلب التفت الى ذيله وقطعه بانيابه للتخلص من صاحب الدجاجات ،،
    ولكن المغزى من القصة ان الثعلب ليتخفى داخل معشر الثعالب نادى فيهم بان الصياد سيقتل كل من له ذيل وطلب منهم ان يقطعوا اذيالهم خوفا ،وبذلك اختفى بينهم لتشابههم ،وفعلوا بنا ان كل جزائري سارق لص منافق

  • سي الهادي

    الفساد الذي أحدثته العصابة التي ينتمي إليها هذا الكائن الخرافي الفاسد المفسد في الجزائر لايمكن إصلاحه إلا بعد سنوات وسنوات من العمل الجدي البناء المستمر ( لتصفية المؤسسات الحيوية من مرض الرشوة والمرتشين ليس بالأمر الهين )