-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أحمد دلباني للشروق أونلاين: “معاداة السامية” ليست شأنا إسلاميا أو عربيا وإنما هي نتاج غربيّ

حاوره ماجيد صرّاح
  • 488
  • 0
أحمد دلباني للشروق أونلاين: “معاداة السامية” ليست شأنا إسلاميا أو عربيا وإنما هي نتاج غربيّ
ح. م
أحمد دلباني.

منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، هرول أكاديميون ومفكرون غربيون، مستغلين نفوذهم، واجتهدوا في تبرير والدفاع عن العدوان على غزة. ودافع هؤلاء المثقفون عن جرائم قتل الفلسطينيين، من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، وتشريدهم وتجويعهم وتهجيرهم وحصارهم بدعوى “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، كما سعوا إلى قمع وإسكات كل صوت يندد بهذه الجرائم باتهامه بـ”معاداة السامية”.

هذا السقوط لم يستثن حتى مفكّرين كبار ناقظوا وارتدوا عما كانوا يدافعون عنه ولسنوات من قيم ومبادئ.

ومن بين هؤلاء، الفيلسوف الألماني وعالم الإجتماع، يورغن هابرماس، الذي وقّع مع باحثين آخرين، نصا بعنوان “مبادئ التضامن” يدافع فيه على العدوان الصهيوني مدّعيا أنه “مبرر من حيث المبدأ”، وأن “معايير التقييم تخطئ تماما عندما نعزو نوايا الإبادة الجماعية إلى العمل الإسرائيلي”، ليضيف أن القول أن إسرائيل تشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين مظهر من مظاهر “معاداة السامية”.

في اليوم الذي سبق نشر هذه العريضة، كان عدد ضحايا العدوان قد بلغ 11 ألفا و451 شهيدا، ونحو 31 ألفا و700 جريح، وفقدان أكثر من 3250 مدنيًا ما زالوا في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض، بينهم 1700 طفل، مع انهيار الخدمة والاتصالات في مستشفيات شمال القطاع.

هذا “العهد غير السعيد بالنسبة للقضايا الإنسانية الكبرى” والإنحياز الصريح لهؤلاء المثقفين والمفكرين الغربيين، الذين أصبحوا ينتصرون للظالم لا للمظلوم، دفع بالباحث أحمد دلباني لكتابة “خطيئة الدفاع عن قايين” كرد غاضب على هؤلاء، وهو الكتاب الذي يصدر أواخر هذا الشهر عن دار خيال للنشر التي تقول أنه الكتاب الأول في العالم العربي الذي يتناول هذا الموضوع.

في حواره مع الشروق أونلاين، يحلل الباحث، وهو أستاذ الفلسفة في جامعة بسكرة، دوافع وارتباطات هؤلاء الفلاسفة والمفكرين الغربيين التي جعلتهم يتخذون هكذا مواقف، كما يتحدث عن صمت معظم المثقفين العرب حول ما يحدث في فلسطين.

الشروق أونلاين: بداية، ما الذي دفعكم لكتابة “خطيئة الدفاع عن قايين”؟

أحمد دلباني: “خطيئة الدفاع عن قايين” كتاب سريع غاضب. دفعني إلى كتابته الظرف الدّامي الملتهب الذي يعرفه العالم منذ بداية الحرب العدوانية الهمجية وغير المسبوقة على غزة في أكتوبر 2023. أو قل هو كتابٌ سجاليّ (Pamphlet) يتضمن التعبير عن موقفٍ ثقافي وسياسيّ وأخلاقي ممّا يجري على الأرض، والردَّ على بعض مثقفي الميديا الأوروبيين، والفرنسيين بخاصة، من الذين مالوا ذات اليمين ورأوا في ما يحدث مؤشرا واضحا على حرب حضارية انطلاقا من جذور دينية إسلامية لا مقاومة لاحتلال استيطانيّ عنصريّ شرّد شعبا آمنا منذ أكثر من سبعين عاما. هو ردّ على نُخب تُسهمُ في صناعة الرأي العام الذي تريده المؤسَّسة المالية والإيديولوجية المهيمنة المرتبطة بمراكز القرار الداعمة للاحتلال وسردياته.

غلاف كتاب “خطيئة الدفاع عن قايين” لكاتبه أحمد دلباني والصادر في فيفري 2024 عن دار خيال للنشر. صورة: الناشر.

لقد وُلد هذا الأثر – الموقف، بالتالي، في مناخ هذه الحرب الوحشية وعلى وقع المذابح اليومية. لم يستغرق هذا الأمر أكثر من أسبوع. لقد كنت، بمعنى ما، أنزف حزنا على الإنسان والعدالة والقِيم في زمن القراصنة الجدد. كان هذا الأمر مؤلما جدًّا وقاصما للكيان وفاضحا لما تبقى من الكرامة العربية والإنسانية في عالم عاجز متواطئ مع المجرم التاريخي الذي هندس، منذ عشريات، هذه المأساة وفق تعاليم ميكيافيلي وفي أفق معنى قطع مع تطلعات الإنسان العميقة إلى العدالة منحدرا، بذلك، إلى وحل البراغماتية الضيقة. كتبته، بمعنى آخر، في سَورةٍ من الغضب والشعور المؤلم بالعجز عن فعل أيّ شيء. انتابني إحساس فاجع بأنني طائر عجوز متهالك الخطى. وبدا العالم كله حكايةَ سقوطٍ لا ينتهي. هذا ما منح كتابي – من الغلاف إلى الغلاف – تلك النبرة الغاضبة الفاضحة للعبة ارتهان جارية الثقافة في فراش السياسة. لقد قال ألبير كامو يوما ما، بحقّ، إنّ الكاتب الحقيقيّ لا يمكنه أن يضع نفسهُ وفنّهُ في خدمة من يصنعون التاريخ وإنما في خدمة ضحاياه. ولكننا – بكل أسفٍ – نعيش اليوم عهداً غير سعيدٍ بالنسبة للقضايا الإنسانية الكبرى. فغالبية المثقفين الغربيين المكرَّسين – مع استثناءات قليلة مشرّفة – ينحازون صراحة، كما رأينا، إلى بعض صانعي تراجيديا العالم مُشيحين بوجوههم عن ضحاياه الذين تحمَّلوا أوزارَ حماقات إرادة القوة وفائض رغبة الهيمنة في منطقتنا العربية. إنه، فعلا، زمن “تهافت الفلاسفة”.

لقد كتبت كتابي، كما أسلفتُ، بسرعة وكنت أعلم، منذ البداية، أنه سيكون ردّا على فضيحة التواطؤ مع الذئب التاريخي وكشفا لسقوط المثقفين في وحل تبرير الجريمة وعدم الانتصار للإنسان المضطهَد. كان مطمحي الأول، بمعنى ما، أن أكتب شيئا أنتقد فيه موقف الغرب من الآخر من خلال ما كشفت عنه الحربُ الأخيرة على غزة. وربما كل ما احتجتُ إليه هو أن أتابعَ مليا تصريحات مثقفي الميديا الفرنسيين مثل ميشال أونفري وآلان فنكلكروت ولوك فيري وبرنار هنري ليفي، وأن أراجعَ بعض المؤلفات الفكرية التي مثلت انكماش الفكر الغربي كنوع من الاعتصام بالذات وبقشّة الهوية في محيط التاريخ غير الواثق. لذا كان هذا المُؤلَّفُ سجاليا لم أتحرّج فيه من وصف مثقفي اليمين بما وصف به الكاتب الفرنسي بول نيزان بعض مثقفي مرحلته عندما نعتهم بـ”كلاب الحراسة“. وفعلا، لا تمثل مواقفُ الكثيرين من هؤلاء الفلاسفة إزاء القضية الفلسطينية إلا وجها من أوجه الدفاع عن الوضع الجائر القائم. ولك أن تلاحظ صديقي، أيضا، كيف أنّ كبيرهم الألماني هابرماس لم يستطع – وهو صاحب نظرية العقل التواصلي – أن يمدّ جسور التواصل إلى عذابات الآخر الفلسطيني المظلوم المسحوق المُستعمَر نظرا لتقوقعه داخل رؤيته الفكرية الأوروبية وسقوطه في هاوية الندامة المرتبطة بذاكرة المحرقة التي تسكنُ مخيال الغرب بوصفها أبشع ما عرفه التاريخ الإنساني من جرائم ضدّ الإنسانية كما يدّعون. ومن المعروف أنّ هذا ما استثمرت فيه إسرائيل جيّدا عندما جعلت من انتقاد سياساتها الإجرامية “معاداة للسامية”.

ما هو السبب في رأيكم وراء تأييد المثقفين الغربيين للكيان الصهيوني على الرغم مما يرتكبه من جرائم موثقة؟

يتصوّر “فلاسفة البؤس” أنّ مقاومة الاحتلال، في حقيقتها، هي مشروع حرب حضارية ضدّ الغرب الليبرالي برمته. وما دامت إسرائيل دولة ليبرالية “ديمقراطية” فهي، بهذا المعنى، تُعتبرُ امتدادا للغرب الحضاري ومُمثلا للقِيم الغربية في تلك المنطقة من الشرق الأوسط. ولا ننسى هنا أيضا، بطبيعة الحال، الخلفية الثقافية والحساسية الدينية لمن يصفُ حضارة الغرب بأنها “حضارة يهودية – مسيحية”. إنّ الانكماش الذي أشرنا إليه آنفا أصبح يملي على اليمين الثقافيّ مواقف منسجمة مع سردية الاحتلال تغيب عن مجالها المرئيّ قضايا العدالة والحرية لكي لا يحضر إلا الأمن وضرورة الدفاع عن آخر حصون “الحضارة الغربية”. ويمكننا، هنا، أن نرى في هذه المواقف تمويها لجوهر الصراع في الشرق الأوسط بغية تبريره ومنحه طابعا حضاريا (أو دينيا) مُقدّسا في الوعي الغربي. فمن شأن الكشف عن مظالم التاريخ وهمجية الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطيني الطويلة في المخيمات والمنافي أن تكون متراسا ينتصبُ أمام مشروعية الهيمنة الأطلسية في الشرق الأوسط أو ادِّعاء الدفاع عن “ديمقراطية ليبرالية” تمثل حصنا للغرب الحضاريّ في منطقة ملتهبة تحمل إرث مجابهةٍ تنافسية وعدائيةٍ للحضارة “اليهودية – المسيحية” منذ عهد الحروب الصليبية. هذا الأمر أصبح لازمة عند القوم إلى الدرجة التي خشي فيها ميشال أونفري مثلا على مصير تسعة ملايين يهوديّ من أكثر من مليار مسلم! بهذه البساطة وبهذا العمَه الإيديولوجي العنصريّ يفهم الفيلسوف الثرثار المنحاز المشكلة. كأنّ المقاومة الفلسطينية، في حقيقتها، حرب إسلامية أعلنها جميع المسلمين على اليهود لا مقاومة يخوضها أصحاب الأرض ضدّ احتلال صهيونيّ مكنت له صفقة إجرامية بين كبار العالم من أجل إيجاد حل لما أطلقوا عليه سابقا اسم “المسألة اليهودية” بعد فظاعات الحرب العالمية الثانية و”الهولوكوست”.

وليس غريبا أن يصدر في باريس، هذه الأيام، كتابٌ للفيلسوف اليهودي الفرنسي برنار هنري ليفي يحمل عنوان “عزلة إسرائيل” في محاولةٍ منه للتذكير بأنّ هناك حربا بين معسكر “الحرية” الذي يمثله الغرب الليبرالي وامتداده الإسرائيلي في الشرق الأوسط، وبين مُعسكر “الاستبداد” الإسلامي – الصيني – الروسي. هكذا يفهم هذا المُثقَّفُ – الموظف ما يجري في العالم بنوع من التمويه الذي يجعل من المُجرم التاريخي وقاتل الأطفال حامل رسالة الحضارة والحرية! هكذا بكل بساطة. ما أردتُ أن أقول هو أنّ للتمويه وتزييف الحقائق شأنا آخر خصوصا مع كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين في هذا الظرف الذي يحتاج فيه الغرب إلى خصم إيديولوجيّ كبير يجعله يتحسّس حدوده ويجابه تفككه وانهياره الوشيك. ربما احتاج هؤلاء إلى التذكير الدائم بأنّ “معاداة السامية” ليست شأنا إسلاميا أو عربيا وإنما هي نتاجٌ غربيٌّ خالص. والتاريخ يشهد على ذلك.

إنّ “فلاسفة البؤس” الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن جريمة قايين التاريخي يجدون مسوّغا، كما هو معروف، في نقد المقاومة الفلسطينية في شكلها المسلح ويعتبرونها إرهابا يروّع المدنيين العزَّل ويدوس على حق الحياة المقدس ويقوم على عنصرية تجاه اليهود لا تعترفُ لهم بالحق في الوجود الآمن الكريم بعد رحلة التشرد والشتات التي طالت قرونا. ولكنهم يتناسون أهمّ ما في القضية: أعني بذلك الاحتلال وتشريد شعب كامل من أرضه واستمرار الاستيطان ونهب الأرض وضرب قرارات الأمم المتحدة – القاضية بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 – عرض الحائط. وكأنّ من حقّ الضحية أن تطلق العنان لنفسها لتتحرّر من التزامها الأخلاقي والقانوني أبديا كردّ على ما عانته من ويلات وعنصرية طيلة قرون من الزمن. فما الذي يمنح الكيان الصهيونيّ هذا الامتياز؟ وعلى حساب من؟ أعتقد، هنا، أنه من المهم أن نتفهّم عنف المقاومة بوصفه ردّ فعل طبيعيا ومشروعا على العنف الأصليّ الذي أسّس له فعل الاحتلال. فهل نحتاج انطلاقا من هذه الاعتبارات، إلى التذكير الدائم بأنَّ الأمن يأتي بعد العدالة؟

لماذا لم نسمع الكثير من من المثقفين في العالم العربي يرفعون أصواتهم دفاعا عن حقوق الفلسطينيين؟

إنّ مواقف المفكرين والفلاسفة الذين أشرتُ إليهم آنفا – تصريحا أو تلميحا – يمكن أن ندرجها ضمن برنامج ضخم من “تهافت الفلاسفة” الأخلاقي والإنساني، وهذا ما جعلني أصفهم بما وصف به بول نيزان بعض مثقفي عصره. كما لاحظتُ، بكل أسف، كيف خيّم الصّمت المريب على معظم المثقّفين العرب الذين اكتفى بعضهم بتسجيل اسمه ضمن قوائم الموقعين على بيانات التنديد المكرورة المُبتذلة. هذا أمر مؤسف حقا، ويبدو أنه يرتبط بـ “التقية” والحذر الواجب في زمن الهرولة وراء عطايا وجوائز بعض الأنظمة العربية المناهضة للمقاومة والسائرة في طريق التطبيع.

الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي. صورة: POL EMILE/SIPA

ولكنني أودّ أن أضيف، هنا أيضا، كلمة عن بعض الكتّاب والمثقفين الجزائريين (نظير كمال داود وبوعلام صنصال) الذين جرفهم سيل ادِّعاء “الإنسانية” فطفقوا يدينون المقاومة الفلسطينية ويعثرون على بذرة الشر و”معاداة السامية” واليهود في ثقافة المقاومين من العرب والفلسطينيين دونما اعتبار لتاريخ عذابات الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته. بل إنّ كمال داود الذي ارتاع (!؟) أمام هجوم المقاومة الإسلامية الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 على مستوطنات المعمِّرين في غزة، لم يستطع أن يقول كلمة واحدة ضدّ الاحتلال وممارساته الهمجية، ولا أن ينتصر للعدالة وحق الشعب الفلسطيني المُحاصر الذي يتعرّض للإبادة وهو يكتب تذييلا لكتاب جماعيّ – صدر مؤخرا في فرنسا – عن تلك الأحداث التي وُصفت بالمذبحة المبرمجة ضدّ اليهود بوصفهم كذلك بـ”Pogrom”. إذ إنّ كل ما توصل إليه هذا الكاتب الأجير – في قراءته البليدة المنحازة للأحداث – أنّ المقاومين الفلسطينيين إسلاميون دمويون يسكنهم مقت اليهود. بهذه البساطة الفاقعة يُدين هذا المثقف المقاومة غافلا أو متغافلا عن جوهر القضية الإنساني والأخلاقي والسياسي الذي يعود إلى عشريات خلت. إنني لا أجدُ هنا، صراحةً، وصفا لهذا الخرَف الذهني أفضل من عبارة “لوم الضحايا” للراحل الكبير إدوارد سعيد. من هنا قولي دائما إنّ هؤلاء الكُتَّاب الذين اختاروا الإقامة في فرنسا والكتابة بلغتها لم يختاروا الجغرافيا فحسب وإنما، وبدرجة أكبر، الانتماء الإيديولوجي والمناخ الثقافي الذي يوفره اليمين العنصريّ بمنابره وعطاياه وامتيازاته. هذه الفئة المرتزقة معروفة بتبنيها السَّطحي للأطروحة الثقافوية غير التاريخية وغير النقدية؛ وهم في ذلك يؤدون وظيفة “كلاب الحراسة” بأمانة مخجلة.

في رأيكم، ماذا سيكون تأثير هذه الازدواجية في المعايير لدى المثقفين الغربيين اليوم على مجتمعاتنا مستقبلا؟

أعتقدُ أنّ هذه الفئة من المفكرين والمثقفين لا تمثل وزنا كبيرا على مستوى النظر إلى الأحداث أو “رؤية العالم” والقيم. فهؤلاء “المثقفون” مرتبطون بمؤسّسات السلطة الإعلامية وجماعات الضغط التي تحاول حجب جوهر الصّراع خدمة للسرديات الاستعمارية ومصالح الغرب في منطقتنا العربية الغنية بثرواتها.

إنهم، بمعنى ما، مُلحَقون ثقافيون بمؤسسة الأطلسي الأمبريالية نذروا أنفسهم لانتهاك عذرية النظر والموقف المُستقل من خلال جعل الكلمة الحرّة جارية في فراش السيّد. وما يجعلني أقول ذلك هو أنّ خطابهم التمويهيّ لا يمتلك القدرة على التأثير أو الاستئثار بـ”الحقيقة” في زمن تحرُّر الخبر والمعلومة من السّياج الإيديولوجي والرقابة مع تقدم تكنولوجيا الاتصال الهائل. ألا تلاحظ، صديقي، أنّ التعاطف مع القضية الفلسطينية يزداد عبر أرجاء المعمورة بين أوساط المثقفين الأحرار وعلى المستويات الشعبية والكتل السياسية الطليعية في الوقت الذي يتراجع فيه – بشكل غير مسبوق – دعمُ دولة الاحتلال على كل المستويات؟ وبالتالي فإنّ “ازدواجية المعايير” في الخطاب البائس لهؤلاء المثقفين لا يمكن النظر إليها إلا بوصفها فضيحة العصر التي هوت بمسؤولية المثقف في دركات الوظيفة والاستجداء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!