-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أذكرونا في السرّاء أيضا

الشروق أونلاين
  • 3203
  • 0
أذكرونا في السرّاء أيضا

إلى غاية بداية الألفية الجديدة كان مجرد التفكير في بلوغ سعر النفط عتبة الخمسين دولارا أشبه بالحلم المستحيل، إلى درجة أن رئيس حكومة سابق قال للصحافة الوطنية إن الجزائر ستحل كل مشاكلها لو بلغ سعر النفط خمسين دولارا.

  • والآن يقول وزير الطاقة أن الجزائر في منأى عن الأزمات، إلا إذا بلغ سعر النفط خمسين دولارا، أي أن حلم رئيس الحكومة السابق هو كابوس بالنسبة للحكومة الحالية، وكان جنون الأسعار الذي جلع أسعار برميل النفط تتجاوز المئة دولار لعدة أشهر قد قابله ارتفاع جنوني لأسعار كل المواد الأساسية التي نستوردها، من قمح وسكر وبُن وأدوية ومواد بناء، وهو ما جعل الحكومة تركز حديثها على نار أسعار المواد التي نستهلكها، وتصف ارتفاع أسعار النفط باللاحدث أمام انهيار قيمة الدولار وجنون أسعار المواد الاستهلاكية في الأسواق العالمية؛ فكان السكر يزداد مرارة في أسواقنا بارتفاع سعره تماشيا مع الأسواق العالمية، وطلت الحكومة تشرح بالتفصيل الممل والموجع أسباب مرارة السكر وحموضة القهوة وجحيم الإسمنت والحديد، ولكن عاصفة الأزمة المالية التي هبّت على الاقتصاد العالمي طعنت أسعار النفط في الصميم وأيضا أسعار بقية المواد الاستهلاكية في الأسواق العالمية التي تهاوت جميعها في سقوط حر بسبب قلة الطلب عليها، وعادت الحكومة هذه المرة للحديث عن أسعار النفط المنحدرة التي نصدّرها دون الإشارة إلى بقية الأسعار الاستهلاكية التي نستوردها، ولم يسترجع السكر حلاوته في أسواقنا تماشيا مع أسعاره في السوق العالمية، بينما بدأ الحديث عن الاقتراض وشد الأحزمة إذا بلغ سعر النفط ما دون الخمسين دولارا.
  • الجزائر مقبلة اليوم على تغييرات جديدة بالمصادقة على تعديل الدستور وظهور وزير أول جديد ونوابه الجدد، وهي مدعوة إلى أن لا تعدِّل الدستور وتعدل المناصب وربما أصحابها من دون تعديل الأداء الذي هو مطلب ومسعى الجميع، من رئيس الجمهورية إلى أبسط مواطن يتمنى أن يكون الأساس في السراء كما في الضراء.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!