-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أصوات في المزاد…

محمد يعقوبي
  • 2903
  • 7
أصوات في المزاد…

نسمع ونقرأ ونشاهد يوميا من يوهمنا بأن الانتخابات التشريعية القادمة هي استحقاق مصيري للبلاد، ويتمادى البعض في الكذب على الشعب بالقول إن هذه الانتخابات ستلد مجلسا تأسيسيا مثل الذي أنجبته ثورة البوعزيزي في تونس أو ثورة ميدان التحرير في مصر!؟

 

وبرغم أهمية هذا الموعد، إلا أن تهويله وتضخيمه والقول بأنه سيفصل بين عهدين ويحل كل مشاكل الجزائريين، قول كاذب تدحضه الأدلة اليومية في حياة الوطن والمواطن..

والغريب في الموضوع أن الجميع يطبل لهذا الخطاب السياسي، سواء الموالين للسلطة أو المعارضين لها، كلهم يلهثون خلف مقاعد البرلمان ولو بالكذب والتدليس وإيهام الجزائريين أن أوضاعهم سوف تتحسن بعد العاشر ماي، بينما كل القرائن تثبت العكس! 

فالسلطة تمارس الغش والتدليس، وبعد أن خنقت المشهد السياسي لأكثر من 20 سنة هاهي تتحول إلى “بابانوال” وتمنح 20 حزبا الاعتماد في أقل من شهر وهذا نعتقد أنه لم يحدث في أي بلد في العالم، وهو ظاهرة مرضية ميعت النشاط السياسي وضخته بقوافل الانتهازيين الذين نعيش يوميا حربهم على الترشيحات دون وجه حق، بل ثمة أحزاب جديدة ظهرت فيها حركات تصحيحية قبل أن تحصل على الاعتماد والبقية مفهومة!! 

الإسلاميون من جهتهم، وبعد أن شكلوا البديل عن الأنظمة المتهاوية بفعل الربيع العربي، هاهم في الجزائر يرسمون مشهدا بائسا تعيسا لايختلف عما نراه في باقي الأحزاب.. 

فأخبار الشيخ “الوقور” عبد الله جاب الله لاتسر الناظرين، بعد الحديث عن صفقة يكون قد عقدها مع أويحيى لتزكية هذا الأخير في رئاسيات 2014 مقابل حصول الشيخ على رئاسة البرلمان القادم، وهو ما تبرره حماسته الزائدة للترشح بالعاصمة على غير العادة. 

أما إسلاميو “الجزائر الخضراء” فنحسبها صحراء قاحلة في عهدهم، لأن فاقد الشيء لايعطيه، وأخبار الشقاق والنفاق والمكر والكيد بينهم تكفي لتنسف “الحرب المقدسة” التي يريدون إقناع الشعب بها.

أما التيار العلماني فلعله الأصدق هذه المرة مع نفسه، الأرسيدي قاطع لأنه لن يتحمل مصارحة الصندوق له بحجمه ووزنه الحقيقي، وسيد أحمد غزالي تحدى الداخلية وقال إنه سينشط رغم أنفها دون عقد مؤتمره التأسيسي، ببساطة لأنه لم يستطع جمع ممثلي 16 ولاية.

ووسط هذا المشهد المفلس، يطلب من المواطن أن ينتخب على أحد هؤلاء المفلسين، الذين تراهن السلطة على إفلاسهم لإنتاج برلمان تحت السيطرة دائما.

حتى تكون الانتخابات القادمة فاصلة وحاسمة ومصيرية، يجب أن لايفوز من اعتاد الفوز بالقوة والرشوة والتزوير، بل يجب أن يثور الناخبون ليختاروا مشهدا  سياسيا جديدا يشكلوه بأنفسهم طالما يعتقد أنها ستكون الانتخابات الأنزه في تاريخ الجزائر.. يجب أن لاتفوز أفلان بلخادم ولا أردني أويحيى ولا تكتل أبو جرة ولاطاقية جاب الله ولا حتى أيٍ من الأحزاب الجديدة اللاهثة خلف البرلمان.

يجب أن لايفوز من أخذ فرصته وخيب الشعب ممن خذلوه كوزراء فاشلين أو كنواب تعودوا أن يركنوا سياراتهم على مداخل المدن التي انتخبتهم لأنهم لم يعبّدوا طرقاتها بما وعدوا من عمل ونضال.

على الناخبين أن يعاقبوا السلطة بمعاقبة هذه التشكيلات الفاسدة المفسدة، عليهم أن يشكلوا كيانات جديدة بوجوه جديدة رباطها الأساسي بالوطن وليس بما يدرّه هذا الوطن من امتيازات.. وإلا سنشهد المزيد من الإخفاقات بينما الجميع يتقدم حتى أولئك الذين دهستهم عربة الربيع العربي..

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • واحد

    طبعا تعليقي لا ينشر?

    كملوا هكذا يا حرية التعبير...

  • انس

    انا اتساؤل، لماذا كل من يكتب مقالا متشائما نايده ونسعد بكتابته، اليس في هذه الجزائر الواسعة والكبيرة بتاريخها ومواردها تحت الارض وفوقها وبطاقتها البشرية المتنوعة والقادرة على رفع التحدي، ان تنجب رجالا من طينة الكبار، اتركوا الفرصة لهذه الاحزاب لترينا حنية يديها، فمن وجدنا فيه الصلاح انتخبنا عليه ومن وجدنا فيه الانتهازية وحب السلطة والمال عاقبنا بطرده من صندوق الاقتراع، فالكل يجب ان يتحمل مسؤوليته، لا ان نندب حظنا ومستقبل بلدنا، الرئيس يدعوا الشباب الى الترشح وعدم ترك الفرصة للشيوخ وانتم ترفضون؟؟

  • ماريا راني جيت

    لاياخي الكل يتكلم بها واحتكاكي بالمثقف والبسيط يحملون نفس الاستنتاجات الكل وحدته لغة الجرح لكن المشكل لانملك الحلول واذا صادفنا حل يكون حل مؤقت ايضا السيد يعقوبي تفنن في وصف المشكلة ببساطة يملك توظيف الكلمات هذا هو الفرق حتى الحلول مشفرة عند الكاتب

  • دليل

    شكرا لصحاب المقال على هذه الحقيقة التي يخشى الجميع قولها

  • ابراهيم جزار

    تغيب ممارسات التجديد والتشبيب والتغيير القاعدي عن العمل السياسي في الجزائر .فتضخم الانا الثورية.والشرعية الابوية للقادة السياسين لا تجعل منا نامل الكثير

  • أمير

    شكرا ياصاحب التعليق رقم 1 ، حقيقتا كلنا نعرف الداء ، لكن الكثير من يتعمد في خلط الدواء ، حتى لاينفع ، وإذا جاء الطبيب الأختصاصي ، غيبت عنه الوسائل حتى لايكشف أسباب الداء ، أما صمتنا هو قلة الثقة ، وأصبحنا نطبق كل ما تختاره من أبناء الكلبة فهو جرو

  • ماريا راني جيت

    اتعرف ايها الكاتب ما اكرهه هو صمتنا الكل يعرف الخلل او العطب وهناك من يتفنن في وصفه لكن لا نغير منه شئ يعنى نملك الا الداء وتشخيصه اما الدواء...........كاننا شعب كتب عليه الوجع وكفي