-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أعيادنا بطوننا

عمار يزلي
  • 2489
  • 1
أعيادنا بطوننا

أعيادنا، أعياد أكل وإسراف وترف وتبذير وتنافس وخصام وحوادث وقرف! خرج الصيف قبل أن يدخل، ودخل رمضان قبل أن يخرج الصيف! وهذا يعني “الاستهلاك” على مصراعيه! التبذير وصرف الأموال والجهد للأكل في رمضان! مفارقة غريبة: نأكل لنصوم؟ أم نصوم لنأكل؟ ثم يدخل العيد “الصغير” بمحاينه الكبيرة: الأدوات المدرسية والدخول مع العيد والحلويات وكل أشكل تمرير الحياة المرة أصلا بالحلو! (ونشتكي من السكر!) ثم أمراض وطوابير عند الأطباء الذين يبقون مغلقين طول رمضان! يمر العيد والدخول المدرسي، بمصاريفه وديونه “الحنيفة”

 

 ويدخل التدين الجديد: كبش العيد! وتدخل معه قصص حوادث الكباش والعيد: كبش يضحي بصاحبه قبل أن يضحي عليه! رجل يذبح يده عوض الكبش! طفل يسقط في مقلاة زيت، آخر في مجمر فحم، أربعة آخرون في بئر بعد أن نطح الكبش ثالثهم. حوادث الطوارئ في المستشفيات لا تقل ولا تنذر! الجزارون المتنقلون يتحولون إلى باعة للدم. التبن في كل مكان، والفحم في البلكونات، وحوادث الحريق حدث.. وحرج!

نمت لأجد نفسي لم أعيد، فأرغمت أن أسرق أجزاء من كبش جارنا الذي عيد على اثنين! أمام القاضي، قلت له ردا على سؤال القاضي: لماذا أخذت المخ ولم تأخذ بوزلوف كاملا؟ قلت له: مش أنا سيدي.. الكبش ماعندهش العقل، لو كان عنده مخ لو كان هرب، أعطاها للمغرب أو حرق، ماذا يفعل هنا؟ قال لي: واللسان، لماذا أخذت النص وتركت الباقي؟ قلت له: واش يدير كبش بلسان؟ ليس له الحق في الكلام، بل فقط يبعرر، وهو يبعر حتى بنصف لسان! هكذا تقول اللسانيات عند “فردناند دي سوسير”! الألثغ يبعرر! قال لي: أجب على أسئلتي بلا لف ولا دوران! القلب أنت من سرقته مع الكبد والرئتين والكبد، وتركت الدوارة لماذا! قلت له: الكبش هذا ما عنده لا القلب لا كبدة. والأغنية الوهرانية تقول: فين ما مشات الكبدة، يتبعها القلب!! لم يكن عنده رئتان، كان يتنفس تحت الماء مثل عبد الحليم، كان يتنفس الصعداء! الدوارة، هذا ما فيه زيادة على الهيدورة! ليس فيه إلا القوائم والمصارين والقرون! هذا كل ما فينا: ننطح، نجري ونقول أنها رياضة، ونهكش ونقول أننا نعمل، نستهلك ونقول أننا نأكل، نبعرر ونقول أننا نعبر، ونزبل ونقول “حرية تعبير”.. 

وأفيق من نومي وأنا أبعرر كأي خروف بفعل الشخير الذي لا يختلف عن حرية التعبير عندنا. 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • أسمهان

    فعلا نتكالب على بطوننا وكلنا استعداد للقتل من أجل بطوننا،ولا حول ولا قوة الا بالله.لكن لا أحد منا فكر في أداء فريضة الصوم ولا فكر في في التصدق من أضحية العيد كما أمرنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم،فنخسر شهرا من الحسنات المضاعفة ونخسر جزاء أضحية العيد،في حين تتكتل وتتضخم بطوننا وتزداد أوزاننا فتذهب عقولنا ...