-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أمة سفك الدماء!

محمد سليم قلالة
  • 3607
  • 15
أمة سفك الدماء!

ألا يحق لأعداء الأمة الإسلامية أن يصفونها اليوم بالأمة المتوحشة والخارجة عن نطاق الحضارة، وهي التي تشهد قرابة 100 بالمائة من نزاعات وحروب واقتتال العالم اليوم؟ ألا يحق لهم أن يَسْخَروا من قولنا أن الإسلام هو دين المحبة والسلام، في حين أن أمة الإسلام هي الوحيدة في العالم التي يتقاتل أبناؤها بهذه الشراسة، وتعرف أكبر عدد من الإبادات؟ ألا يحق لهم أن يَسْخَروا منا سواء كنا نحن السبب أو كنا نحن النتيجة، سواء فعلنا هذا بأنفسنا أم خططوا له هم ونجحوا في ذلك؟

 من بين 26 نزاعا في العالم اليوم 23 هي بين مسلمين أكثرها دموية، بما يزيد عن نصف مليون قتيل في الصومال منذ سنة 1991، وأحدثها بما يزيد عن 100 ألف قتيل في سورية منذ أكثر من سنتين، وقائمة النزاعات معروفة لمن أراد أن يتابعها …

السؤال الكبير الذي يطرح نفسه: لماذا الاقتتال اليوم هو بين المسلمين أنفسهم؟ هل هم أغبياء دون شعوب العالم ليُجَروا بهذه السهولة إلى الفتن؟ أم أنهم مخترقون من قبل العملاء؟ أم أن الجهل بدينهم وبرسالتهم هو الذي يدفع بهم إلى هذه الحالة؟

هل هو ضعفهم أم قوة أمريكا والغرب؟ ما الذي يجعل شعوب الأمة الإسلامية في  النصف الثاني من القرن الماضي تُحدِّد بدقة العدو في الأجنبي المغتصب إن في الجزائر أو في فلسطين أو غيرها وتدفع بآلاف الشهداء من أجل التحرير، وشعوب بداية القرن الحادي والعشرين تخطئ تماما في تحديد العدو فتتقاتل فيما بينها وتنفق الملايير ضد بعضها في سوريا ومصر والعراق وتحتار في من هو الشهيد من أبنائها؟

يبدو من الصعب الإجابة عن هذه الأسئلة، وفي ذات الوقت من السهولة القول إن العصب الفكرية والسياسية والعسكرية والدينية التي تمكنت، أو تم تمكينها من قيادة هذه الأمة منذ النصف الثاني من القرن العرشين هي التي خذلتها، وهي التي عكست الأولويات لديها، وهي التي باعت مواقفها للآخر المعتدي، وهي التي مكنت له من أن يزرع الفتنة داخلها، وهي التي منعتها  من أن تتحرك بطبيعتها لترى ما هو حق حقا وما هو باطل باطلا.

لقد كان تأثير هؤلاء في روح الأمة كبيرا إلى درجة أن أصبحت تقدم بالدليل يوميا دون بقية أمم العالم أنها ليست خير أمة أُخرجت للناس، إنما أمة الاقتتال والسجون والتعذيب وسفك الدماء…

نعيب زماننا والعيب فينا           وما لزماننا عيبٌ سوانا   

ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ        ولو نطق الزمان لنا هجانا

 

وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ         ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
15
  • الناجوي

    سيدي : يجب علينا الا ننسى ان الغرب دفع ضريبة جد غالية ( الحرب العالمية الاولى و الثانية ) ذهب ضحيتها أكثر من 20مليون
    ثانيا الديموقراطية لم تدرس عبر المناهج التعليمية
    ثالثا الفكر السائد عند عامت الناس بأن الرئيس الذي يحكم ليس له بديل و لابد من ترشحه للمرة ألف حتى نضمن الاستقرار
    رابعا الاحزاب السياسية لا تلعب دورها في الحيات الاجتماعية بل تبحث بألف طريقة كيف تدس رأسها بين أحضان الحكومة

  • مغربي

    انا اتفق معك في النتائج الكارثية من القتل والفتن لكن لا بد ان تعرف ان الشعوب العربية حكمت بالنار والحديد وكانت اكثر شراسة من المستعمر نفسه ونهبت خيرات البلاد باسماء ودرائع متعددة وفقرت الناس فكان لابد من اختيار امرين احلاهما مر اما الخنوع لهذه الديكتاتوريات والاستسلام لارادتها او المواجهة معها وبطبيعة الحال كان الاختيار هو المواجهة لانها سنة الله في خلقه والانسان بطبعه كرمه الله فلا يمكن ان يصبر الى ما لانهاية لاسترجاعها اما الدول الغربية فلك ان ترجع الى التاريخ والحروب الاهلية وكم كلفت حتى تصل

  • بدون اسم

    انت تخلط يا اخ العرب بين غطرسة الكنيسة ااانذاك وبين ما يحدث في البلاد المسلمة. افهم الاول ماذا تدعو العلمانية ثم نادي بهاااااااا

  • كمال

    ارجوكم ان تنشرو تعليقي فلي حق الرد على ماكتب اعلاه
    اولا الا ترى بام عينك تكالب الامم على المسلمين ؟؟؟ الا ترى بان اغلب مشاكل الشعوب المسلمة تعاني من حكامها الظلمة ون استبدادهم وتعاني من الاستعمار الخارجي المباشر(افغانستان العراق كشمير جزر الامارات فلسطين مدن المغرب الشمالية) وان الدول الغربية هي المسؤول المباشر لكل هاته المئاسي بالاشتراك مع الحكام الضلمة ومعاونيهم من العلمانيين واللبراليين واعداء الدين يتبع

  • omar

    نحن مسلمين و لسنا ملحدين حتى نفصل بين الدين و الدولة

  • بدون اسم

    نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا

  • algerien

    معك حق يا استاد في مقالك هدا. مع كل ما يجري في الدول العربية اصبح العالم يدك الان جيدا ان العرب امة اقتتال و فساد و مع الاسف لا اضن انهم يمكنهم الخروج عن هدا الوضع قريبا لان المشكل في نفسية وتفكير العرب.

  • عبد الكريم

    شكرا أستاذي الكريم ان تحليلكم لصائب ، فانت دائماً من تضع النقاط على الحروف ، وتسمي الأشياء بمسمياتها، لكن تعقيبي هذه المرة لصاحب التعقيب رقم 6 فأقول له : شكرا ومع ذالك فنحن أمة العلم والتحضر والتكنولوجيا و البحث العلمي من طب و كمياء و علم الفضاء و فيزياء و ......الخ لكن أعداءنا نجحوا في زرع الفتنة بيننا ، والتفوق عليهم إنشاء الله آت لا محالة ، آت بالعمل لا بالتواكل. لا تسخر من تعقيبي أخي الفاضل وتقول هذا ممن قال فيهم الشاعر : ليس الفتى من يقول كان أبي .... إنما الفتى من يقول هأنا دا.

  • الزهرة البرية

    كلامك يعصر القلوب حسرة لكنه للأسف كله صحيحا .. ياحسرتاه على أمة فتحت العالم شرقا وغربا وأنارته بالعلم والسماحة ومكارم الأخلاق أصبحت تصدر له الآن كل ماهو شرس ومتوحش.

  • farid s

    أستاذي العزيز: أرجو أن يتسع صدرك وصدر القراء الأعزاء لهذه الكلمات فنحن امة ورثت خلطة فاسدة ومفسدة للعقول ومثبطة للعزائم وملجمة للأفكار والابداع وقد أسميتها الخلطة المقدسة وهي بكل بساطة تعاليم دينية تدحرجت الينا عبر العصور والأزمان حتى وصلت الينا بهذا الشكل المتعفن بما تحمله من تناقضات وصارت الفتاوى والأحكام مزاجية حسب الطلب وتحكمت في كل حياتنا في حين أن الأمم التي أفاقت مبكرا اختارت العلمانية وطريق العقل حتى تتجنب كل هذا الخلط وأعطت ما لقيصر لقيصر وما لله لله .

  • chaabane

    heureusement ils ont adhéré l'alliance atlantique et l'union européenne, si non y aurait aujoud'hui des guerres civiles et des conflits entre voisins en europe de l'est. l'alliance atlantique et l'europe n'acceptent plus les guerres et les conlits interenes entre ses memebres. nos pays au sud et l'est de la midéterranée, on a un choix, chac'un construit son front interieur sur les bases, de la justice, le travail, la tolérence. on peut aller seul vers la gloire. on a tout les moyens, 38 millions

  • جصال

    انا لم افهم ما جدوى هذا المقال. لقد طرحتم سؤالا دون ان تقدمو جوابا له.

  • mahdi

    اقسم ان تحليلكم صائب جدا و تاكد العالم الان اننا امة اقتتال و لا نحل مشاكلنا الا بلغة واحدة و هي الرجوع الى القوة و الاقتتال تحت مسمياة متنوعة التصحيح الثوري.استعادة الثورة.التصحيحيات .وحتى الجهاد في ابناء الوطن الواحد .امة اثبتت مند عصر الخليفة عثمان رصي الله عنه انها امة اقتتال و لدا ادعوا ضمائر الامة الحية لفتح هدا الملف بكل جراءة و محاولة ارجاع الامور الى جادة الطريق

  • mahdi

    اقسم ان تحليلكم صائب جدا و تاكد العالم الان اننا امة اقتتال و لا نحل مشاكلنا الا بلغة واحدة و هي الرجوع الى القوة و الاقتتال تحت مسمياة متنوعة التصحيح الثوري.استعادة الثورة.التصحيحيات .وحتى الجهاد في ابناء الوطن الواحد .امة اثبتت مند عصر الخليفة عثمان رصي الله عنه انها امة اقتتال و لدا ادعوا ضمائر الامة الحية لفتح هدا الملف بكل جراءة و محاولة ارجاع الامور الى جادة الطريق

  • اسحاق

    الاسلام سيعود غريبا واعتقد ان الامة الاوروبية و الامريكية اولى بالدين الاسلامى من عرب القتل و السرقة و الاغتصاب