-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“أنا ديسيديت” مرّة أخرى!

جمال لعلامي
  • 1271
  • 2
“أنا ديسيديت” مرّة أخرى!

عندما تقول جمعيات أولياء التلاميذ، إن مديري مدارس ومسؤولين بالمؤسسات التربوية وقطاع التربية، لا يطبّقون أوامر وتعليمات الوزيرة نورية بن غبريط، فهنا يجب التوقف لتحليل هذه الظاهرة القديمة الجديدة، وتشخيص أسبابها وتوابعها وآثارها ونتائجها!

فعلا، لو طبّق مديرو المدارس تعليمات الوزيرة، لسارعوا إلى إدماج آلاف الراسبين والمطرودين ولو بتجميعهم في أقسام خاصة، لكن المسؤولين، “ضربوا النحّ” ولم يلتزموا بتعليمات وزيرتهم!

الحقّ يُقال، إن الكثير من مسؤولي قطاع التربية، لا يطبقون أوامر بن غبريط، إلاّ إذا تعلق الأمر بخنق الأساتذة والتلاميذ، لكن في الغالب عندما يتعلق الأمر بحلول أو إجراءات لفائدة هؤلاء أو أولئك، فإن نفس المسؤولين يتماطلون ويتقاعسون ويتكاسلون ويفرملون، ويصبّون البنزين على النار!

مشجب “ما جانا والو”، وعقلية “أنا ديسيديت”، تحوّلت للأسف إلى عقارب مضبوطة على ساعة المستفيدين من بعض القرارات والتدابير، التي لا تخدم في أغلب الأحيان والحالات، الوضعيات التي يجب أن تشملها أمرية ينتظرها المعنيون بها منذ أمد طويل!

هذه المصيبة لا تخصّ قطاع التربية فقط، حتى لا يكون الاستثناء أو الشاذ الذي يُحفظ ولا يُقاس عليه، فكم من مدير ورئيس مصلحة ومير ووال، يرفض تطبيق تعليمة وزير ويتنصل من تصريح مسؤول أكبر منه رتبة ووظيفة وصلاحيات، والجواب واحد في هذه الوضعيات المخلة: “أروح ألـّي قالك يفريهالك”!

ألم يرفض مسؤولون قاعديون في البلديات والدوائر والولايات وعديد الإدارات ذات الصلة بالحياة اليومية للمواطنين، الاعتراف بمراسيم صادرة في الجريدة الرسمية التي تعلو ولا يُعلى عليها؟ ألم يتهرّب أميار ورؤساء دوائر وولاة من تطبيق تعليمات “سقطت عليهم من العاصمة”؟

“أنا ديسيديت” هي التي تجعل مدير مدرسة يرفض إدماج تلميذ مظلوم، رغم تصريحات وتعليمات “السيّدة” الوزيرة، و”أنا ديسيديت” هي التي تجعل مديرا في إدارة ما “يحمّر” عينيه ويتجاهل قانونا دخل حيّز التطبيق، و”أنا ديسيديت” هي التي تجعل ميرا يصدر أمرا بهدم بناية رغم أنه هو نفسه من أصدر في وقت سابق رخصة البناء!

المظلومون من المواطنين أصبحوا هم أيضا يرددون دون تردّد “أنا ديسيديت”.. “ديسيديت” مقاطعتكم وعدم القدوم إلى الإدارات التي تتولونا شؤونها بطريقة فجّة وتسيّرونها بالاستهتار والاستفزاز و”الحقرة”.. “ديسيديت” أن لا أكلمكم ولا أريكم وجهي ولا أشتكي إليكم، فالشكوى لغير الله مذلة.. لكن “شفاو عليها” فسيأتي يوم وتبحثون عنا فلا تجدونا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • شخص

    عندما يتأكد المخطأ أنه لن يعاقَب، فلا مجال للحديث عن الأوامر و النواهي !

  • عبد النور

    على هذا المنوال يبدو أننا في طريقنا لتأسيس وزارة خاصة "للشكاوي" موقع إلكتروني للشكاوي والعرائض وعبر البريد ومهمة تلك الوزارة فقط دراسة شكاوي الناس ومعالجتها فورا بعد التحقيقات، مع إعطائها الصلاحيات التنفيذية في كل القطاعات. حين يصبح لكل مخالفة عقاب، ولكل مبادرة حسنة ثواب..توقع الأحسن والأفضل.
    الجزء الثاني هو التوعية والتذكير المستمر، والتحفيز. جوائز أحسن مدير، أحسن معلم،أنظف مؤسسة، أحسن مفتش، مقتصد..ألخ في كل ولاية.والمعايير تتضمن مدى تطبيق المراسيم والأوامر الجديدة، بالإضافة إلى معايير أخرى لكن ليس نسبة النجاح بل نوعية التعليم والتدريس. التي يمكن قياسها بسبر آراء الأولياء وعمل المفتشين