-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أهل الكتاب من خلال القرآن الكريم

عمار طالبي
  • 10670
  • 2
أهل الكتاب من خلال القرآن الكريم

من أهم الأبحاث في هذا الموضوع ما كتبه الأستاذ إسماعيل البايراك Prof. Ismail Albayrak في بحث له عنوانه « The People of the Book in the Quran »، ضمن كتاب الحرب والسلام في الإسلام، ص282-303، وهو من الأتراك المهتمين بالدراسات القرآنية، والحوار مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى، متخرج من كلية الإلهيات بأنقرة، ومهتمٌّ كذلك بدراسة المستشرقين ومواقفهم من القرآن، كما أنه يُعنى بالجماعات الإسلامية وعلاقتها بالعولمة، وتولى في سنة 2008 كرسي دراسة الإسلام والمسلمين والعلاقات بين المسلمين الكاثوليك في الجامعة الكاثوليكية بأستراليا، ويسمى كرسي فتح الله كولن التركي.

حلل في هذا البحث تاريخ الآيات المتعلقة بأهل الكتاب في القرآن الكريم، وناقش بعض المسائل، ومعيار القرآن في ذلك هو العمل الصالح والجزاء عليه، وهو أمر حيوي لمختلف الجماعات الدينية من أهل الكتاب، وبين عرض القرآن لأهل  الكتاب بما هم عليه، ولا يغلق الباب على حريتهم الدينية ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾[الكافرون/6]، وهو موضوع مهم لا يحاط به في بحث واحد. إن للقبائل العربية قبل الإسلام صلة بالمسيحية واليهودية، وعُرف اصطلاح أهل الكتاب في الجاهلية، ويقصد به اليهود، والمسيحيين، وورد في أشعارهم، وورد ما يتعلق باليهود في القرآن في السور المدنية، أما كلمة “بنو إسرائيل” فلم ترد عند العرب في الشعر الجاهلي، ووردت في القرآن مرات كثيرة، ولم يكن القرآن آخذا بأي نمط من الأنماط السائدة قبل الإسلام.

في مكة عُرف أفراد من المسيحيين، لا يكونون جماعة كبيرة، وأغلبهم كانوا عبيدا، وعددهم في المدينة لا يتجاوز خمسين فرداً،  ولكن المسيحيين يعيشون عامة في مختلف أنحاء الجزيرة العربية، وكان بعض المسيحيين يأتون إلى مكة للتجارة، ولكن لا يقيمون بها، واعتنقت بعض القبائل العربية المسيحية مثل بكر بن وائل، وطي، وكلب، وتغلب، وخثعم، ونجران.

ويرى محمد حميد الله أن عدد اليهود في المدينة عندما دخلها النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً كانوا حوالي 4000، ومنهم بنو عوف، وبنو النجار، وبنو ثعلبة، والذين وجدهم المسلمون من الأقليات الدينية جماعات كثيرة متعددة، في أطور تاريخ الإسلام، منها وثنية العرب في الجاهلية، والمزدائية في الرافدين وإيران، وما بها من زراد شتية، والمسيحية بفرقها المختلفة، مثل النسطورية في العراق، وإيران، والقائلين بالطبيعة الواحدة للمسيح (Monophysiste) في سوريا، وفي مصر، وأرمينيا، والأورثودوكس الملكانية في سوريا، والأرثوذوكس اللاتيني في شمال إفريقيا، والسمارتن (Samaritans) في فلسطين، والمندائيين في جنوب العراق، والحرنانيين في شمال العراق، والبوذيين والهندوس في السند، والقبائل الوثنية في إفريقيا، والقبائل التركية، والبوذية في السند والبنجاب، الأمر الذي أدى إلى وجود حوالي ست مناطق ثقافية إسلامية في العالم الإسلامي: العربية، والفارسية، والتركية، والهندية، والمالوية الماليزية، والإفريقية، وقد ناقش هذه المناطق الثقافية سيد حسين نصر في كتابه: قلب الإسلام (The Heart of Islam, San Fransisco, Harper Collins, 2000, p.p.87-100).

ويوجد داخل المدينة قليلٌ من اليهود، وأغلبهم في ضواحيها، والقرآن لا يكف عن التصريح أنه جاء مصدِّقا لما سبقه من الديانات السماوية الموحى بها في أصلها، وإن كان يشير إلى ما حدث فيها من تحريف، وتأويل، هذا التحريف أكدته الدراسات النقدية الحديثة للكتاب المقدس، من المسيحيين أنفسهم، يصرح القرآن أنه يوجد من بين أهل الكتاب رجال صالحون، إذا استمعوا إلى آيات الله ذرفت دموعهم لما فيها من الحق، كقوله: ﴿وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾[الأعراف/159]، وقوله: ﴿.. تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ..﴾[المائدة/83]. ويقف القرآن بجانب أهل الكتاب المضادين للمشركين، فهم الحلفاء الطبيعيون للمسلمين، وجاء القرآن بجانب نصارى الروم، ضد مشركي الفرس، في سورة الروم الآية/3، وبشّر بغلبة الروم المسيحيين للفرس، وتحقق ذلك بعد بضع سنين، فكان النصر للبيزنطيين، أما المشركون في مكة فهم يتعاطفون مع الفرس لعدم توحيدهم للألوهية، فهم ثنوية، وكان ذلك النصر بعد تسع سنوات، ولما احتل الفرس سوريا، وفلسطين، وبيت المقدس في سنة 615 بعد الميلاد، أي خمس سنوات بعد البعثة المحمدية حزن المسلمون لذلك، ولما ضاقت بالمسلمين الحياة، وكثر اضطهاد المشركين، أمرهم الرسول بالهجرة إلى إمبراطور الحبشة، وهذا يؤكد العلاقة بين المسلمين والنصارى.

وأهل الكتاب افترقوا إلى فرق، منهم من رحّب بالوحي الجديد، ومنهم من أنكره، وكفر به، وليس معنى هذا أن القرآن لم ينتقد ما عليه أهل الكتاب من انحرافات، فقد بدأ في انتقادهم منذ القرآن المكي، وانتقد اليهود لما قاموا به من عصيان وآثام، وانتقد النصارى لاختلافهم في طبيعة المسيح.

وعلّم القرآن المسلمين كيف يعاملون أهل الكتاب في مجاورتهم ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾[العنكبوت/46].

وكيف يشرحون لهم التوحيد، ورسالة القرآن، الآيات المكية تشير إلى ما يوحّد أهل الكتاب والمسلمين في التوحيد وغيره.

أما القرآن المدني فقد ازدادت فيه مخاطبة أهل الكتاب، فسورة البقرة مع طولها عالجت مشكلة بني إسرائيل وسلوكهم، وتمردهم على الله، وجاءت سورة آل عمران فعالجت فقرات منها أمر المسيحيين، أما سورة النساء والمائدة، والتوبة، فأشارت إلى اليهود والنصارى معا، فقد توجه الرسول إلى هؤلاء جميعا، وتطورت مواقف القرآن منهم تبعا لطبيعة علاقاتهم بالمسلمين.

لما دخل المسلمون المدينة وجدوا عددا من اليهود والمشركين، فبعد أن بنى المسلمون مسجدهم، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وحدّد حدود المدينة، وقام بإحصاء سكانها، قام بأمر مهمّ، وهو صحيفة المدينة التي حددت العلاقات بين مختلف العناصر التي تعيش في تلك المنطقة، وكيف يمكن أن يتعايش سكانها، وكيف قررت الصحيفة حرية الدين، فلليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، وأن بني عوف من اليهود أمة مثل المسلمين، وسمى بعض الدارسين هذه الصحيفة بدستور المدينة مثل محمد حميد الله، وأنه يتكون من 52 مادة، وأباح الإسلام أكل طعام أهل الكتاب، وذبائحهم، والتزوُّج منهم، وجاء الحديث النبوي الذي صرح بأن الأنبياء إخوة لأب واحد وأمهات متعددة.

وأغلب اليهود في المدينة لم يرحِّبوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ونصبوا له العداوة، وخاصة لما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، وتذكير القرآن لهم بمخالفة أسلافهم وعصيانهم لله تعالى، وما ارتكبوه ضد النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بعد ذلك، وعداوتهم لجبريل، وزعم بعضهم أن عزيرا ابن الله (التوبة/30)، وإنكارهم لأي وحي بعد موسى، بل أصبح بعضهم وثنيا.

والإسلام يقرر تعدد الرسالات السماوية، وعلى كل مسلم أن يؤمن بالرسل السابقين، ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ﴾[البقرة/285].

وهناك عدة روايات تتحدث عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لليهود لما هو مشترك بينه وبينهم، وزار بيت المدراش ليدعوهم إلى الإسلام، ودعوة علمائهم لمناقشة ما هو مشترك بينهم، وباستثناء عدد قليل منهم، فإن يهود المدينة لم يستجيبوا له، وناصب عددٌ منهم العداوة له وللمسلمين، وهنا يجب التمييز بين اليهود القدماء والمعاصرين للرسالة الإسلامية، في نقد القرآن لليهودية، فاليهود في المدينة لهم أوضاع أخرى، وبعض العقائد العاميّة، نظرا لأميتهم، مثل عداوتهم لجبريل، واعتقاد أن عزيرا ابن الله، ويعتبر القرآن محيـيا للعقيدة ومجددا لها، وأن عزيرا جمع التوراة، وأحيا الشريعة، التي ضاعت في عهد الأسر ببابل، بعد وفاة سليمان، ونسي اليهود هذا التراث، وبالغ بعض اليهود، فألَّهوا عزيرا، وجعله بعضهم ابنا لله، وليس معنى ما ورد في القرآن أن اليهود كلهم على هذا الاعتقاد، وإنما هو ضربٌ لمثل الغلو (تفهيم القرآن للمودودي، ج3، ص203 من الترجمة الانجليزية)، توفي عزيرا سنة 450 قبل الميلاد، وكان قد زعم أنه حفظ التوراة التي دمرت لما احتل البابليون بيت المقدس، وسليمان توفي حوالي 932 قبل الميلاد.

في مكة عُرف أفراد من المسيحيين، لا يكونون جماعة كبيرة، وأغلبهم كانوا عبيدا، وعددهم في المدينة لا يتجاوز خمسين فرداً،  ولكن المسيحيين يعيشون عامة في مختلف أنحاء الجزيرة العربية، وكان بعض المسيحيين يأتون إلى مكة للتجارة، ولكن لا يقيمون بها، واعتنقت بعض القبائل العربية المسيحية مثل بكر بن وائل، وطي، وكلب، وتغلب، وخثعم، ونجران.

ولما نقض اليهود الدستور، وتحالفوا مع المشركين ضد المسلمين أصبح الوضع متوترا، ولذلك عبرت عدة آيات عن هذه العداوة، وأشارت إلى سوء أفعالهم، وذكّرتهم بما ارتكبه أسلافهم، وحاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، وتسميمه، وطالب أسلافهم من موسى أن يروا الله جهرة، وادّعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه، ولا يدخلون الناس إلا عدة أيام، واعتدوا على السبت، وتحايلوا عليه، وعبدوا العجل، وحرفوا التوراة، واتخذوا أحبارهم أربابا من دون الله، واتهموا مريم بما لا يليق بها، واتهموا عيسى ابن مريم بالكذب على الله، ونظرا لنقضهم المواثيق تقرر إجلاؤهم من المدينة إذ أصبحوا خطرا كبيرا على هذه المدينة الإسلامية الجديدة سياسيا ودينيا، التي تهددها أيضا الإمبراطورية البيزنطية، والإمبراطورية الفارسية، ولذلك كاتب الرسول صلى الله عليه وسلم رؤساء الدول، وأرسل وفودا، ورسائل إلى دول الجوار، وبدأ استقبال سفرائها إلى المدينة (إسماعيل البايرك، المرجع السابق، ص291-292).

يرى محمد حميد الله أن عدد اليهود في المدينة عندما دخلها النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً كانوا حوالي 4000، ومنهم بنو عوف، وبنو النجار، وبنو ثعلبة، والذين وجدهم المسلمون من الأقليات الدينية جماعات كثيرة متعددة، في أطور تاريخ الإسلام، منها وثنية العرب في الجاهلية، والمزدائية في الرافدين وإيران، وما بها من زرادشتية، والمسيحية بفرقها المختلفة.

كان نقد القرآن لليهود نقدا أخلاقيا وعقائديا، أما نقده للنصارى فكان موجها إلى غلوهم في العقيدة، إذ ألّهوا المسيح وأمَّه، واتخذوا الثالوث، والرهبان أربابا، يشرِّعون لهم حسب أهوائهم، وتحدث القرآن عن أديان أخرى مثل الصابئة Sabean (البقرة/62، وهم قد اختلفت الروايات الإسلامية في شأنهم، كما في التفاسير المختلفة، ويبدو أن المسلمين لم يطلعوا على كتبهم التي كتبت باللغة الآرامية، وهم يخفون مذاهبهم، وفرقهم مختلفة، وقد أجريت في العصر الحديث دراساتٌ كثيرة عن ديانتهم، وتُرجمت عدة كتب مندائية إلى اللغات الأوروبية، ومنها الكتاب الكبير الذي يسمى “كتاب آدم”، وترجمت تعاليم يحيى بن زكريا، وكتبت مؤلفة صابئة منهم كتاب: مفاهيم صابئية مندائية من مصادرهم، وخلاصة عقيدتهم:

  • التوحيد، وأن الله حي، خالق، أزلي، أبدي، ولا يعبدون الأوثان، ولا يسجدون للشمس، ولا للقمر، كما نُسب إليهم.
  • خلود النفس، وإلى الله تعود في حياة خالدة، وفي إمكانها أن تتحرر من الجسد عن طريق المعرفة أو الوحي، أو الإلهام.
  • أن الذين يختارهم الله هم الذين يعلّمون الناس، ومنهم الأنبياء، وأول نبي هو آدم، ودينه هو أول دين عرفته البشرية، وتديّن به الصابئة المندائيون، وجاء بعد ذلك شيث بن آدم، ومنهم نوح، وابنه سام، وإبراهيم، ويعتقدون أن رسالة يحيى بن زكريا أعظم رسالة جاءت بعد آدم، وتعاليم الصابئة، التي بقيت لديهم هي بعض ما جاء به هؤلاء القدامى من آدم، وشيث، ويحيى.
  • يؤمنون بيوم القيامة، وبالجنة والنار، كما كتب ردولف في كتابه: المندائية.
  • ومن شعائرهم التعميد، والصلاة التي يسبقها الوضوء ثلاث مرات يوميا، ويستقبل المصلي الشمال أثناء أدائها، والصلاة هي ذكر الله، والتسبيح، والحمد، والدعاء، والاستغفار، ومن شعائرهم الصوم، وهو الامتناع عن أكل اللحوم فقط، يبلغ مجموع أيام الصوم عندهم 33 يوما في السنة، ولهم طرقٌ معينة في الزواج، والذبائح، والجنائز، وجاء في كتاب آدم من صفات الله: لا يُرى ولا يحد، لا كفء له بعظمته، ولا شريك لسلطانه (ص11)، وجاء في فاتحة كتاب آدم: لا تسبِّحوا للكواكب والأبراج، ولا تسجدوا للشمس والقمر، المنوِّرين لهذا العالم، فإنه هو الذي وهبها الله النور (ص22) انظر: مفردات القرآن للإمام عبد الحميد الفرادهي، ص362).

يذكر عبد الله يوسف في ترجمته للقرآن الكريم، لآية البقرة/61، أنه قد كشفت في عهده فرقة قرب البصرة، يسمون صابئين، وناصور بين Nasaracans، أو مندائيين كما يسمّون مسيحيين أتباع يحيى، يزعمون أنهم غنوصيون، لباسهم أبيض، يؤمنون بالتعميد في الماء، ويسمى كتابهم كنزه Ginza باللهجة الأرامية، ويقولون بنظرية النور والظلام، مثل زرادشت، ويطلقون على كل نهر اسم جوردن Yardan، يعيشون مع المسلمين في أمن وسلام، ويتساءل عبد الله يوسف: هل يتطابق ذلك مع ما ورد في القرآن، يحتمل أنهم فرقة أخرى من عبدة النجوم.

كان نقد القرآن لليهود نقدا أخلاقيا وعقائديا، أما نقده للنصارى فكان موجها إلى غلوهم في العقيدة، إذ ألّهوا المسيح وأمَّه، واتخذوا الثالوث، والرهبان أربابا، يشرِّعون لهم حسب أهوائهم، وتحدث القرآن عن أديان أخرى مثل الصابئة Sabean (البقرة/62، وهم قد اختلفت الروايات الإسلامية في شأنهم، كما في التفاسير المختلفة.

وهناك جماعة في اليمن تسمى بهذا الاسم، في صنعاء، يحتمل أن ملكة سبأ على دينهم، يعبدون النجوم والكواكب، وانتقلوا إلى الحبشة، وإلى بلاد فارس، فيما يبدو، وعُرفوا بالبناء المتقن من الحجارة، وأرى أنه يمكن أن هؤلاء يسمون السبئيين نسبة إلى سبأ بالسين، لا بالصاد، فاختلط الأمر بين (ص، و س) عند كتابة ذلك بالحروف اللاتينية، أما أشباه الصابئة الذين جذبوا انتباه المأمون بشعورهم، الطويلة، ولباس خاص بهم، فكانوا في حران، وعاشوا بين 700-800 سنة (ق. م) في جنوب الجزيرة العربية، فيُحتمل أن هؤلاء أرادوا أن يعاملوا معاملة أهل الكتاب مثل الصابئة، وآية البقرة/61، تدل على أن الإسلام لا يُبعد أي أناس من فضائه، فليس مذهبا خاصا بشعب معيّن، بخلاف اليهودية. والمسيحيون يعتقدون أن من لم يؤمن بالمسيح فهو خارجٌ عن عرش الرحمن، ولا نجاة له، أما الإسلام فهو بخلاف ذلك، فإنه موجود قبل ظهور الرسالة المحمدية، فإبراهيم مسلم، وتعاليمه إسلام الوجه إلى الله تعالى وإرادته، فيبقى دين كل الناس في كل زمن، والإسلام ينتمي إلى هذا الدين القديم الذي جوهره إسلام الوجه لله وحده، والتوجه إليه بالعبادة وحده لا شريك له.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • من جلال الى من أشر على تعليقي بالسالب

    الإسلام هو دين الله من نوح الى محمد(صلعم) وليس خاصا بملة محمد التي هى ملة من ملل الإسلام ومحمد نفسه يتبع ملة ابراهيم وليس بدعا من الرسل والقول بأننا نحن فقط المسلمون وغيرنا الى الجحيم هو افتراء على الله وهراء تراثي استعلائي على عباد الله لا يخرج عن مقولة الشعب المختار ثم كيف يستقيم أن 25 بالمائة فقط من سكان العالم هم المسلمون ومنهم وهو الأدهى فرقة واحدة هى الناجية أي بحساب بسيط حوالي 27 مليون نسمة إذا اعتبرنا تقريبا 2 مليار مسلم من سكان العالم البالغ الآن8 ملايير نسمة.إن الله لطيف بعباده (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) (إن الله لا يغفر لمن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فانتبهوا يرحمكم الله

  • جلال

    الشكر موصول الى الأستاذ عمار طالبي لجرأته على توضيح أمور يغفل أو يتستر عليها الكثير وينطبق عليهم قول الله" إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ " وبعضهم ينطبق عليهم قول محمد البشير الإبراهيمي" ولقد قال رجل منكم– وكلكم ذلك الرجل– لأتباعه، وهو يحضهم على دفع الغرم للزاوية: يا لخو– لقد قال الله: لا تنالوا البر والبحر حتى تنفقوا… فقالوا جميعا: صدق الله, وهؤلاء البسوا رداء القداسة لكل فكر بشري أتى من القدامى أوالسلف حيث لا يجوز نقده وتمحيصه, الإسلام هو من نوح الى محمد بل دين كوني والإصطلاح بأن نحن أتباع محمد هم الأمة الإسلامية وغيرنا الى الجحيم غير صحيح, نحن ملة من ملل الإسلام ولم يخاطبنا قط الله بقول"ياأيها الذين أسلموا"وكل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا هو مسلم بنص القرآن