-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إحتقار‮ ‬الشعوب‮!‬

الشروق أونلاين
  • 2076
  • 0
إحتقار‮ ‬الشعوب‮!‬

لماذا‮ ‬يسعى‮ ‬بعض‮ ‬الحكام‮ ‬العرب‮ ‬إلى‭ ‬توريث‮ ‬الكراسي‮ ‬لأبنائهم‮ ‬رغم‮ ‬أنف‮ ‬الشعوب؟‮ ‬هل‮ ‬هذا‮ ‬الأمر‮ ‬له‮ ‬ما‮ ‬قبله‮ ‬أم‮ ‬له‮ ‬ما‮ ‬بعده؟
نسيم‮ ‬لكحل
بل والأكثر من ذلك، لماذا تقبل شعوب هذه الدول بمنطق التوريث، ثم لماذا تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر في مساعدة بعض هؤلاء الحكام على نقل السلطة لأولادهم بالوراثة التي تتعارض مع القوانين والمبادئ الديمقراطية التي تتشدق بها الإدارة الأمريكية؟!
تقول المعارضة اليمنية، أن فوز الرئيس علي عبد الله صالح في انتخابات الرئاسة التي جرت أمس، سوف يكون له معنى واحد لو تحقّق، إنه يعني إعطاء الإشارة الخضراء للرئيس كي يورث الحكم بعده لولده الطامح إلى هذا الشرف..
وفي مصر لم يُقرأ مؤتمر الحزب الوطني الحاكم أمس إلا في سياق أنه محطة كشفت ما كان يتداول في دائرة الشك حول نيّة الرئيس المصري حسني مبارك توريث حكم أرض الكنانة إلى ولده جمال الذي ألقى كلمة خلال هذا المؤتمر رفع فيها السقف عاليا إلى درجة فهم فيها المؤتمرون والإعلاميون أن جمال يطرق أبواب أبيه بإيعاز من حسني مبارك؟! وفي ليبيا يستعين العقيد القذافي بالأمريكيين لمساعدته في مسعاه النبيل لتوريث كرسي الجماهيرية العظيم لنجله سيف الإسلام، الذي يظهر هذه الأيام أكثر من والده في المجالس السياسية وفي المنابر الإعلامية.. لكي ينسى‮ ‬الليبيون‮ ‬عقيدهم‮ ‬ويتعوّدوا‮ ‬على‮ ‬نجله‮ ‬قبل‮ ‬تنصيبه‮ ‬رسميا‮ ‬قائدا‮ ‬لهم‮.‬
وكانت‮ ‬سوريا‮ ‬قد‮ ‬عدلت‮ ‬الدستور‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬السماح‮ ‬للرئيس‮ ‬الحالي‮ ‬بشار‮ ‬الأسد‮ ‬بخلافة‮ ‬أبيه‮ ‬الذي‮ ‬استعجله‮ ‬الموت‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬شاهدا‮ ‬بنفسه‮ ‬على‮ ‬عملية‮ “‬التوريث‮”.‬
قد لا نشك إطلاقا في كفاءة أي نجل لأي حاكم عربي يسلك طريق التوريث، وقد يكون سيف الإسلام القذافي وجمال مبارك ومن على شاكلتهما في اليمن وغيرها، على درجة عالية من الجاهزية والأهلية التي تؤهلهم لكي يكونوا رؤساء أو ملوكا أو قادة عن جدارة واستحقاق، ولكن لا نشك تماما كذلك أن هذا الأسلوب في نقل السلطة أو تحريكها بتعبير أدق، لا يَنم في الحقيقة إلا عن عقلية احتقارية للشعوب لدى حكامهم، ولا يعني سوى أن بعض هؤلاء الحكام الذين بُليت بهم المنطقة العربية يرون في الدول التي يتحكمون فيها ملكية شخصية عائلية، لا يجوز أن تخرج دائرة تسييرها عن فلك العائلة الحاكمة..
وعندما تسير دول بأكملها في فلك التوريث، نفهم لماذا يحتقرنا الغرب؟! ونفهم كذلك أن المشكلة أولا في الشعوب التي تتفرج على هذه المسرحيات، قبل أن تكون في الحكام!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!