-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اغتيال “المبحوح” و”البنا”.. الصهاينة ينهزمون سياسيا!

اغتيال “المبحوح” و”البنا”.. الصهاينة ينهزمون سياسيا!

إذا كانت الغاية من أي حرب هي تحقيق أهداف سياسية فإن الصهاينة يكونون قد انهزموا اليوم على هذه الجبهة بامتياز. شاهِدوا ميدانيا كيف أن الذين يقومون بالإشراف على توزيع المساعدات القليلة التي تصل إلى شمال قطاع غزة هم كوادر الحكومة الفلسطينية المنتخَبة في غزة أي حكومة “حماس”. نعم بعد كل التدمير والتخريب والقتل والحصار، مازال الناس يثقون في كوادرهم الشرعيين، ومازال هؤلاء هم الذين باستطاعتهم وحدهم تسيير شؤون بلدهم بعد كل الذي حصل!!

لذلك يعود عسكر الاحتلال بهمجية أشد إلى الشمال، الذي طُرِدوا منه وزَعموا أنهم طهَّروه من حماس ومن فصائل المقاومة الأخرى وهزموهم جميعا هناك، يعودون بوحشية أكبر لا لشيء لأنهم وجدوا أن الذين مازال باستطاعتهم تسيير شؤون النّاس ومازال النّاس يثقون بهم هم كوادر وإطارات الحكومة الشرعية! لذلك ينبغي قتلهم أيضا..

هكذا تم اغتيال “فائق المبحوح” يوم أمس، الذي كان مسؤولا عن تأمين المساعدات إلى شمال قطاع غزة وأشرف على العملية بكل احترافية وشهد الجميع له بأنها لم تعرف تدافعا ولا فوضى مما أغاض العدو وجعل المشرف عليها هدفا من أهدافه زاعما في إعلامه أنه عسكري مسؤول “رئيس العمليات بالأمن الداخلي” والكل يعلم كذب هذا الادعاء.

ولم تكتف القوات الصهيونية باغتياله وحده بل استهدفت مسؤولا أشرف هو الآخر على تأمين وصول الغذاء إلى أصحابه وهو “رائد البنا” بل اغتالت معه وبطريقة جبانة ووحشية جميع أفراد أسرته، زوجته وأبناءه، أي لم تبق أحدا من أسرته، زاعمة أنها استهدفت منزله كمقدم ومدير مباحث شمال غزة.. وقس على ذلك البقية من مسؤولي القطاع التابعين للحكومة الشرعية، لِعلمها بأنهم وحدهم الذين يُمثِّلون الشرعية الشعبية وأنهم بِتَحَمُّل مسؤولية توزيع المساعدات يؤكدون بقاء نواة الدولة الفلسطينية قائمة ويمنعون هذا العدوان الهمجي من تحقيق هدفه السياسي الأول المتمثل في استبدال سلطة حماس بسلطة أخرى موالية له أو احتلال القطاع بالقوة العسكرية مباشرة.

وهذا ما يُفسِّر خلفية لجوء الأمريكيين لتلك العملية الاستعراضية المتمثلة في إلقاء المساعدات جوا، باعتبار أن تلك الطريقة تحرم الشعب الفلسطيني في غزة من التكفل بالجانب التنظيمي، وتزيد من الفوضى والتدافع بين الناس وتفكك الروابط بينهم، والأهم من ذلك تُبعد حماس أو أي من عناصر المقاومة الآخرين من الظهور بمظهر السلطة المنظِّمة التي مازالت تتحكم في الأرض، الأمر الذي يُفرغ العدوان من أي محتوى ويجعله عبثيا مُحصِّلته صفرية ويجعل كل حساباته (وما اعتبره انتصارا عسكريا وتدميرا وتخريبا وتجويعا) تذهب أدراج الرياح. أي أن الحكومة الشرعية في آخر المطاف باقية ولن يحكم غزة بعد “حماس” إلا “حماس” أو من ينتخبه الشعب الفلسطيني بحرية ونزاهة وإن كان ذلك بأسماء جديدة ووجوه جديدة، وهو ما يعني إفراغ كل العمل العسكري الصهيوني (بعد كل التدمير الذي أحدثه) من محتواه، ويؤكد أن هذا الكيان  منذ احتلاله للقطاع سنة 1967 و كل فلسطين، لم يتمكن من انتزاع اعتراف سياسي به من الفلسطينيين لولا اتفاقيات “أوسلو” المقبورة اليوم..

ومادام قد نكث بوعوده بعد “أوسلو”، وما زال يرفض القبول بوجود الدولة الفلسطينية على أرضها المحررة، ويقول بيهودية كل فلسطين من النهر إلى البحر ويجعل من القدس الشريف عاصمة أبدية له… فإنه يزيد من شرعية ومشروعية شن معركة طوفان الأقصى  والاستمرار في  مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة، ويعطي كل الحق لكل فلسطيني في الدفاع عن أرضه وعرضه وبلده وتفضيل الاستشهاد  تحت الركام أو حتى جوعا، على أن يستسلم لكيان ظالم يَدَّعي أحقيته في كل فلسطين ويعامل أبناءَها  بعنصرية ووحشية وتعذيب وتنكيل وقتل وتدمير وسجن لم تعرف له البشرية مثيلا… وهو ما يحدث اليوم ويجعل من مقاومته ككيان محتل أمرا مشروعا ومقدّمة لإلحاق هزيمة سياسية غير مسبوقة به بعد النصر الاستراتيجي العسكري الذي ألحقه به في السابع من أكتوبر يوم بداية الطوفان…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!